أقلام ثقافية

صدور كتاب: حَيُّ بْنُ يقْظَانَ.. المُتَدَبِّرُ الَّذِي تَعَلَّمَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ

صَدَرَ الجُزْءً الثَّانِي لِ"حَيِّ بْن يَقْظَانَ: المَتَدَبِّرُ الَّذِي تَعَلَّمَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ" عَنْ دَارِ فَضَاءَاتِ لِلنَّشْرِ وَالتَّوْزِيعِ الأُرْدُنِيَّةِ، فِي اِنْتْظَارِ الجُزْءِ الثَّالِثِ وَالأَخِيرِ، وَذَلِكَ فِي بَدَايَةِ سَنَةِ (2026)، بِحَوْل اللهِ تَعَالَى. وَالكِتَابُ الشِّعْرِي الصَّادِرُ هَذِهِ السَّنَةِ يَضُمُّ بَيْنَ طَيَّاتِهِ أَكْثَرَ مِنْ (544) صَفَحَةٍ مِنَ الحَجْمِ الكَبِيرِ.
وَهَذَا مُقْتَطَفٌ مِنْ نَصِّ الكِتَابِ:
بَاتَ الحَفِيُّ كَئِيباً كَلَيْلِهِ، وَقَلِقاً فِي وَضَحِ نَهَارِهِ المُرْتَبِكِ.
مَا عَادَتِ الكَيْنُونَةُ آيَةَ اِعْتِقَادِهِ، وَمَا عَادَتِ البُسْرَةُ تَتَفَتَّقُ عَنْهُ وُعُورَةُ المَعَالِيج،
وَمَا عَادَ يَقِينُهُ يُرْعِبُهُ، وَمَا عَادَ شَكُّهُ يُحَيِّرُهُ، وَمَا عَادَ يُقْنِعُهُ شَيْءٌ،
وَمَا عَادَ يَرَى فِي [الظَّاهِرِ] بَسَاطَةَ التَّسْلِيمِ،
وَلاَ فِي [البَاطِنِ] تَوَاطُؤَ التَّنَاوُشِ المُشْرَئِبِّ فِي رِحَابِ التَّأْوِيلِ.
حَشْدٌ مُكْتَظٌّ بِأَطْيَافِهِ، وَالأَفْيَاءُ أَطْرَافُ الغَيْبِ، فِيمَا المَغِيبُ سِيرَةُ الشَّفَقِ، حَيْثُ بَاتَ النِّدَاءُ وَشْماً عَلَى ذَقَنِ الطَّنَسِ، ثُمَّ مَا بَرِحَ الوُجُودُ أَكْثَرَ وُضُوحاً مِنْ مَرَايَا السَّحَرِ. هَا هُوَ العَاطِسُ مَارِجُ الغُشَاشِ، تَرَاهُ يَتَهَجَّى مَقَالِيدَ البَرِيمِ الصَّارِمِ، عِنْدَمَا يَشْرَعُ خَفَقَانُ الرَّأْمَةِ فِي صَلاَةِ الإِسْرَاءِ، حِينَمَا يَتَهَيَّأُ الزَّاهِلُ مِشَارَ المُجُجِ، وَتَخُوضُ الآصِرَةُ مَجْرَى السَّلَفِ الصَّالِحِ، رَغْمَ أَنَّ السُّلاَلَةَ سَيْلُ المَسَالِكِ، مِثْلَمَا هُوَ الوِثَاقُ يَرْمِي جِعَارَهُ فِي شَرَكِ الدُّجَى، وَمَا فَتِئَ الحِصَارُ يُرَتِّبُ خَرَائِطَهُ فِي نُدُوبِ الأَسْرَى، وَظَلَّ القَهْرُ مُقْرِفاً فِي غَبْرَائِهِ، يَقْتَفِي صَهِيلَ القِفَارِ الفَاقِرَةِ، وَأَضْحَى الهَبُوغُ قَطْرَ اللَّيَالِي الغَابِرَةِ فِي أَسْفَارِ المَقَامَاتِ، وَصَارَتِ اليَقَظَةُ أُحَاحَ السُّؤَالِ الفَاتِرِ، وَتَلاَشَى الهَشِيمُ فِي مَمْشَى الجَعْفَرِ الحَائِرِ، وَسَاحَ زَغَبُ الزَّغْرَبِ فِي أَعْطَافِ الخَدِيرَةِ، وَاِكْتَسَحَ الرِّيشُ فِرَاءَ النِّعْمَةِ، وَأَشْرَقَ المَدَى عَلَى عَبِيرِ عَبَق العَفِيرِ وَالزَّعْتَرِ، وَانْشَرَحَتِ الرُّوحُ فِي قَدَعِ العَبْرَةِ المُتَحَجِّرَةِ، وَرَاحَ الصَّمْتُ يَلْتَفُّ حَوْلَ طَوْدِ المَعْبَدِ القَابِعِ فِي مَكْمَنِ رُطُوبَتِهِ، وَتَنَاثَرَتِ التُّرَبُ فِي ضَوْعِ الأَضْرِحَةِ المَشْفُوعَةِ بِدِيبَاجِ القَشِيبِ، وَمَاجَ الحَفِيرُ فِي قَرَارِ الأَغْوَارِ الشَّارِدَةِ، وَفِي مُنْتَهَى شَاهِدَةِ الجَدَفِ.
***

 

في المثقف اليوم