أقلام ثقافية

عبد القادر رالة: موراسيكي شيكيبو

تُعتبر موراساكي شيكيبو من أشهر الشخصيات الأدبية في تاريخ اليابان، كما تُعتبر قصتها الأمير جنجي من روائع الأدب الياباني.

قصة الأمير جنجي تعبر عن العلاقات العاطفية المرتبطة بالسياسة، لأن البطل الرئيسي في الرواية، أمير، والشخصيات الثانوية أيضا من البلاط الإمبراطوري في اليابان في ظل حكم أسرة هييان(794ــــــ1185م).

و موراساكي" ابنة رجل سياسي كبير، وخدَمتْ في بلاط الإمبراطور سيوزي، لذلك خبرتْ عن قرب البلاط الإمبراطوري، وكتبتْ عن ذلك بتفصيل وحميمية في روايتها حكاية جنجي "( قصة الحضارة،اليابان، ص 103)..

توفيتْ والدتها وهي تزال صغيرة، فتزوج أبوها للمرة الثانية! تزوجت موراساكي من فوجيوارا نوبوتاكا عام 998م وهو مسئول سياسي كبير، لكنه كان يكبرها سنا، وبعد عامين من ذلك الزواج توفي زوجها فترملت وهي لا تزال في ربيع الشباب !.. وبسبب مواهبها دخلتْ موراساكي القصر الإمبراطوري وهي أرملة لخدمة إحدى بنات البلاط..

كانت تكتب الشعر، وتقرأ في الكتب الكلاسيكية الصينية (باللغة الصينية) وتلتزمُ بالبوذية وقيمها في حياتها اليومية! وفي البلاط الإمبراطوري اقتربت أكثر من الصراع السياسي حول توريث العروش الذي يتقاطع مع العلاقات الغرامية ورغبات الأباطرة والسياسيين وزوجاتهم !..

ورواية جنجي ضخمة تتجاوز صفحتها ألف صفحة كُتبتْ باللغة اليابانية القديمة، وتُرجمت فيما بعد الى اليابانية المعاصرة كما عرفت طريقها الى اللغات العالمية منذ سنة 1925 كالانجليزية والروسية والفرنسية والعربية والاسبانية ...

ويعتبرها الكثير من النقاد المعاصرين في اليابان وفي العالم أول رواية في العالم (وفق المعايير الغربية) إذ سبقت رواية دون كيخوت بأكثر من خمسه قرون!..

وجنجي بطل الرواية تتقاطع حياته مع الكاتبة موراساكي اذ توفتْ والدته، وهو لا يزال طفل صغير!.. "ونرى الكاتبة السيدة موراساكي تقص لنا مغامراته بالتفصيل على نحو تحس فيه بفرحها برواية قصته، ملتمسه له ولنفسها العذر التماسا رقيقا" (قصة الحضارة، اليابان، ص103)..

وكان للرواية تأثير كبير وعميق في تطور النثر الياباني وما زالت حتى اليوم تُستلهم من طرف الكتاب والفنانين والمخرجين في اليابان...

ويرى مؤرخ الحضارات الكبير ويل دويرانت أنه "لم يُنتج في القصة ما يوازي بروعته قصه جنجي آو ما يساوي هذه القصة في مبلغ تأثيرها على تطور اللغة تطورا أدبيا"(قصة الحضارة، اليابان، ص103).

***

عبد القادر رالة

في المثقف اليوم