أقلام ثقافية

مصطفى حجازي يرحل تاركا الانسان العربي في دوامة الهدر والقهر

(إن الهدر يبدأ من هدر الدم إلى هدر الوقت مرورا بهدر الفكر والوعي والإبداع، "وقد يتخذ الهدر شكل عدم الاعتراف بالطاقات والكفاءات أو الحق في تقرير المصير والإرادة الحرة وحتى الحق بالوعي بالذات والوجود).

من كتاب "الانسان المهدور"

(لا يمكن أن يصل إنسان العالم المتخلف إلى التوازن النفسي وإلى الشخصية المعافاة والمتوازية والغنية، إلا إذا تحرر من وضعية القهر التي تفرض عليه. لا يمكن للرجل أن يتحرر إلا بتحرر المرأة، ولا يمكن للمجتمع أن يرتقي إلا بتحرر وارتقاء أكثر فئاته غبنا، فالارتقاء إما أن يكون جماعيا عاما، أو هو مجرد مظاهر وأوهام.)

"من كتاب مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور"

صباح هذا اليوم الاثنين الرابع عشر من تشرين الاول 2024 رحل عن عالمنا المفكر اللبناني مصطفى حجازي تاركاً وراءه إرثاً فكريا كبيرا من الاشتغال بحقل التحليل النفسي، وعلم الاجتماع والتزاماً لم ينقطع عن هموم المجتمعات العربية وقضاياها.مات مصطفى حجازي وبلده لبنان يتعرض الى عدوان وحشي في وقت يعاني منه المواطن من تجبر السلطات وتغولها وسرقتها لاحلام الناس

ولد  مصطفى حجازي في مدينة صيدا عام 1936، درس علم النفس  في جامعة عين شمس" المصرية  وتخرج عام 1960. بعدها سيحصل على منحة دراسية الى بريطانيا  بأربع سنوات سافَر إلى بريطانيا للاطّلاع على التجارب العليمية الجديدة في مجال علم النفس، يدرس في جامعة ليون الفرنسية ليحصل على الدبلوم  في  علم الجريمة العيادي عام 1965، ثمّ دكتوراه في علم النفس من الجامعة ذاتها عام 1967. وهناك يتعرف على عالم النفس الشهير مصطفى صفوان .

عمل استاذا لعلم النفس والصحة النفسية في عدد من الجامعات . اهتم مصطفى حجازي بدراسة أحوال المجتمعات العربية منذ النصف الثاني من القرن العشرين، وقد شملت في إطارها موضوعات عديدة مثل الطائفية والتخلّف والمجتمع المدني وانتظام السلطة الحاكمة وعلاقتها بالمحكومين والعولمة، وفي هذا السياق قدّم كتابين  اساسيين عن  أحوال الإنسان العربي، وهُما: "التخلّف الاجتماعي: مدخل إلى دراسة سيكولوجية الإنسان المقهور" ، و"الإنسان المهدور: دراسة تحليلية نفسية اجتماعية" وكتاب " العصبيات وافاتها" و"النقلات الحضارية الكبرى اين نحن منها.

***

علي حسين – رئيس تحرير صحيفة المدى البغدادية

في المثقف اليوم