أقلام ثقافية

شدري معمر علي: الأدب ودوره في الحفاظ على الهوية الثقافية للأمة

لا يوجد فن يحافظ على الهوية الثقافية للمجتمع مثل الأدب فهو مرآة الأمة ترى فيها ثقافتها وهويتها وتقاليدها واعرافها، يعكس آمالها في التطلع إلى المستقبل وآلامها في لحظات الانكسار والهزائم والتراجع الحضاري ...لهذا فالمسؤولية كل المسؤولية ملقاة على أصحاب الكلمة النورانية الصادقة فيتخذون من الأدب وسيلة للتعبير عن هوية الأمة وقيمها ومبادئها فيكون الأدب رسالة فنية جمالية خالدة تشع بالصدق ..
وقد بينت الدكتورة سهام بن شعبان " تأثير الأدب في تشكيل الهوية الثقافية في هذه التقاط :
1. حفظ التراث الثقافي: يعتبر الأدب وسيلة للحفاظ على التراث الثقافي ونقله من جيل إلى جيل. من خلال القصص والروايات التي تروى في الأدب، يتم توثيق تجارب الشعوب وتاريخها وقيمها، مما يساعد في تعزيز الهوية الثقافية والانتماء للمجتمع.
2. تعزيز التفاهم الثقافي: يعمل الأدب على توسيع آفاقنا وتعميق فهمنا للثقافات المختلفة. عندما نقرأ قصة أدبية تنتمي لثقافة أخرى، نتعلم عن تجارب الآخرين ونكتشف تشابهاتنا واختلافاتنا. هذا التفاهم الثقافي يسهم في تخطي الحواجز وبناء جسور التواصل بين الثقافات المختلفة.
3. صورة الذات والهوية الشخصية: يساعد الأدب الشخص على تشكيل صورة ذاته وهويته الثقافية. من خلال الشخصيات والقصص التي يتعرض لها في الأدب، يمكن للفرد أن يرى نماذج للهويات المختلفة ويعيش تجاربها بطريقة افتراضية. هذا يساعد في تعزيز الوعي الذاتي وتعميق الانتماء لثقافته الأصلية.
4. التحول الاجتماعي والثقافي: يمكن للأدب أن يلعب دورًا حاسمًا في تحقيق التحول الاجتماعي والثقافي. عبر روايات وقصص الأدب، يمكن تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والثقافية المهمة وتحفيز التغيير والتطور. يمكن للأدب أن يكون وسيلة للمقاومة والتعبير عن الهوية الثقافية المهمشة"(1)
فعلى االامة أن تشجع الأدباء وتعطيهم المكانة اللائقة حتى يحسنوا التعبير عن هويتها فهم جنود بأقلامهم يحافظون على أمنها الثقافي والفكري ويكونون جدارا منيعا ضد كل اختراق ثقافي اجنبي يهدد هويتها الحضارية.
***ش
الكاتب: شدري معمر علي - الجزائر
........................
هوامش
1- الدكتورة سهام بن شعبان، تأثير الأدب في تشكيل الهوية الثقافية، إشبيلية نيوز.

 

في المثقف اليوم