أقلام ثقافية
عقيل العبود: عندما تلبي الروح نداء الله
رحلة يجلجل بها القلب ليرسم واحة الخشوع معطرة بنداء تلك الجوارح
تهتف الدموع تتنفس راحلة العناء الأكبر وهي تتجاوز لحظات الصبر والمشقة، تتجرد الروح من ثياب عنائها الدنيوي، لعلها تغتسل برداء المتطهرين، تطوف سبعة أشواط تحلق بعيدا صوب رحم عمقها الكوني، فهنالك في البيت العتيق تهتف الجموع، يسقط الكبرياء في بحر العبودية، بينما تتجرد الذات من نوازعها بحثا عن حقيقة سموها الأزلي، وهي تخوض منازلة التحدي، إجلالا وتكريما لمعنى الله.
ففي المكان المقدس ذاته، يرتدي الموت كفن الحياة ليسري بهذه الروح كما ضياء (التائبين، الشاكين، الخائفين، الذاكرين، الشاكرين، العارفين، المحبين المعتصمين، المفتقرين، المتوسلين المريدين، الراغبين، المطيعين، الراجين الزاهدين) ليرسم خرائط هذا الوجود بطريقة أخرى، فالعالم عبر هذه المساحات الشاسعة يجتمع في بقعة اسمها مكة، ليثبت علاقة العابد بالمعبود. وهنالك في ذات المكان تنحني الذات تسيح في فضائها الملائكي، بينما نداء لبيك يفترش رائحة الأرض، حيث بين الصفا والمروة يتنفس الإنسان رائحة الجنة بعد أن يصبح الكبير الأكبر الأعظم وليس غيره كل ما يشغل هذا الإنسان.
***
عقيل العبود
......................
* إشارة إلى المناجاة الخمس عشر للإمام زين العابدين.