أقلام حرة
بديعة النعيمي: الحرب على غزة (40): محور فيلادلفيا
محور فيلادلفيا شريط حدودي عازل يفصل بين الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية. ويمتد من البحر الأبيض المتوسط شمالا حتى معبر كرم أبو سالم جنوبا. تتنازع عليه ثلاث قوى،حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) ومصر ودولة الاحتلال.
أنشئ عليه معبر رفح الذي يعد المنفذ الرئيسي لسكان غزة على العالم الخارجي.
وقد ظهر هذا المحور على إثر معاهدة كامب ديفيد ١٩٧٩ بين مصر ودولة الاحتلال. وظلت الأخيرة تسيطر عليه حتى عام ٢٠٠٥(خطة فك الارتباط) حيث تم تسليمه للسلطة الفلسطينية التي منحت الإشراف على المناطق الحدودية والمعابر بوجود مراقبين دوليين. لكن خطة فك الارتباط نصت على احتفاظ دولة الاحتلال بوجود عسكري لها على هذا المحور بهدف توفير حماية أمنية لها. غير أنه وفي عام ٢٠٠٧ سيطرت حركة حماس على القطاع وخضع المحور لسيطرتها، فما كان من دولة الاحتلال إلا أن فرضت حصارا خانقا على القطاع ، ما دفع سكان غزة للتزود بالمؤن عن طريق عبور هذا المحور وهنا قامت مصر بفرض سيطرتها عليه. فلجأ أهل غزة عندها إلى حفر الأنفاق لاستكمال عملية التزود بمتطلبات الحياة التي لا تتوفر بسبب الحصار.
واليوم في حربها على غزة ٢٠٢٣_٢٠٢٤ قامت طائرات دولة الاحتلال باستهداف محور فيلادلفيا وقصفه بقوة. وفي تاريخ ١٣/ كانون الأول ٢٠٢٣ تم تسريب تصريحات لبنيامين نتنياهو عن نية دولته السيطرة على المحور. حيث قال" دون السيطرة على محور فيلادلفيا لا يمكننا القضاء على حماس". وأصبحت قضية هذه المنطقة محورية لدى أطراف أخرى في الحكومة. فقد ورد تصريح خطير للقائد السابق للقيادة الجنوبية في جيش الاحتلال دان هاريل " من يريد السيطرة على على ما يحدث في قطاع غزة من ناحية التسلح فلا بد من السيطرة على محور فيلادلفيا". إلا أن البعض لم يؤيد فكرة احتلاله والسيطرة عليه ومن هؤلاء بيني غانتس عضو مجلس الحرب في دولة الاحتلال. وما هذه الفوضى والتخبط في القرارات إلا بسبب الفشل الذريع الذي لاقاه الجيش.
فبعد قصف البنية التحتية لقطاع غزة وارتكاب مئات المجازر التي خرق بها ما يسمى بالأعراف الدولية والإنسانية دون إحراز أي انتصار بتحقيق أهداف الحرب التي تذرع بها نتنياهو يأتي دور هذا الشريط الفاصل (محور فيلادلفيا) بحجة أن الأنفاق التي تكمن تحته سوف يمكن المقاومة الفلسطينية من تأهيل نفسها عسكريا من خلال تهريب السلاح.
***
بديعة النعيمي