أقلام حرة
بديعة النعيمي: الحرب على غزة (72): إلى زوال
الشعب اليهودي في دولة الاحتلال منقسم على نفسه في مجتمع غير مستقر، خائف على الدوام. يعاني من الداخل أزمات كثيرة، أزمة في التعليم، أزمة في الصحة، أزمة عنصرية، الاستعمار، تسيّد الأحزاب الدينية المتطرفة وسيطرتها على مفاصله.
شعب لا يجتمع إلا على حرب أو عدوان أو توسع، أو عليها مجتمعة.
دولة تعتمد على القوة، توظف كل ما لديها من موارد وطاقات لاحتياجاتها الأمنية بما في ذلك استقطابها يهود الشتات وشراء الأسلحة إلى بناء الجدران العازلة والقبة الحديدية وغيرها. لكن هذه الموارد تنفد والطاقات تستنزف، ودولة من غير موارد وطاقات لا بد بأنها ستزول.
وهذه الدولة تمثل الحصن الغربي والإسفين الذي دُقّ في قلب الشرق العربي.
عملية طوفان الأقصى يوم ٧/أكتوبر نجحت في خلخلة هذا الإسفين، فأطل برأسه البشع ودخل حالة حرب دموية ضد المدنيين ليعلمهم درس عدم رفع الرؤوس في حضرته، إلا أن أهل غزة رؤوسهم لا تنحني إلا لله، وإيديولوجية عمليات الانتقام التي أسسها آرئيل شارون لن تغدو سوى الأفعى التي ستنفجر يوما من سمّها.
وحالة الحرب التي تدور رحاها في غزة ليست في صالح العدو رغم تبجحه بالانتصارات الكاذبة، غير أن هذه الحرب ليست إلا العجلة التي تسير بدولة الاحتلال نحو الهاوية، نحو النهاية والزوال. ودولة العصا تكسرت وتهشمت أمام إرادة المقاومة، وصورة ضعف جيشها انعكست في مرآة خسرانهم. فها هم يتكبدون الخسائر بالمليارات والأخطر الخسائر النفسية، فبعد كل هذا هل نستطيع القول بأن جيش الاحتلال انتصر في هذه الحرب؟
هل حققت الأمن الذي تسعى إليه؟ هل حققت أهدافها في غزة؟ هل أعادت مستوطني الغلاف الذين أصبحوا لاجئين في "تل أبيب"؟ هل نجحت في تهجير سكان غزة إلى خارجها؟
حقيقةً، ما الذي أحرزته دولة الاحتلال سوى المجازر والإبادة الجماعية التي ستلعنهم حتى في قبورهم؟ ما الذي أحرزته سوى كشف بشاعتها ودمامتها أمام العالم؟ وهل اكتفى أولئك الذين يمتلكون غريزة سفك الدماء من سفكها؟
هل فرّغ الحاقدون الجبناء شحنات حقدهم في شعب أعزل؟
إلام يسعى بنيامين نتنياهو؟ إلى الحصول على لقب أكبر جزار في تاريخ دولة الاحتلال في كتب التاريخ؟
إننا نقول له اليوم كفى، لقد حققت ما تسعى إليه، وتفوقت على بيغن وشارون وغيرهم من جزاري الدولة الفاشية. بل لقد سبقتهم بأميال كثيرة في الأعمال الإجرامية وحصلت على لقب مجرم حرب بامتياز بل ومصاص دماء. غير أنك فاشل، فلقب جزار ومجرم لم تمنحك قتل المقاومة ولا حدودا إضافية من الكعكة.
بل إن جُلّ إنجازاتك والحمد لله أنك تقود دولتك المزعومة إلى الزوال والخراب.
***
بديعة النعيمي