أقلام ثقافية
شدري معمر علي: هل يحتاج الكاتب إلى لياقة؟
هناك كتاب مشهور للكاتبة الأمريكية "دوروثي برااندي" بعنوان "لياقات الكاتب". تقدم فيه “دوروثي براندي” خريطة طريق للكتاب الناشئين كيف يتغلبون على صعوبة الكتابة و ما هي المهارات التي يحتاجونها حتى يواصلوا السير على درب الإبداع الشائك..
قسّمت دوروثي الصعوبات التي يواجهها الكتّاب الناشئين إلى أربع صعُوبات رئيسية:
الأولى؛ صعوبة الكتابة بشكل عام، معلّقةً بأنّ مقولة ”(مَن لا يمكنه الكتابة ليس كاتبًا وعليه تغيير مهنته) هو استنتاج مستفزّ ومحض هراء! قد يكُون جذر المشكلة هو السنّ الصغيرة وتقليل الشأن من الذات … وقد يكون مصدر المشكلة ببساطة هو الخجَل.“
الثانية؛ المؤلف لكتاب واحد وعرّفته بأنّه المؤلف الذي ”حرّر نفسه من الشعور بالنقمة تجاه والديه ومجتمعه وثقافته كلها، وبعد أن بق البحصة واستراح، أصبح عاجزًا عن إكمال جولة الانتصارات .. وبهذه الطريقة قد يخسره عالم الأدب!“
الثالثة؛ الكاتب الموسمِي وهو الذِي يكتبّ بتدفّق رائع ومؤثر ثمّ يمر بفترة جفاف مؤلمة
الرابعة؛ الكاتب النيئ، وهو العاجز عن كتابة ما يريد بطريقة واضحة يستطيع فهمها القارئ، وذلك لافتقاره إلى الثقة بالنفس.
و إن كانت هذه اللياقة المهارية من حيث امتلاك أدوات الإبداع يحتاج إليها الكاتب في بداية الطريق ولكن هناك لياقة أخرى لا تقل اهمية عن اكتساب المهارات والفنيات و الوسائل وهي اللياقة الروحية المعنوية والنفسية فما أكثر الكتاب الذين يفتقدون لهذه اللياقة فتؤثر في كتاباتهم بحيث تفتقد للجانب القيمي الجمالي المنفتح على الإنسانية فالكاتب الذي يفتقد للجانب الروحي لا يملك ضوابط في كتابته لا بهمه إغراق عمله الروائي أو القصصي بالمشاهد الجنسية الفاضحة بدعوى ضرورات الإبداع حتى بطل رواياته هو بطل مهزوم سلبي غارق في الخمر و الضياع فهل هذا البطل يصلح أن يكون قدوة؟
فاللياقة الروحية إذن مهمة للمبدع حتى يرتقي عمله إلى مصاف الأعمال الإنسانية الخالدة...
فليست الكتابة اكتساب مهارات فنية والتدريب عليها فقط وإن كان هذا ضروري فينبغي على المبدع أن يغوص في أعماق نفسه ليطهرها من كل الأدران و يدخل محراب الروح ليرتع من ينابيع الحب والخير والجمال بل ليفتح قلبه لأشعة الدين الساطعة تضيء دهاليز روحه التي تسكنها العتمة..
***
الكاتب والباحث في التنمية البشرية
شدري معمر علي
...........................
المرجع:
1- دروثي براندي، لياقات الكاتب، موقع تذكرة.