أقلام حرة
ابتسام يوسف الطاهر: في البحث عن الطيران العراقي
من المسؤول عن محاولة قتل الخطوط الجوية العراقية؟
سيادة الدكتور محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي المحترم
اولا احييكم واعلن لكم انك اول رئيس عراقي يحظى بثقة معظم الشعب العراقي بعد القائد المغدور عبد الكريم قاسم وهذه الثقة جاءت بعد ما حققتم من انجازات مفرحة نرجو لكم التوفيق في اتمامها وبفرض القانون على الجميع وفي كل ماتقومون به من اجل الشعب العراقي.
اود ان اعرض عليكم كمواطنة عراقية مشكلة البحث عن الطيران العراقي اي الخطوط الجوية العراقية.
بعد معاناتي والالاف من العراقيين المغتربين في اضطرارهم استخدام الخطوط التركية وغيرها من اجل زيارة اهلهم في العراق، بعد سقوط صدام. اقسمت ان لا اسافر الى بغداد الا على متن طائرة عراقية.. وقد تحققت امنيتي في السنوات التالية وحظيت برحلة جميلة على متن طائرة عراقية صغيرة استوفت كل الشروط، التي يدعي البعض ان الطيران العراقي لم يلتزم بها! وتكررت والحمد لله في سنة اخرى، بالرغم من صعوبة الوضع الامني في العراق في ذلك الحين وعدم استقرار الوضع السياسي والاقتصادي، خاصة في السنوات 2006-2009. فتأملنا خيرا بعد ان تحقق الامن وبفضل النشامى العراقيين قضيتم على عصابات الارهاب بكل اشكالها فحلمنا بأن الطيران العراقي سيصبح افضل بطائرات اكبر تسع الزوار من مختلف الجنسيات من سواح ومستثمرين، بل ولن تخضع للتفتيش كما حصل مع كل طائرة عراقية تخرج من العراق! بالرغم من ان العراق كان هو ضحية الارهاب الذي تسابقت الدول في تصديره لهم! والغريب ان التفتيش في كل مرة يتم في بلد اوربي مختلف كما لو ان كل دولة لابد ان يكون لها حصة من الكيكة العراقية!!
لكن العكس هو الذي حصل! فالطائرة العراقية اختفت تماما وحين عادت بشكل مؤقت لفترة وجيزة فوجئنا ان الطائرة لاتمت للعراق بصلة سوى شعار الطيران العراقي المعروف.. فقد كانت من مخلفات الطيران التركي والطاقم كله اتراك حتى المضيفون والمضيفات! والذين كانوا ابعد مايكون عن مهنة الضيافة بعدم معرفتهم بلغة البلد الذي منحهم فرصة العمل تلك ولا حتى الانكليزية اللغة العالمية التي لايقبل احد في هذه المهنة اذا لم يتحدث تلك اللغة وبطلاقة.. اضافة الى جفاف تعاملهم وقلة تهذيبهم مما جعلني اجزم انهم كانوا يتعمدون ذلك لتشويه الطيران العراقي، وبالتالي يعود الناس مضطرين لاستخدام الطيران التركي وغيره بالرغم من متاعب الانتظار خاصة في مطار تركي لساعات طوال تصل الى اكثر من عشر ساعات على مقاعد غير مريحة والفوضى المتعبة طول تلك الساعات.
فتركيا والاردن -مع احرامي وتحيتي لطاقم الطيران الاردني-كانتا اكثر الدول استغلالا لمحنة العراق وحاجة العراقيين لزيارة بلدهم.. بل ان اقتصادهم ازدهر على حساب المواطن العراقي هذا بالرغم من التسهيلات التي تمنحها لهم الحكومة العراقية في استيراد النفط العراقي بارخص الاثمان اذا لم يكن مجانا!! الى جعل العراق سوق للبضائع التركية بشكل خاص! مع هذا لم يفكر اي مسؤول عراقي بمطالبة تلك الدول بمنح العراقي الاولوية أو على الاقل بتخفيض اثمان تذاكر السفر للعراقيين مقابل الخدمات التي تقدمها الدولة العراقية..او على الاقل مطالبتهم بعدم تشويه الطيران العراقي.
ولا ادري اذا فكر مسؤول الطيران العراقي بزيارة منظمة الطيران العالمي؟ هل فكر بتفنيد ادعاءات الحاقدين على العراق واثبات ان الطيران العراقي افضل من التركي بل افضل حتى من بعض الخطوط الجوية الاوربية مثل ايزيجت وراينير ..؟
ما الصعوبة بتوفير طائرة صغيرة لتسهيل رحلة العراقيين الى بلدهم لزيارة اهلهم او لانجاز بعض اعمالهم؟ مادامت العودة بشكل نهائي باتت شبه مستحيلة!؟
ما الصعوبة بفتح حوار صريح مع الدولة التي تستغل هذا الامر، لتعزيز مؤسساتهم وزيادة ارباحهم على حسباب سمعة العراق واقتصاده؟
أين وزير المواصلات ومسؤول الطيران العراقي ؟ أين وزير التجارة ووزير الخارجية ووزير السياحة والاثار، ووزير النفط من واجبهم الوطني؟ الذي يحتم عليهم ان يؤدوا عملهم على اكمل وجه ليثبتوا للشعب الذي منحهم تلك المناصب، انهم اهل لتلك الثقة.. من اجل العمل على ازدهار الاقتصاد وتوفير الخدمات للشعب العراقي )ليحللوا خبزتهم( علبى الاقل، كما يقول المثل.
بانتظار النظر في تلك المشكلة التي ليست سهلة كما يتوهم البعض. ارجو ان نسمع عن عودة الطيران العراقي متحديا كل العراقيل والصعوبات
بالرغم من حاجتي الماسة لزيارة اهلي واحبتي في العراق، لا اريد ان استخدم الطيران التركي ليس لاني لا اريد ان ارجع بحلفاني، ولا لاني لا اريد الاتراك ان يستفيدون من خلال استغلالهم حاجتي تلك.. ولكني حرصا على العراق وعلى كل مؤسساته، ورفضي لأي استغلال لمحنة الشعب، الذي انتمي اليه مهما باعدنا الزمن.
وفقكم الله وسدد خطاكم .. ولكم كل الشكر والاماني بالتوفيق في كل مايخدم الشعب العراقي.
***
كاتبة عراقية
لندن 2023