أقلام ثقافية
يوسف جزراوي: خلجاتٌ أدبية

* في تلوثٍ أدبي، لغويٍّ... رحتُ أُقطَرُ العسلَ مِن مرِّ الكَلام، والماء مِن بئر الكتابات.
* احتفظُ ضمن "انتيكاتي" في غُربتي، بفانوسٍ كتبتُ تحتَ أفياء أنوارهِ في زمِنِ الحصار الأقتصادي، وكَم استظلُّيتُ بلهابتهِ إبّان انقطاع التيار الكهربائي والحروب على بلدي، لكنّني تنكرتُ لهُ منذ هُجّرت مِن مسقط رأسي إلى بلاد الغرب، حيثُ بتُ أنعم بحضرةِ المصّباح العصري الذي أتعب بصري.
* أشتاقُ لمكتبتي الكبيرة وإلى كتبٍ قرأتها ورقيًّا وقد استبدلتها بحواسيبٍ أضعفت النّظر في عيني..
في عصرٍ فيه تحولات ضخمة وتغيرات مُخيفةٍ وتحدياتٍ كُبرى ..تحكمه معايير الكلمة والصورة الالكترونية.. ومنشورات (سوشيل ميديا) غير متزنةٍ!. والاختصار والإيجاز وغياب الرقيب وشيوع التقليد وغياب الأمانة الأدبيّة!.
حقيقةً، اعتذرُ للكتابِ، لأنّهُ لم يعد خير جليسٍ في هذا الزمانِ للكثيرين.
* أفاخرُ بابجديّة بلدي وأنا أكتب بها مِن أرض الغربةِ، وقد حلّقت بواسطتها كتبي إلى عواصم عربية عدة وتُرجمت إلى لغات أجنبية.
* أحنُّ للمتاحفِ ودور الموسيقى والطبيعة الخلاّبة في أوروبا وأوربا وأمريكا؛ لأنّني يوم زرتها وتنعمتُ بجمالها قلتُ لها: ليتكِ كنتِ في بغدادي!
* أعاتبُ بلدٌ تخاذل فيه العسكر؛ فأنا جنديٌ عاد بعد حربٍ..فلم يجد وطنه. هكذا انكرني موطنٌ، ساسته لا يصونون المواطنة! كشجرةٍ مائلة ترمي قطوفها في باحةِ جيرانها وتحرم صاحبها!.
* الحقيقة التي لا يحجبها غربالٌ، أنَّ الأدباء والشِّعراء العراقيون، غادروا بغداد أو مدنهم، إلاّ لكي ينقلوها معهم إلى حيث انتهوا إليه في البلاد البعيدة. فواحدهم حمل مدينته، بلده، كما يحمل المرء، قلبه أو بؤبؤ عينيه حيثما توجه أو سار واستقر وكتب!.
* اعتذرُ ليوسف الكاتبُ والأديب والكاهنُ، فهو كالسمكةِ ماكولة ومذومة، لا سيّما لذوي النفوس الضعيفةِ، "لأنّني لستُ أدري مِن أينَ آتيه، هل مِن دُرر الكلامِ ومَا أبهاها لديه، أمْ مِن سموَّ المعاني ومَا أغناها في كنوزهِ، أم مِن صوره المنثورةِ على أطراف العينِ لا تُدانيها ريشةُ رسامٍ، أم عبر نَثرهِ المصقولِ مُتعةً ورفعةً؟!... لهُ معابرَ لا تنتهي، أم مِنَ الشّرقِ؛ حيث للرّوحِ كواكبٌ تضيء الكونِ. إنّهُ مدوّن الغرباتِ الفاتنة... الذي أشعلَّ بيراعه جمر الوفاء"[1].
* أعشقُ بلاد الورود، التي انتمي لها دونَ أن أُجبل مِن تُربتها... فطوبى لِمن زرع للإنسانيّة شجرة يقطف مِنها العابرون.
* عَلى عبلة المَلِيحَة كَمْ نَادى عنترُ، وَلكنها مَا كانتِ للنداءِ ملبيةً.. فكيفَ يمتطي الجيادَ إليها
وقد تِقطّعت بِطرقاتِها السُّبلُ؟!
أ يقودُ قافلتهُ إلى صحاريِّها؟،
ولكنْ كَيفَ لِخيامها الوِجْهةُ، والأحصِنةُ قد خارت لها حوافرُ؟!.
***
الأب يوسف جزراوي