أقلام ثقافية

عبد القادر رالة: مرزاق بقطاش كاتب متفرد

ولد وترعرع وسط عائلة بسيطة، الأب بحار، ومهنة الأب أثرت على الابن لما صار كاتبا اذ اقتفى أثر والده ولكن ليس بين الأمواج وفوق مراكب الصيد وإنما على الورق، اذ جعل من البحر موضوعا رئيسيا لقصصه ورواياته...
وبعد تخرجه سنة 1969 شغل عدة مناصب تجمع بين الثقافة والإعلام. وكمعظم الكتاب الجزائريين زاوج بين الوظيفة والكتابة الإبداعية، والعمل السياسي...
تعرض لمحاولة اغتيال سنة 1993، ورغم ذلك لم يتنازل عن أفكاره وأرائه وما كان يراه صوابا، وأفكاره لم تكن متطرفة، فهو كان دائم الاعتزاز بانتمائه الإسلامي وحبه للغة العربية! لكنها ظروف عسيرة كانت تمر بها البلاد، وكان كل مثقف مستهدف، وكل كاتب خائف على حياته...
وهو من الكتاب القلائل من جيله، الذي كان يتقن اللغة الانجليزية ويقرأ بها، أما الكتابة فكان يكتب باللغة العربية، وأحيانا باللغة الفرنسية،والكتابة باللغة الفرنسية لم تكن تتعدى المقالات في الصحف...
و كانت مشاهدة الأفلام السينمائية الجيدة من بين أحب الهوايات الى قلبه!
رغم نشاطه السياسي المعتبر إلا انه كان يفرض على نفسه الاستقلال الفكري...
أما في الإبداع فمتنوع بين الروايات والقصة والترجمة والمقال؛ أهم أعماله الروائية؛ طيور الظهيرة 1976، عزوز الكابران ،1990 دم الغزال سنة 2002...
أما القصة فله جراد البحر 1976، المومس والبحر 1983 .. أما الترجمة فله ترجمة جيدة لكتاب الرواية لجورج لوكا تش سنة 1982.. والمقال فله كتاب خيول الليل والنهار سنة 1990..
مواضيع قصصه ورواياته هي الجزائر عبر تحولاتها وأطوارها المختلفة، والبحر بطل رئيسي في تلك الروايات والقصص..
وفي أيامه الأخيرة،مع التقدم في السن كان يتأسف لأنه لم يعد بمقدوره القراءة، وهو من الكتاب الذين كانوا يحرصون دائما على القراءات التراثية، والاطلاع على التراث لتقوية لغتهم وأسلوبهم الكتابي، وطالما ردد في أكثر من مناسبة انه لا يقرأ رواية لا تكون مكتوبة بلغه راقية!..
***
بقلم عبد القادر رالة

 

في المثقف اليوم