أقلام حرة

علي حسين: ذهب نور وجاء زيد

من جديد، يطل علينا "البروفيسور" زيد الطالقاني برأسه، ولكن هذه المرة من دون مسؤولين كبار ولا شخصيات مؤثرة تدور حوله، ولا عدد من مدعي الديمقراطية يسبحون بحمده، ولا كاميرات تسجل كلماته " البليغة " .. هذه المرة ظهر متهماً، تطارده القوات الأمنية، بعد أن قررت الدولة العراقية إسدال الستار على عروض سيرك "مركز الرافدين" وسحبه من الأسواق، للبحث عن كومبارس جديد يؤدي لنا فصول مسرحية جديدة .

يقول الخبر المنشور قبل يومين في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي إن قوة أمنية داهمت مقر مركز الرافدين في محافظة النجف بهدف اعتقال رئيسه زيد الطالقاني. ولأن الله رحيم بعباده فقد استطاع الفيلسوف الطالقاني من الهروب، ولم تجد القوة الأمنية سوى أفراد الحماية وأكداس من الأسلحة كانت موجودة داخل مركز الرافدين .. لنكشف بعدها أن الدولة كانت قد خصصت لصاحب مركز الرافدين فوج حماية يبلغ عدد أفراده " 70 " منتسباً " تدفع لهم وزارة الداخلية رواتبهم ومخصصاتهم وتوصيهم بالسهر على راحة فيلسوفنا الطالقاني.

على مدى أعوام تَّصدر زيد الطالقاني المشهد في كل شيء، وقرر في لحظة تجلي أن يؤسس حزباً اسماه " الشمس " ليعيد لنا امجاد الاهزوجة الشهيرة " منين طلعت هالشمس "، وكتب البعض عن قدرة هذا العبقري على قيادة البلاد نحو بر الأمان والرفاهية، ووجدنا شخصيات إعلامية صدعت رؤوسنا بالبكاء على المدنية والليبرالية تلقي المعلقات الغزالية في حضرة زيد الطالقاني وسوق الرافدين.

سيقول البعض: أيها الكويتب ما الذي يضرك أن تعقد ندوات ومؤتمرات لمناقشة الحالة العراقية؟، ألست من الذين صدعوا رؤوسنا بالحديث عن الخراب والفشل؟ أعرف أن هذه البلاد بحاجة إلى مراجعة حقيقية تفتح بها الملفات المغلقة ومصارحة المواطنين بما جرى خلال الأعوام الماضية، كل هذا أتفهمه، ولكن، الذي ما لا أفهمه، ولا أصدقه، كيف تمكن "الشاطر" زيد الطالقاني من أن يجمع كل هذه الكوكبة من المسؤولين، في الوقت الذي تسد هذه الأبواب أمام الإعلاميين العراقيين الحقيقيين، والأهم من أين لزيد الطالقاني كل هذه الأموال ينثر بها فوق رؤوس مريديه، ويقيم المهرجانات والولائم والندوات العالمية، وكيف تمكن صبي أن يقنع سفراء دولة كبرى بأن له يد طولى في الحالة العراقية .

إذا أردت الجواب عن ظاهرة زيد الطلقاني ستجدها حتماً في دفاتر الديمقراطية العراقية الممتعة والظريفة، خصوصاً حين يخوض سدنتها نقاشاً بيزنطينياً حول من المسؤول عن كل ما جرى؟ ففي كل الأحول ستعيش مع مهرجان الخطب "الرنانة".

شكرا لزيد الطالقاني ومن قبله نور زهير، لانهما كشفا لنا ان الديمقراطية العراقية مستعدة ان تنفق ملايين الدولارات من اجل انتاج نماذج بامكانها منافسه محمود الحسن وعتاب الدوري .

***

علي حسين

 

في المثقف اليوم