أقلام حرة
صادق السامرائي: لا إمام سوى العقل!!
"يرتجي الناس أن يقوم إمام
ناطق في الكتيبة الخرساء
*
كذب الظن لا إمام سوى العقل
مشيرا في صبحه والمساء
*
فإذا ما أطعمته جلب الرحمة
عند المسير والإرساء
*
إنما هذه المذاهب أسباب
لجلب الدنيا إلى الرؤساء"
***
قالها المعري (973 - 1057) ميلادية، فكفروه وزندقوه، وتعني فيما تعنيه، أن لا مرجعية تتقدم على العقل، وإن حسب الكثيرون أن العقل محدود القدرات، فأن أي مرجعية فردية مهما كانت فهي محدودة أيضا.
وفي القرآن نجد الآيات والكلمات التي تحث على إعمال العقل وتفعيله لا تعطيله.
ومعظم المرجعيات تعطل العقل، وتحتكر المعرفة، وتسعى لتكون كأوثان آدمية، على الآخرين أن يتقربوا إليها زلفى، وتلك محنة سلوكية رافقت البشر منذ الأزل، ولا تزال فاعلة في بعض المجتمعات المعاصرة.
والحيرة تنبعث من أنها تأكدت في ديانات تسمى سماوية، ومعبرة عن الطاقات الإنسانية في أعلى صورها وأرقى تعبيراتها الفكرية والمعرفية.
فكيف يكون في الإسلام وثنية آدمية، وهو الذي جاء ثائرا ضدها، فهل إنتصر سلوك ما قبل الإسلام عليه؟
هل تحوّل الوجود الديني إلى تجارة وللإستعباد؟
في كل دين متاجرون ومرتزقة، ومراؤون ودجالون ومنافقون، والإسلام لا يشذ عن ذلك، فمنذ إبتداء الديانات والدنيا تعاني من العابثين بالبشر بواسطتها، حتى في الحضارات القديمة فأن القائمين عليها سخروها لرغباتهم الشخصية ونوازعهم الفردية، وإستعبدوا الناس بها وسلبوهم حقوقهم وأتعابهم، وإستحوذوا على وجودهم المادي والإنساني، حتى صار الدين سلطة مستبدة ومهيمنة على الحياة، ولا ننسى دور المعابد المسيطرة على الناس، وإمتلاك ناصية أمرهم وتقرير مصيرهم.
فهل عندنا مرجعيات جماعية ذات عقول متفاعلة؟!!
و" نهاني عقلي عن أمورٍ كثيرةٍ...وطبعي إليها بالغريزة جاذبي"!!
***
د. صادق السامرائي