أقلام ثقافية
شدري معمر علي: أدباء في جهاز الأمن
مهداة إلى صديقي ع. ر.
اتصل بي صديق "عزيز" عرفته منذ أكثر من عشرين سنة درسنا مع بعض في أصعب فترة سنة 95-98 ثم انضم إلى سلك الشرطة وهو إطار سام فيها..صديقي ذكرني بالبدايات الأدبية في سنوات الجمر وصديقي عزيز كاتب وموهبة أدبية أحالتني هذه الدردشة على مبدعين كبار خدموا جهاز الشرطة وفي نفس الوقت تركوا لنا أعمالا سردية خالدة ومنهم الروائي الكبير:
1- حفناوي زاغر من مواليد عام (1927-2018) بالمخادمة بسكرة عميد اول شرطة.
وينتمي إلى أسرة تعتبر من أثرياء القرية لما تتوفر عليه من نخيل ومياه السقي – وأغنام – يتكفل بها في القرية عدد من الخماسين والحراس- أما الأغنام فيتولى أمرها رعاة في صحراء المنطقة.
التعليم: للأسرة مدرسة خاصة لتعليم أبنائها القرآن، إنتُدِبَ لها معلم خاص تمكنتُ من خلالها حفظ ثلاثين حزبا من القرآن.
التربية والتعليم: إنتقل سنة 1945 إلى مدينة بسكرة لتعلم اللغة والأدب والفقه على يد الأستاذ الشيخ النعمي ومن هناك إتخذت مع مجموعة من أبناء القرية تطلع إلى التعلم في الزيتونة بتونس.. إلتحق بها سنة 1946.. سُجل مباشرة بعد إمتحان تجريبي في السنة الثانية تكميلي.. وكان أن تخرج منها بشاهدة التحصيل 1951.
ثم تابع الدراسة في مراحل لاحقة فتحصل على الدبلوم في علم النفس ثم ليسانس في القانون.
الإهتمامات: كان يميل منذ النشأة الى الأدب نثرا وشعرا فكان أن حفظ كثيرا من نصوص الشعر الفصيح وكان يقرأ الروايات والقصص ويقتني بلهفة كل ما تيسر له من كتب حتى تجمع لديه ما يفوق 2600 كتاب وكان ان تبرع ب 2400 كتاب لإدارة السجون بالحراش في 15 مارس 2011.
الإنتاج: ابتدأ بنظم الشعر.. فألف مجموعة من القصائد لكنه لم أكن راض عن جلها، الأمر الذي جعله يشرع في كتابة القصة القصيرة؛ فالطويلة.. وحصل أن ألف رواية سنة 1952 بعنوان إبراهيم ثم مجموعات كثيرة من القصص القصيرة والطويلة والروايات قبل الثورة وبعدها، حتى بلغ مجموع ؛ إنتاجه الأدبي :
- مجموعتان قصصيتان: (أشواق) و(أشجان).
- قصص طويلة: (فتضحك الأقدار) و(صلاة في الجحيم) وحكاية ( قدسية).
- وتسع روايات طويلة: الزائر – ضياع في عرض البحر – الفجوة – المكنونة – نشيج في الجراح – عندما يختفي القمر – الشخص الاخر – خطوات في إتجاه آخر – الإبحار نحو المجهول من جزئين.
لقد استغل بعض تلك الروايات دراسات في التخرج الجامعي: الفجوة – ضياع في عرض البحر، إستغلت مرتين المكنونة – موضوع الإغتراب في رواياته كما إستغلت عندما يختفي القمر، في إعداد رسالة دكتوراه.
2- العميد ناجي أنس:
و منهم أيضا العميد ناجي أنس مدير العلاقات العامة والإعلام بمديرية أمن الإسكندرية، وهو في نفس الوقت من نجوم المجتمع السكندرى لكونه أديباً وكاتباً ومفكراً وفناناً وشاعراً، وهو عضو اتحاد كتاب مصر والاتحاد الدولى للصحافة وجماعة الأدب العربى، وعمل مستشاراً أمنياً وقانونياً لمكتبة الإسكندرية. ألف أنس العديد من الكتب 18 كتابا..
3- اللواء حسن فتح الباب:
ولا ننسى أيضا الكاتب والشاعر المصري حسن فتح الباب(1923-2015) الذي ترقى لرتبة لواء في جهاز الشرطة .
الشاعر حسن فتح الباب الذي بدأ رحلته التعليمية حتى حصل على درجة الدكتوراه في القانون الدولي من كلية الحقوق، بجامعة القاهرة، وقد عمل بعد تخرجه في سلك الشرطة، وكان آخر المناصب التي تقلدها مدير القضاء العسكري بوزارة الداخلية ثم تقاعد بعد ترقيته إلى رتبة لواء عمل في أثناء الوظيفة أستاذاً جامعياً في مجال تخصصه، وأسهم بمحاضراته وكتاباته وشعره خلال فترة عمله بالجزائر أستاذاً للقانون الدولي والعلوم السياسية بكلية الحقوق بجامعة وهران, وفي حركة التعريب وفي النهضة الثقافية والأدبية واختير عضواً منتسبا باتحاد الكتاب الجزائريين.
فرجل الشرطة أقرب للإبداع لأنه يعيش الواقع الإنساني في لحظات سموه وانحداره ويعرف حقيقة النفس البشرية التي تتجاذبها نوازع الشر والجريمة فعندما يكتب يحول هذا الواقع إلى عمل متخيل في قمة النضج والرقي.
***
الكاتب: شدري معمر علي - الجزائر