أقلام ثقافية

نايف عبوش: أديب الوجع بيج الماجد.. والتوظيف البليغ للمفردة في نظم العتابة

تظل العتابة من أروع ألوان الأدب الشعبي، واوسعها انتشارا، وتداولا بين الأجيال في ريف الديرة، ليس فقط باعتبارها جزءاً من هويّة الموروث الشعبي وحسب؛ بل لأنها تعبير شاعري مرهف، عن وجدانيات مجتمع متوهج العاطفة، بكل تفاعلاتها الإنسانية، والزمانية، والمكانية، الشجية منها، والسارة.

ولذلك لا زال الوجدان الشعبي الريفي لمجتمع الديرة، يحفل بثراء زاخر في موروثه منها، نظما واداء على الربابة .. بسبب عراقتها الضاربة في وجدانه، واستجابتها الجامحة للتعبير عن أوجاع هذا الوجدان المرهف، كلما سعرها في أعماقه لهيب عاديات الزمن.

واليوم، كعادته، اتحفنا أديب عتابة الوجع، بيج الماجد، بعتابة إبداعية في غاية الروعة والجمال، نظما وتوظيفا للمفردة الشعبية (ولف) بمختلف دلالاتها الشعبية،تعبيرا عن وجعه وحزنه الغائر في أعماق وجدانه.. الذي استعصى على النسيان بمرور الزمان، ولم يعد، بعد من فقدهم.. قابلا للمواساة .. حيث يقول فيها:

 آني وساري العبدالله ولف هم..

حزن وفراگ والضاعوا ولفهم..

تعالوا يهل المروّه والفهام..

عگبهم لا يواسينا حدى..

واذا ما تم غض النظر عن عطائه في ابداعه المتواصل في نظم العتابة،حيث يفاجئ قراءه كل يوم بجديد ..فإن إبداعه في انتقاء المفردة الأكثر دلالة في التعبير عن مراده منها لأوجاعه .. وقدرته على توظيفها ببلاغة مدهشة في عتابته، تجعل منه اديبا متميزا .. وناظما بليغا، يتجاوز بموهبته وبلاغته كل الألقاب المتداولة.. التي قد تخطر على البال، لتعطيه حقه في الوصف، الذي يعبر عن مكانته الحقيقية.. ولعل أقرب لقب يمكن إطلاقه عليه بما يقترب من وصفه حاله،معاناة وإبداعا واشجانا..هو (أديب عتابة الوجع) .. ليكون بهكذا وصف.. سليلا طبيعيا،وبكل جدارة،لأسطورة العتابة فطيم البشر ..

***

نايف عبوش

في المثقف اليوم