أقلام ثقافية

جاسم الخالدي: قصيدة بخط اليد

ما زلت أكتب بخط يدي، أصرّ على القلم الأسود، وأمام عينيّ.. حزمة أوراق تنتظر أن أستهلكها دون خوفٍ من نقصانها. أكتب شطراً واحداً أحياناً، بيتين أو سطرين أحياناً أخرى.. لا فرق.

2.

أكتب القصيدة كمن يخوض معركة مع الزمن.. أخطّ الكلمات

وأتساءل: هل ما أفعله رجعية؟.. هل صرت أنا ذاك الشاعر الذي تخطاه العصر؟

3.

لكنني لا أطمئن إلى القصائد التي تكتبها الشاشات، ولا أؤمن بالشعر الذي يولد من دون أن يلامس اليد، ولا يحمل ندوب الورق.

4.

إن الشعر عندي ملمس الحبر على الصفحة رائحة الورق، والحيرة التي تسبق كل بيت.

5.

قد يقولون عني رجعياً، لكنني أفضّل أن أكون رجعياً يحمل قلمه الأسود على أن أكون شاعراً بلا أثر، بلا هوية وبلا وجع.

6.

فالشعر قبل أن يكون كلمات هو طقس.. طقس الكتابة الذي لا ينتمي إلى زمن.. بل ينتمي إلى الروح.

***

د. جاسم الخالدي

في المثقف اليوم