أقلام ثقافية
نايف عبوش: الموروث الثقافي.. ضرورات التجديد وتحديات التشويه
لاريب أن تحديث الموروث الثقافي بكافة اشكاله الأدبية والفنية وغيرها، بقصد مواكبة التطورات الكبيرة، والتغيرات الجذرية، التي بات يشهدها عالمنا المعاصر، اصبحت من بين ضرورات تنمية الوعي الجمعي، بعمق اثار تلك التطورات، بين ضرورات التجديد، ومتطلبات الحفاظ على اصالة هوية الموروث الثقافي للمجتمع، لضمان تحقيق ثقافة عصرية حية، تواكب تلك التطورات، وتتفاعل مع معطيات الحداثة بوعي، وكفاءة، وتتواصل باعتداد مع المتراكم من الموروث الثقافي والاجتماعي في نفس الوقت.
وغني عن البيان أن عصرنة الثقافة بما هي عملية تحديث، تستدعيها ضرورات تطوير الثقافة السائدة، بقصد مواكبة كل تلك التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتقنية، التي يشهدها عالم اليوم في مختلف مجالات الحياة، تظل حاجة ضرورية، لضمان بقاء ثقافة الموروث حية، وقادرة على مواكبة التطور، وتجاوز تحديات المسخ والتشويه والضياع، بالانبهار، والتصاغر، والإستكانة.
ولاشك أن التجديد الثقافي يتطلب تعزيز الابتكارت، الفنية، ودعم الإبداعات الادبية والثقافية، بما يساهم في تطوير الحس الاجتماعي الثقافي الجمعي، ويرتقي بجودة مخرجاته الأدبية والمعرفية. كما يتطلب ان يكون الابتكار الهادف، والإبداع المتجدد، مستدامًا، ومتواصلا مع القيم والتقاليد الاجتماعية المتراكمة، لتامين الوصول إلى تحديث ثقافي، يعزز اصالة الهوية الثقافية، ويتفادى تداعيات المسخ والتشويه، بالعزل، والقطيعة .
كما أن التجديد الثقافي يتطلب الحفاظ على هوية المتراكم من الموروث الثقافي، في اطار أي توجهات تسعى لعصرنة الثقافة، وتطوير ٱفاق المعرفة، وذلك من خلال دمج القيم والتقاليد السائدة، مع ماهو ايجابي ومفيد، من معطيات التطور والحداثة.
ولاريب أن تحديث المتراكم من المعرفة، يواجه تحديات كبيرة، تتجسد في كيفية الحفاظ على الموروث من المسخ والتشويه، واستلاب اصالة
الهوية الثقافية، الامر الذي يتطلب التعامل مع متطلبات التحديث بوعي تام لنتائج تداعيات مثل تلك التحديات.
كما ينبغي الانتباه في الوقت نفسه، إلى مفاعيل، وتأثيرات العامل الخارجي، في عملية التحديث المطلوبة، فالثقافات الخارجية، في واقع حال ثقافي مفتوح في كل الاتجاهات على كل الثقافات والمعارف، بعد ان أصبح العالم قرية واحدة، بمفاعيل الثورة الرقمية، يمكن أن يكون له تداعيات لاحصر لها على الثقافة العامة المحلية، وهو ما قد يؤدي إلى المس باصالة الهوية، ومسخها .
ولابد من الإشارة إلى ان الحرص على ترادف الاجيال، وتعزيز الحوار الثقافي بينهم، سيضمن سلاسة فهم مشترك للضرورات والتحديات، التي ستواجه أي مسعى جاد للتحديث، وذلك من خلال إرساء تعليم هادف، وتثقيف سليم، واعتداد مقتدر بالموروث، الأمر الذي سيضمن تعزيز الوعي الجمعي المشترك، بأهمية الحفاظ على أصالة الهوية الثقافية، والحرص على مواكبة التطورات الحديثة في نفس الوقت.
***
نايف عبوش







