أقلام ثقافية

شدري معمر علي: العلاقة بين سيد قطب ونجيب محفوظ

رغم التباين بين الشخصيتين فكل واحد منهما أخذ مساره الفكري والإيديولوجي ألا أن ثمة احترام وتقدير بينهما فكان نجيب محفوظ وفيا لسيد قطب فكان يتذكر أنه أهم من كتب عنه ولفت النظر إليه وتحمس لكتابته عندما كتب سيد أول مقال نقدي عن رواية " كفاح طيبة " الصادرة سنة 1944 فلم ينس نحيب محفوظ هذه الالتفاتة رحمهما الله وغفر لهما ...

ويوضح لنا الكاتب " محمد سيد بركة" هذه العلاقة التي جمعتهما فيقول: "كما كان سيد قطب من أوائل الذين قدموا نجيب محفوظ للقراء منذ أكثر من ستين سنة، فسيد قطب هو الذى أعطى نجيب محفوظ شهادة ميلاده كروائى، وروائى عالمى، وهذا ما كان يتذكره نجيب محفوظ دائما بوفاء وامتنان حيث قال ذات مرة: لم يكن أحد يعبرنا، وكان أول من كتب عني سيّد قطب، وبعد ذلك أنور المعدّاوي .. لأنهما أدباء شبان لديهم شيء جديد، وأنا أيضا كنت شابا ولدي الجديد .

ويقول محفوظ في مذكراته الصادرة عن دار الشروق: سيد قطب هو أول ناقد أدبي التفت إلي أعمالي وكتب عنها، وكان ذلك في الأربعينيات، وتعرفت عليه في ذلك الوقت حيث كان يجيء بانتظام للجلوس معنا في كازينو أوبرا.. كانت العلاقة التي تربطنا أدبية أكثر منها إنسانية."

لكن رحلة سيد قطب رحمه الله إلى أمريكا عام 1948في بعثة من وزارة المعارف للتخصص في التربية وأصول المناهج  فتحت عينيه على حقائق جديدة غيرت بوصلة اهتماماته من الكتابة النقدية والأدبية إلى الاهتمام بقضايا الفكر والتغيير الاجتماعي لم يكمل الدراسة في أمريكا وبعد التحاقه بالإخوان المسلمين دخل في صراع مع السلطة فعرف السجون والمعتقلات وانتهت حياته بالإعدام ...

بينما نجيب محفوظ تفرغ للادب والرواية خاصة وأعطاهما جل وقته واهتماماته ولم ينشغل بالسياسة والانضمام للأحزاب حتى لا تشغله عما يستطيع أن يترك فيه بصمته فالاشتغال بالسياسة والانخراط في الأحزاب مضرة للمبدعين فما أحلى واجمل أن يغرد الكاتب خارج سرب الإيدبولوجيا والحزبية حتى يترك للإنسانية ما ينفع ويفيد!..

***

الكاتب شدري معمر علي - الجزائر

...................

1- محمد سيد بركة، نجيب محفوظ عندما رد تحية سيد قطب بالتي هي أسوا، رابطة أدباء الشام.

في المثقف اليوم