أقلام ثقافية
سراب سعدي: الرواية العراقية بين ويلات الماضي ومستقبل منفتح..
لقد سارت حركة الأدب في العراق ببطئ قبل الحرب الأخيرة فقد كانت الناس مشغولة بهموم المأكل والملبس أيام الحصار، ولم يمنع ذلك من وجود نتاجات ادبية في تلك الحقبة وأن كانت قليلة، وتركز الأدب في الوقت الماضي على الشعر ولعل السبب في ذلك هو السيطرة السياسية في ذلك الحين و تقييد حركة الرواية واختيار موضوعاتها فقد تركزت موضوعاتها على الحروب ونقل ما يجري في المعارك هو محور موضوعات الروايات آنذاك وبالتأكيد لم تخلو من روايات اجتماعية ورومنسية لكن بشكل أقل من تلك التي لا تخلو من الحروب. ومن ابرز الكُتاب في تلك الفترة هم فؤاد التكرلي وعبد الخالق الركابي وعالية ممدوح و بختيار علي وميسلون هادي وغيرهم، وبعد عام 2003 ظهرت الرواية بشكل آخر مختلف بعض الاختلاف لكن فيه تحيز للحروب والثورات أيضاً وهذا امر لابد منه بسبب الوضع الراهن في تلك الفترة وبعد الاستقرار النسبي الذي شهده العراق بدأت الرواية تنفتح على العالم أكثر وبرزت اسماء كثيرة في كتابة الرواية وبمواضيع مختلفة منها الاجتماعي والرومنسي والرعب والفنتازيا ... الخ، واصبحت الساحة تزخر بالأعمال الادبية وهناك مساحات كثيرة لاختيار موضوعاتها وكذلك ظهر ما يعرف بأدب المغترب فقد نزح الكثير من المثقفين والكُتاب والادباء إلى خارج البلاد في فترة حرب 2003 وظهور الطائفية والحروب الاهلية في تلك الفترة، وسمحت هذه الفترة بظهور اقلام تكتب بجرأة وبدون خوف للوقوف على المشاكل وحلها فكانت الرواية العراقية تتصدر المشهد العربي والعالمي حيث بدأ الكثير من الروائيين بترجمة اعمالهم إلى لغات مختلفة، اما ما احدثه التطور التكنولوجي على الرواية فقد كان كبيرا جداً من خلال نشر النتاجات الادبية بطريقة أكثر سهولة وفي أي بلد من بقاع العالم، فوجود المواقع الالكترونية ساهم في النشر والاعلان عن وجود ادباء بمختلف المجالات وليس فقط الرواية للتعرف على اعمالهم وتذوق كلماتهم وتعابيرهم الشيقة، الرواية هي مرآة المجتمع في كل عصر فهي تنقل التراث والفكر وتسجل تاريخ الاحداث وتستقرأ المستقبل من خلال سطر الكاتب لأفكاره على ورق أبيض ناصع فيقرأها المتشوق للفن العريق..
***
سراب سعدي