أقلام حرة
أنوار أمتي ساطعة!!
يحاولون إطفاء أنوار أمة سطعت على مر العصور، وأشرقت بلغتها المتكاملة المتنامية المتطورة، المتواكبة مع الزمان وما تأتي به العقول.
ويستهدفون من أجل ذلك الوعاء الحاوي لتراثها وعطاء رموزها، وهو اللغة العربية، ولهذا تجد الحملات الجائرة شرسة ضد اللغة لخلق أجيال تتوهم بأنها بلا جذور، وخالية من قدرات التفاعل والقيام بدورها الحضاري الكامن فيها.
يريدون أجيالا ذات أمية عالية بتراثها وجهل مروع بأصلها، فتتبع وتقبع وتخنع لمن يضللها ويوهمها بأن عليها أن تحارب هويتها، وتنكر ذاتها وتعادي أمتها.
والغريب في الأمر أن القوى الطامعة بإفناء الأمة تمكنت من تجنيد العديد من أبناء أمة العرب، وأهلتهم للتعبير عن أجنداتها المعادية لوجودها، ولكي يُنجز البرنامج اللازم لقطع الأجيال عن معينها الحضاري وثقافتها الإنسانية الثرية بالقيم والأفكار والمعاني المعرفية السامية.
ولهذا تجد أبناء الأمة الأحرار يخوضون حربا متواصلة ضد هذه الآفات العدوانية المتوالدة والمتنامية كالعفن في الواقع العربي، والساعية للحط من قيمة العروبة والشعر الأصيل واللغة والدين، والتعبير العدواني عما يمت بضلة لأمة العرب.
فتجدهم ينكرون الوطنية والأخوة العروبية ومفهوم الأمة، ويتفاخرون بالفرقة والمذهبيات والطائفيات والعشائريات والقبليات، وما يتصل بها من توصيفات وتسميات تفريقية تدميرية، لا تحث على الإعتصام بجبل الوطن والأمة والدين.
وتعجب من أمر أبناء العديد من مجتمعاتنا الذين ينكرون ذاتهم ويعادون هويتهم، ويتبجخون بما يمليه عليهم الطامعون بوجودهم أجمعين.
فأين " حب الوطن من الإيمان"
وأين " إعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"؟
إنها أضحت مجرد عبارات بلا معنى، ولا أثر سلوكي في حياة البشر المرهون بإرادة أعدائه!!
***
د. صادق السامرائي
29\12\2020