أقلام ثقافية

نسرين إبراهيم: ‏‎حبر وكفة ماء.. معبد بلا كاهن

(الضوء خافت على قاعة واسعة. صمت ممتد. أبواب خفية تفتح ببطء).

يدخل الظل، يتوارى إلى جانب مجموعة ظلال، كأنه يختفي بينهم، كظل كاهن ضائع.

 يجلس في زاوية القاعة، والظلال الأخرى تنكسر بين الحين والآخر على الجدار، تتحرك ببطء، كأنها تعكس صمت المكان وانكسار الروح.

(صمت طويل. أصوات خافتة كصدى خطوات أو همسات بعيدة تتردد بلا مصدر واضح. الظلال تتحرك ببطء، أحيانًا تتجمع، أحيانًا تتباعد، كأنها تبحث عن شيء مفقود).

القاعة، المعبد، كل شيء فارغ من الحياة… بلا خطيب… بلا صدى… بلا صوت يقودها.

الضوء ينكسر على الظل، والظلال تحوم حوله. شعور الغياب والخذلان يخيم على القاعة.

الهاتف يرن بعيدًا...

      صوت عالٍ من خلف القاعة......

                ضحكات، محادثات حية…

                             الظل يتحرك قليلًا نحو الضوء.........

ثم ......

يعود إلى زاويته صامتًا.

      الضوء يخف تدريجيًا، .......

              الظلال تتلاشى على الجدران.......،

ويبقى الظل وحده في صمت القاعة، ككاهن بلا معبد، والملاذ الحقيقي بعيد، يختبئ في زاوية لم تبلغه أقدام أحد.

(دار المسنين… وجودها محرّم، كما تحرم المحرمات في الأراضي المقدسة؛ مكان لا ينبغي أن يكون، لأنها تشيخ الأرواح بلا رعاية، وتنسف واجب الأبناء تجاه آبائهم).

***

د. نسرين ابراهيم الشمري

في المثقف اليوم