أقلام ثقافية

جمال حسن: الجنّة لهؤلاء..

السيد عزيز هاشم الموسوي (الأب)، ينتمي لعائلة كريمة تقيم في نواحي النجف، عرفت بأصالة قيمها وتقاليدها، السيد الموسوي يحمل الدين في قلبه لا على لسانه، يمارسه بخشوع لا رياء فيه، يصلي بخشية و إيمان حقيقيين، يصوم بصبر، يزكي بطيب خاطر، ويخمّس بضمير مرتاح، كل ذلك من دون أن يتخذ  الدين انغلاقاً أو سواداً.

في بيته تسكن الرحمة والمودة. فكانت أسرته مرآة لخلقه النبيل . كان السيد عزيز يعمل في التجارة يكسب رزقه بالحلال، قرر الانتقال إلى بغداد حرصاً منه على مواصلة  الأبناء دراستهم في العاصمة، غايته  تلك قد تحققت ونال اولاده المتفوقون دراسياً ما يستحقون من مقام علمي،  تشاء الصدف الجميلة أن أتعرّف على أحد أولاد السيد : صديقي  (حسن) في أول تعيين لنا كمدرسين في متوسطة الجمهورية في الفلوجة نهاية ستينات القرن الماضي، ومازلت العلاقة ب (حسن) تتجدد كلما يمضي الزمن، من خلاله تعرفت على أشقائه: د. محمد أشهر اطباء الأذن والحنجرة في العراق، و(علي) المهندس المقيم في إنكلترا منذ السبعينات، وأصغرهم د. كامل في اختصاص الفيزياء، ثم أكمل حسن الدكتوراه في اختصاص الحاسوب

السيد عزيز يشكر الله دائماً انه أنعم عليه بذرية صالحة يتباهى بها كمحصلة لما غرسه فيهم من قيم اخلاقية وانسانية صاحبت الأشقاء كمنهج وسلوك في الحياة، تأكد في العديد من المواقف، كان آخرها. ما فعله (علي) الذي تبرع بحصته من الميراث قدره (600) مليون دينار للأطفال المصابين بالأمراض السرطانية في مدينة الطب.

كان علي في غاية السعادة حين توجّه إلى مدينة الطب، برضا داخلي، وقلب ممتلىء باليقين، كان قلبه أثقل من المال، مفعماً بالمحبة والعطاء.

دخل علي المستشفى بخطاه الواثقة الشجاعة كأن الكون يمنحه الضوء الاخضر، في صدق النوايا وانسانية لا تشترى انما متأصلة فيه، في جذره الطاهر، لم يسأل ابو سمير عن شهرة، ولا عن لوحة تحمل اسمه على الجدار، لا يبحث عن ضجيج،

ولا امتياز، انما كان يبحث عن ضوء في عيون الأطفال وأمل في الحياة

أي نموذج من الرجال انت ياعلي. تمشي على الارض بثوب من نور، تفضح الظلام من دون ان تتكلم،أما أولئك (الرجال الجوف) الفاسدون فيكفيهم الخزي والعار يلاحقهم إلى أبد الآبدين، والأقبح من الفاسدين الذين لبسوا عباءة الدين، وانغمسوا في وحل الفساد، فهم الوجع الأكبر، وأول الكافرين بالعدل والرحمة!

طوبى لك يا علي!

***

جمال حسن

 

في المثقف اليوم