أقلام حرة
محمد سعد: تمديد الهدنة وتأجيل الموت
عبارة ارتبطت ببعضها البعض، عندما يشعر الشعب الغزاوي أن مصيره ليس في يده حتى لو كان في داره ووطنه وانه فائض عن الحاجة،وان مصيرة أصبح في يد نظام جديد ووكلاء وأمراء الحرب جدد، يستطيعوا تأجيل قرار الموت، مازال يردد "نتنياهو" التخلص من شعب غزة ليصبح عاجزاً عن رفع قدح القهوة، هو الصراع المهلك ويحتاج الى معجزة للنجاة منه، لأنه سري ومموه ومغطى ومقنع ويأتي بحيل التفافية عقلية صهيونية، تقود النظام العالمي الجديد ..؟ في خلال مدة الهدنة ومتابعتي للصحف الأمريكية والغربية،بدأ يطرح فكرة حل الدولتين من جديد، وهي حالة من التوتر أو الإجهاد العقلي أو عدم الراحة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني منذ اكثر من 75 عام، بعد كل نكبة يطرح فكرة حل الدولتين ..!في بقعة جغرافية يحمل اثنين أو أكثر من المعتقدات أو الأفكار أو القيم المتناقضة في نفس الوقت، يقوم كيان غريب بسلوك يتعارض مع معتقد راسخ علي أرض الآجداد الكنعانيين لينازع عليها وكأنها ميراث شرعي عبارات ومصطلحات تتداول عبر عقود، ليست عابرة أن تفقد كل إهتمام ورغبة، وتمشي على حافة الهاوية بين قناعات متضاربة تمزق وتشرد شعب بصمت من القريب والبعيد، تموت فيه الحياة ويصبح حطباً يمشي للحفاظ على المظاهر.
يلتهم كثيرون أنفسهم كل يوم دون معرفة كمية المشاعر والأحاسيس التي تسحق وتتعفن وتختفي وكمية الحياة التي تنطفيء بصمت. داخل الشعب الفلسطيني بين (شعب الله المختار وشعب الله المحتار) الفرق نقطة بين شعب مغتصب وشعب يحاول القريب والبعيد طمس الهوية عنة،، ومن اول السطر ماذا بعد انتهاء الهدنة ..!!
شعب حي يعيش إنقراضة البطيء، مع فقدان اصل الموضوع، وهو خارجي، يكون الارتداد للذات، الاجترار والحداد والسوداوية، نوع من التهام الذات كمطحنة فارغة تلتهم الفراغ.، يبدو كما لو أنك أنتهيت تواً من قراءة رواية الكاتب والفيلسوف / (سيجموند فرويد) عن "الحداد والسوداوية" هل كتب التاريخ من قبل أن شعب عاش في حداد وسودوية، وحصار، وتهجير وتشرد، وقتل داخل حدودة،، واستخدام القوة المفرطة لشعب اعزل،، والملاحقة الاستخباراتية في المنفي،وقتل علي ارصفة قارعة الطرق في اوروبا ودول اجنبية وعربية وتصفية وقتل ريشة فنان امثال" ناجي العلي،، اجبني ايها العربي المنسي تحت ركام الأنقاض،، ما الذي يمكن أن أفعله لك لكي تخرج من هذه النكبات ..؟! لا شيء فقد جفت الدموع وجف حبر القلم وطويت الصحف واغلقت الأبواب،،نقولها بصوت منكسر لأن اصواتنا بلا صوت؟!
وماذا بعد الهدنة ..؟
الخروج.
هو الشعور بالإغتراب الذي يعيشه المثقف العربي في منعطف اللحظة الراهنة حتى لو كان في وطنه،إن الإغتراب النفسي والمعنوي أقسى من الغربة المكانية، وكانت مفارقة غريبة أن اعيش مع شباب من فلسطين من الذين استبعدوا من مخيمات الفلسطنيين في لبنان بعد الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 /في مدينة برلين الالمانية، وصفقة العار بخروج المقاومة والفصائل الفلسطينية من بيروت، وتهجيرهم، نتقابل معاً في منفى في وضعيتين متعاكستين. اختيارية وإجبارية.. !!
إن المثفف والفنان والكاتب يدخل في منفى من لحظة التصادم مع الذات والمجتمع والوضع الراهن ومع دخولنا في مرحلة العمر من نخر المرض في اجسدنا ..، المفارقة المثفف في منفى نفسي وفقدان الذات واغتراب وأنا اشعر في الوطن في منفى مكاني والتعرف واكتشاف ذاتي،شيئاً مؤلماً الآن..! ان اراقب قرار تأجيل القتل و الموت بعد الهدنة،وكلنا من المحيط نسبح بقرار وقف القتل من التتار الجدد ..،،
ووجدت نفسي حائر بين كل شيء إنتهى بقراره القتل مابعد الهدنة "
من دون تفاصيل محزنة وهذه الطريقة السائدة في الآخبار العربية تجعلك تعيش الإنتحار الفكري.وتكفر بكل من هو عربي؟.
ومع دخول فصل الشتاء ماهي الصورة في غزة، بالطبع المطر والحداد ومصابيح الشارع قصفت من هجوم التتار. والسكون الليلي المخيم بحظر، والبرد والصقيع، لمنازل مهدمة وانقاض، ولوحة رسمتها طفلة خرجت في الظلام الدامس تبحث في الأنقاض عن دفاترها وعن خريطة كتب عليها هنا غزة،كيف تستطيع أن تتخيل هذة
اللوحات على الحائط وأغنية ياقدس لفيروز .
كيف تضع كل هذه التفاصيل المبعثرة في عبارات وروابط . مابعد الهدنة .؟!
***
محمد سعد عبد اللطيف
كاتب وباحث مصري متخصص في علم الجغرافيا السياسية