ترجمات أدبية
شيريل ألو: طوع أمرك
قصة قصيرة للكاتبة الأمريكية: شيريل ألو
ترجمة: د.محمد عبدالحليم غنيم
***
بعد خمس سنوات من الزواج توقف زوجى عن ذكر اسمى، فى البدء، بدا ذلك غريبا وفكرت ربما يكون ذلك مجرد تهيئات، لكن بعد فترة من الوقت تقبلت ذلك كأمر واقع. ماذا يعنى أن تقال مثل تلك الكلمة ؟- اسم شخص. هل يمكن أن تعنى أحبك. أو أنت خنتنى. أو أنا مسرور لك أو أنا حزين من أجلك أو أهذا أنت؟ أم لا تقلق، أنا هنا ؟. لم أفكر مطلقا فى القوة التى يحملها الاسم حتى توقفت عن سماع اسمى.
فى المبنى الذى أعمل به أجلس خلف جدار زجاجى يطل على الشارع العام، ومن مكتبى الذى يبعد قدمين فقط عن أول مكتب فى حجرة مكتظة بالمكاتب، أشاهد العاهرات وهن ينتشرن على مقاعد محطة الحافلات فى طريق الشمس الغاربة، وعندما لا تجلس واحدة منهن هناك، يمكن لى أن أرى وجه جارتى جودى جورج السمسارة العقارية،التى تبدو ناجحة وسعيدة بعملها.
أشاهد العاهرات وأنا أقوم بأشياء مثل استيفاء شهادات الوفاة لأعضاء النقابة المتوفين حديثا وتستيف الأغلفة المتشابهة مع بعضها البعض وترتيب الرسائل التى تعبر عن الحزن لموت أحد ممثلى شاشة التلفزيون، وأحيانا إدراج شيك لأحد المستفيدين من المعاش، شيك مستحق الدفع على وجه السرعة للممثل المتوفى عن أداء دور أو بعض الأدوار الصغيرة فى التلفزيون، التى ربما لا يتذكروها، أو قد يتذكروها ، ولعل ذلك أفضل مناسبة يتذكر بها الأهل ممثلهم المرحوم.
غالباً ما تتوقف الأخريات عن العمل وينظرن معى عبر النافذة، الأكبر سناً هن الأسوأ، يضحكن كالقرود على الفتيات وما يقمن به، أحاول أن أتخيل تلك النسوة، زميلاتى، وهن يقمن بعمل الأشياء نفسها، تلك التى يضحكن منها، فلا أستطيع. بعد ذلك أستطيع، وإن كنت أتمنى ألا أفعل. كيتى هى الوحيدة التى تقول أنها تشعر بالأسف لتلك الفتيات. هى الوحيدة أيضاً التى تحدثت إليها عن زوجى وعن هجره لى. كلما اتصلت بى أمى من بيتها فى الساحل الشرقى، أقول لها أنه فى الحمام أو خرج إلى الدكان.
أقضى معظم الوقت على التليفون، ليس من أجل العمل، لكن لكى أتحدث إل ذلك الرجل الذى أراه الآن. التقيت به فى بار فى نفس اليوم الذى تركنى فيه زوجى. لدى دانى ساعات فراغ منتظمة، يقضى وقت الظهيرة متيقظاً ويتصل بى أثناء العمل. يمكنه أن يتحدث لوقت طويل عن أى شىء. يبدأ ببعض الحقائق عن النجوم الصغار مثلاً ثم ينتقل إلى الحديث عن قانون الملاحة البحرى، الذى ربما يأخذه إلى الحديث عن الملاحة الفضائية، ثم عن السوشى، ومن هناك يكون من السهل عليه الحديث عن طقوس الانتحار اليابانى، يخبرنى بهذا النوع من القصص، التى تجعلك عندما ينتهى تتمنى لوكنت استمعت إلى الموضوعات كلها. لكننى لا أفعل عادة. غالباً أتجاهل الاستماع إليه وأجعل صوته بمثابة خلفية هادئة لأفكارى وأنا أشاهد الفتيات الجالسات فوق الأريكة.
فى معظم الأوقات توجد ثلاث فتيات أو أربعة فى المرة الواحدة. تقف السيارات، تقترب الفتاة من الباب الجانبى للراكب، و بعد بضعة ثوانٍ عادة ما تركب، ثم تعود بعد مرور عشرين دقيقة. عشرون دقيقة فى المتوسط يمكن أن تمتد إلى خمس وأربعين أو أقل من ذلك بعشر دقائف. أحسب لهن الوقت، لكن عندما يتجاوز غياب الفتاة الساعة، أشعر بالقلق.
فى الأيام الأخيرة صرت أقضى ساعة الغذاء فى سرقة المحلات فى الطابق الأرضى لمبنى فى نهاية شارع هوليوود، أشياء صغيرة، ملابس داخلية، أدوات تجميل، زجاجات مياه للسفر من أى شىء . لم أسرق أبداً شيئاً وأنا صغيرة، وقد كرهت وجودى مع أبى فى المحلات لأنه كان دائماً يسرق الأشياء، لم أشاهده فى الواقع وهو يفعل ذلك، لكن فى السيارة وأثناء عودتنا إلى البيت يضع يده فى جيب سترته و يخرج مشبك شعر أو دبوسا أو أسورة، كرهت تلك الهدايا الذهبية، كرهت طريقته وهو يقول " خذى " كما لو كان يمنحنى تغيير عداد الوقوف. لم أعرف لماذا كان يأخذ هذه الأشياء، لكن يبدو أنه لم يكن فى حاجة لأن يفعل ذلك. كان لابد أن يغادر المحل و يتجه رأساً إلى صالة الألعاب. وأنا هنا أفعل الشىء ذاته، قلت لنفسى، أنا وحيدة الآن، يجب أن أقتصد فى الإنفاق.
ذات مرة تعقبنى مدير المحل وأنا خارجة من قسم الإسعافات الأولية ، فدخلت إلى داخل كشك التصوير و سحبت الستارة الرمادية القذرة إلى أسفل. شاهدت من تحت الستارة الحذاء الأسود يعلوه جورباً أبيض ثم و هو يتوقف أمام طيات النسيج الخشن الذى يفصل بيننا، ثم استدار راجعاً و ابتعد.
فى كل خميس أخرج لتناول الغذاء مع كيتى، التى تعمل فى إدارة العقود على بعد مكتبين من مكتبى. لكيتى ابن فى السابعة من عمره، على الرغم من أنها لم تتزوج، والمعروف عن كيتى أن جمالها فوق المتوسط، لكنها تستطيع أن تشعرك بالجمال أيضاً، طالما أنك لم تقف بجوارها أمام المرآة، تعمل ذلك فى سهولة لدرجة أن تعتقد أنها من السهل عليها حقاً أن تبدو ماهرة ، وأن فى استطاعة أى أحد أن يفعل ذلك.
**
عاهرتى المفضلة هى تلك الفتاة الشقراء القصيرة الغاضبة دائماً. أحب ذلك لأنها تفتقد إلى ذلك النوع من الأجساد الذى أعتقد أن المرأة فى حاجة إليه لكى تكون عاهرة ناجحة، فلا أثداء أو مؤخرة أو سيقان... مجرد وقفة فحسب. وهذا ما يجعلنى ربما أعتقد أنه ليس كل الرجال أغبياء على الإطلاق. على الأقل بعضهم يحب تلك الوقفة الصغيرة، مكتفيا بمص أيره. تأتى هذه الفتاة فى وقفتها فى مواجهة نافذتى فى الطابق الثانى. سوف تقترب من السيارة وأصبعها الأوسط مرفوعاً مثل السلاح إلى الزبون المنتظر. وهى تصرخ بالبذاءات، كما لو كان يزعجها على نحو ما أن يظهر اهتمامه بها. ففى معظم الأوقات تركب السيارة مع رجل وعندما تعود سوف تدفع بالإصبع فى الهواء وهى تقول مع السلامة.
لم أقابل رجلاً، منذ أن تركنى زوجى من ستة أشهر مضت، لا أريد أن يحبنى أحد، حتى هؤلاء الذين أبغضهم أو أشعر بعدم الاكتراث بهم، أريد لهم أن يرغبونى جميعاً. وعلى الجانب الآخر يبدو أنها تريد لهم أن يكرهوها جميعاً. الشىء الذى تتعلمه من الزواج، هو أنه عندما يشاهد المرء قناة الطقس لساعات، فإنه فى الواقع لا يشاهد قناة الطقس وأن الأكاذيب التى يحكيها هى كل الحقيقة التى تحتاج إلى إليها.
فى اتصال تليفونى مع دانى حدثته عن عاهرتى المفضلة فأبدى اهتماماً كبيراً، فمن غير المعتاد أن يهتم بما أقوله، وجه لى بعض الأسئلة عنها، حسناً، شعرها، قلت له: أصفر جداً، لكن لا بأس به. أحب أسلوبها الغريب فى الملبس، ليست مثيرة جنسيا بشكل زاعق، تمزج بين التحدى والحركة المبالغ فيها وتنجح فى أن يجعلها ذلك تبدو مثيرة جنسيا. كم أحب حقاً طريقتها فى غلق باب السيارة وهى تقول بشكل واضح " عليك اللعنة " فلم تصفق الباب على الإطلاق، حيث تدعه يغلق فى يسر ويرتفع ذارعها قليلاً إلى أعلى وهى تبتعد عن الباب كما لو كانت تقول بالإشارة : تحرك وامض، وكما لو كانت تقول: و من ذا الذى يحتاج إليك ؟
غير دانى الموضوع وأخذ يتحدث عن تعطل السلم الالكترونى، بينما أخذت أفكر فى كيف أن المعروف عن جميع سائقى الحافلات فى طريق الشمس الغارية أنهم لا يتوقفون عندما لا يوجد سوى العاهرات فوق المقاعد، ذلك لأنهن لا يركبن مطلقاً.هل تم مناقشة ذلك فى محطة الحافلات هل هذا جزء من التمرين ؟ جاء رئيسى فى العمل ووضع أمامى ورقة، مكتوب عليها " ينجز الآن " تجاهلت ذلك.
قلت:
- دانى. ليس لدى فكرة عما تتحدث عنه.
فقال فى سعادة:
- ذلك جيد. وليست كذلك جان.
وجان هى أخته غير الشقيقة، تزوج أبوها اليونانى من أم دانى الإنجليزية وهما صغيران. تربيا معاً – دانى الشاحب الأشقر الجميل وأخته ذات ملامح البحر الأبيض المتوسطية السمراء – بدا الاثنان أشبه بوجهى الصورة: الموجب و السالب.
**
والآن عندما يتصل دانى يكون أول شىء يريد أن يعرفه هو ماذا تعمل ؟ أقصد عاهرتنا المفضلة، لقد أطلقنا عليها سندريلا، ولست متأكدة لماذا؟ ربما لأنها فى حياتها أبعد ما تكون عن سندريلا، فأبدأ بماذا تلبس. ثم أصف السيارة التى انطلقت بها، ثم نخمن معاً ماذا يمكن أن تعمله أو ما لا يمكن أن تعمله، اعتمادا على العمل وموديل السيارة. لقد صارت الفتاة أكثر واقعية وغير عادية فى ذات الوقت. إنها اللعبة الجنسية الصغيرة التى نمارسها، على الرغم من أننا لا نتحدث عنها مطلقاً عندماً نكون معاً فى السرير ونحن نمارس الحب.
إلا أننا مع ذلك لا نتحدث عن الكثير من الأشياء عندما تكون معاً. المستقبل، على سبيل المثال. أو البقايا الكئيبة لملابس زوجى التى مازالت معلقة فى الخزانة. (إذا لم أتذكر أن أغلق الباب، يمكننى أن أراها وأنا مع دانى فى السرير).
لم نتحدث عن حقيقة أنه على علاقة حب مع أخته غير الشقيقة. (أعرف هذا لأنه يتحدث عنها كثيراً، بنفس الطريقة التى يتحدث بها بعض الرجال بشكل انتقائى عن خليلته السابقة، حيث يعرفان معاً أن علاقتهما لم تنته بعد. أشياء واضحة كأن يقول إنه يكره الحديث عنها. فالأشياء التى يتذمر منها فى الغالب هى الأشياء التى يحبها، مثل: جان ماهرة جداً فى المعاملة وجان فتاة أبيها وجان تكذب، لكنها لم تضبط أبداً وهى تكذب وأن كل شىء يبدو سهلاً جداً لدى جان، وجان لم ينكسر قلبها قطً)
لم نتحدث أبداً عن الطريقة التى تنظر بها أمه نحوى عندما تعتقد أننى أقرب إليها فى السن منه ( بدون سبب واضح، قالت ذات يوم: كبر السن ليس سيئاً، ترهلت قليلاً بشرتك، ذلك هو كل ما فى الأمر) ولا حتى نتحدث أبداً عما تقوم به من عمل أو من يعمل ذلك عندما لا تكون معاً. قائمة الأاشياء التى لم نتحدث عنها طويلة ومثيرة للاهتمام و تزداد مع الوقت.
**
- أترغبين فى شراء المارجوانا ؟
إنها هى فتاتى المفضلة عند مقعد الحافلات. كانت تقف أمامى عند الباب الزجاجى الدوار، فى مدخل مكتبى، وتتوجه بالحديث إلى. قلت:
- أنا أعمل هنا.
وأشرت إلى المبنى خلفى. ربما لم تكن تلاحظ ذلك، فقالت:
- نعم، أراك تدخلين وتخرجين منه. يبدو عليك الحزن دائماً. لابد أن العمل قذر. ألا تريدين شراء بعض المارجوانا ؟
- حسناً، أظن أن كل من يتعامل مع هذا القسم من هذا الخراء فى هذه الحياة على حق.
قلت ذلك وأنا آمل أن تعود إلى مكانها على مقعد الحافلات، إلى المكان الذى يخصها، حيث أستطيع أن أعرف قدرها. لكنها لم تتحرك. تأملتنى مليا وجعلتنى أشعر بالارتباك وعدم الفهم وكما لوكنت أننى أرتدى ملابسى بشكل سىء ، كانت ترتدى مشد صدر أسود ظاهر بوضوح تحت البلوزة الحريرية البيضاء، وبنطلونا ساقطا وحذاءا بكعب عال جداً، ورابطة عنق تستعملها كحزام هنا وتنجح فى جعل كل ذلك يبدو أحدث موضة. وأن على الجميع أن يلبس مثلها، أعتقد أن لديها الكثير الذى تعمله مع جسدها ذلك الذى بلا أثداء أو أفخاذ. ذهنياً سرحت فى خزانة ملابسى محاولة الاقتراب من هذه الأشياء. أعرف أن لدى البنطلون الكارجو، لكن هذا الحذاء ؟؟
سألتنى:
- ومع ذلك هل لديك أى وظائف فى التمثيل ؟ لقد قمت ببعض أدوار التمثيل. أنا جيدة ؟
شرحت لها أننا لا نستأجر ممثلين. تلك رابطة الممثلين، حيث أعمل.
- أوه، نعم ؟ الممثلون لديهم رابطة ؟ هاها ؟ أنا أستطيع أن أكتب ثمانية وثمانين كلمة فى الدقيقة. اعتدت أن أعمل لدى وكيل دعاوى فى بيفرلى هيلز. ربما على أن أجدد سيرتى الذاتية، وأبدأ العمل على مدار الساعة.
أعتقد الآن أنها تسخر منى، تتظاهر بأنها تريد وظيفة فى هذا العالم السوى . محاولة أن تجعلنى أشعر بالغباء لأننى لدى وظيفة فيه. أجبت بأن ذلك مكتب صغير، ولا أعتقد أنه يوجد هنا أية وظائف خالية. شعرت على الفور بالأسف وأنا أقول " وظيفة خالية " لعاهرة ولكن مر هذا سريعاً.
- خراء نعم، لقد اعتدت أن أعمل لدى وكيل الدعاوى حتى ذهب إلى السجن، أعطيك فكرة حول كيف أنه كان وكيلا جيدا. ذلك عندما انخرطت فى التمثيل، كنت فى فيلم مع سان بين، ربما تكونين قد شاهدت هذا الفيلم.
انتظرت أن تقول لى عنوان الفيلم ولكنها لم تفعل.
- ربما سأفعل.
ذلك كل ما استطعت أن أفكر فى قوله. شعرت أنها تحبنى، أو بدقة أكثر، كل شىء أقوله، يغضبها بطريقة مضحكة.
- هل حقاً، ترغبين أن تشترى بعض المارجوانا أم ماذا ؟ ثقى بى، يبدو أنك تحتاجين، إنها من النوع الجيد.
- حسنا ، بالتأكيد.
قلت ذلك، ولكننى حقيقة لا أريد شراء أى شىء، فقط أريد أن أواصل الحديث معها. ضربت على يدها ضربة خفيفة وفجاة كانت هناك سيارة سوداء تقف مباشرة بالقرب من الرصيف أدركت أنها مثل السيارة التى غالباً ما أشاهدها تقف عند مقعد الحافلات ولكننى لا أعرف لماذا لم ألاحظها قبل الآن. الرجل الذى خلف عجلة القيادة يبدو قلقاً، كان ذا شعر قصير وممشط للخلف، وأنف مستقيم وطويل . شكله من جنب مثل قيصر على العملات الذهبية، كان يرتدى سويتر ذا قبة عالية ومع ذلك كان الجو دافئاً جداً بالنسبة لهذا , ربما كان أسود أو آسيويا، فى العشرينات من عمره أو ربما فى الخمسينات.
انزلقت سندريلا فى المقعد الخلفى للسيارة، تاركة الباب كدعوة مفتوحة، راقبنا السائق فى المرايا الخلفية بينما انزلقت بجوارها. أغلقت الباب وتساءلت لماذا بحق الجحيم فعلت ذلك ؟ كانت هناك موسيقى هوب هوب آتية عبر السماعات من خلف رأسى وعندما التفت السائق نحونا، جاء هواء يحمل رائحة كولونيا. هذا الرجل له راحة مثل رائحة إيريل جراى، مزيج من الشاى والفلفل الأسود، وكان ذلك مدهشا جداً مما جعلنى ابتسم.
- كم الثمن ؟
سألت وأنا أعلم أن ما معى من نقود لايكفى، كما لا يعنينى ماذا تكون الإجابة.
**
جالسة على الأرض بالقرب من غرفة معيشتى الفارغة، كرسى جلدى وحيد، وسجادة شرقية ونخلة على وشك الموت، أربعة أكوام من الكتب تستخدم كمنضدة، على التليفون مع دانى أحدثه كيف فعلت ذلك الشىء المجنون ؛ تاركة سندريلا والقواد يأخذانى إلى ماكينة الصرف الآلى وكيف اشتريت ما توقعت أن يكون ماريجوانا لم يصدق ذلك فى البدء. قال أن من الجنون حدوث ذلك. ووافقته على ذلك. ثم أراد أن أحكى له بالتفصيل. لذلك قلت له كيف أوقفنا السيارة على بعد خمس بلوكات من مكان عملى، وأيضاً على بعد خمس بلوكات من حيث تعمل سندريلا، خطر ذلك ببالى الآن. قلت كيف قدمت حفنة من لفائف الماريجوانا إلى الرجل خلف عجلة القيادة حيث كانت رائحته جيدة جداً لدرجة أنى أردت أن ألعقه. وكيف تم الاتفاق، أشعل لفافة رفيعة ومحشوة بالماريجوانا مع تشغيل التكييف وإيقاع موسيقى الهيب هوب، وكانت السيارة تقف بثبات، لكن كان احساسنا كما لو كنا نحلق فى السماء، دخنا خلف زجاج النوافذ الملون. الكثير الذى قلته، الكثير الذى تذكرته. كنت مندهشة لكل هذا الذى قلته، لأن المغامرة كلها استغرقت العشرين دقيقة الأخيرة فقط. معظم الوقت كان من أجل سندريلا، وعندئذ وقبل أن أعرف ذلك،عادت من حيث بدأت وهكذا فعلت.
فى الواحدة والنصف صباحاً رن جرس التليفون، كنت نائمة والتلفزيون مفتوح، لذلك فى البداية لم أكن متاكدة أن ذلك حقاً تليفونى. كان المتصل بالأحرى زوجى السابق.
- مرحباً، أنت.
قال ذلك بعدم جدية وبشكل ودود للغاية .
- من هذا ؟
قلت ذك، مستغلة بعض الوقت لكى أقرر إما أن أكون غاضبة أو مسرورة أو أفض الاشتباك.
زفر نفخة عدم صبر صغيرة فى الهواء، وهو يقول:
- إنه أنا، جيفرى.
- وإلى من ترغب أن تتحدث ؟
سألت، بصوت شخص ما وكأننى لا أعرفه.
- أنت، أريد أن أتحدث إليك، توقفى عن اللعب.
أنت. هى. إليها، أى شىء عدا ذكر اسمى. الشىء الوحيد الذى سمعته كان صوت شخص سكران، وهو يحاول أن يتنفس بشكل طبيعى.
- انا فقط أريد بقية أشيائى الخاصة. متى يمكنى أن أحضر ؟
- فى أى وقت.
- نعم ؟ ما رأيك الآن ؟
قال ذلك بصوت أجش، تاركاً جميع الاحتمالات معلقة فى الهواء.
أضغط عن طريق الخطأ على زر التحدث ويصدر التليفون صوتًا عاليًا بشكل غير طبيعي.، عندئذ ضغطت على الزر الإنهاء، وقلت: "مع السلامة. أنت " إلى رنين التليفون.
**
لم تأتى كيتى إلى العمل اليوم، تساءلت إذا ما كانت هناك علاقة بين الكدمات التى فوق ذراعيها لها علاقة بذلك. ولم تأتى فتيات مقعد الحافلات أيضاً، لقد كنت أفكر فيهن طوال الصباح ولم أفعل أى شىء لأكوام الملفات التى فوق مكتبى، كل أولئك الممثلين الموتى ينتظرون فى صبر. لقد تركت الشغل يتكوم أمامى، أحضر متأخرة وأغادر مبكراً وأقضى الوقت على التليفون. لم يحب المدير ذلك. طلب من امرأة أخرى فى المكتب أن تحضر إليه القهوة اليوم. من المفترض أن هذا يجعلنى أشعر بالإساءة. ومن المفترض أن يجعلنى ذلك حذرة.
اتصل دانى. إنه مخدر أو ثمل أو كلاهما معاً. يريد أن يتحدث إلى أحد ما، او بالأحرى يريد أن يكون مستمعاً. كالعادة، الحوار بدا أنه يجب أن يبدأ بدونى. دخل فى عمق قصة حول سمكة تدعى: ساركاستك فينجرهيد. أخبرنى أنها من الأسماك المحلية وأن لديها فكاك كبيرة جداً تمتد إلى الخياشيم. ولكنها نادراً ما تهاجم. وهى فقط تعطى بعضها البعض قدراً كبيراً من الأهمية. ثمه حماس وتوتر فى صوته يجعلنى أخاف قليلاً عليه. أريد أن أسمع هذه القصة مرة واحدة، أريد أن أصل معه إلى نقطة محددة، لكن عقلى مشوش، سمعته يقول جزيرة أناكابا ولكن فات الأوان. أفكر ثانية لماذا لا تجلس الفتيات على المقاعد اليوم، وإذا ما كان ابن كيتى الصغير يعرف سبب غياب أمه عن العمل .
- ... طولها فقط تسع بوصات، لكن هذا الشىء المهم أن لديهم ذلك السلوك المتعاظم النظرة المفزعة "
كان دانى يضحك الآن تقريبا، ثم أضاف:
- ولهذا السبب يجب علينا أن تغير اسمها من سندريلا إلى فرنجهيد ! إنه جيد.
- ماذا ؟
- أنت تعرفين، سندريلا...
سألته عن تدخين سندريلا للمارجوانا التى يدخنها هو وقال نعم وأننى لابد أن أحصل على المزيد. و أنه سيدفع المال. ثم أراد أن يعرف ماذا كانت تلبس سندريلا اليوم.
حدقت فى المقعد الخالى وقلت:
- تبدو فى لباس جيد، ترتدى الملابس الكاشفة، شرطى قصير جداً، يظهر أعلى مؤخرتها، مموه اللون بين البرتقالى والبنى الصحراوى. وتلف منديلا أصفر حول ثدييها كما لوكان صديرية نسائية، انها تبدو مثل قوس قزح جميل ودبق، وتلبس حذاءا ثقيلا، من ذلك النوع الذى يثقل رفعه، لكنه يجعل ساقيها يبدوان جميلتين .
سمعته يأخذ نفساً طويلاً من السيجارة...المارجونا ؟ كان يقرقر بها تقريباً. ثم قال شيئاً ما فى صوت حميمى هامس و بعد لحظة أدركت أنه لست أنا الذى يتحدث إليها. سألت:
- من هناك ؟
أخذ وقتاً طويلاً لكى يجيب. وقال:
- جوان.
كان مازال محتفظاً بالدخان فى رئتيه، ثم تركه يخرج كله:
- جوان.
قال ذلك مرة أخرى. لكننى لست متاكدة إذا ما كان يتحدث إلى أم ينادى عليها.
هناك امرأة عجوز على المقعد الآن. تحمل حقيبة تسوق المصنوعة من الحبال. وها هى الحافلة تتوقف من أجلها. قلت:
- تحرك الثعبان الأحمر حالاً ليأخذ سندريلا معه.
فقال مصححاً لى:
- فرنجهيد، ذلك هو اسمها الآن.
أجلت الذهاب إلى الغذاء بقدر ما أستطيع، لكن عندما غادرت المبنى لم يكن هناك أحد فوق المقعد. فقط جودى جورج، سمسارة العقارات بالرسومات على جبينها. قدت السيارة نحو ماكينة التصوير أمام مبنى الرايت أيد. دخلت الكشك وأدرت المقعد الدوار لأجعل نفسى أكثر ارتفاعا. سحبت الستارة الصغيرة و جلست بهدوء لدقيقة. شعرت أننى غير مستعدة لأى شىء. مثل الذهاب إلى رحلة معسكر، وليس معك سوى مشط وعلبة علك، ذلك ما أشعر به الآن.
غذيت الماكينة بكل العملات التى تريدها، وانتظرت، هناك خمس ومضات، ثم انتظرت أكثر، بينما الماكينة تصدر صوتاً. حدقت أسفل ولاحظت شريط الصور فى الفتحة. هل تمت العملية فعلا ؟ رفعت الشريط ورأيت زوجين سعيدين. وجهان يبتسمان للكاميرا والعالم. كيف جاء هذا الرجل إلى صورتى ؟ و لكنها لم تكن صورى. كانت على نحو ما موجودة فى الكشك من قبل. الزوجان هما اللذان نسيا ببساطة أن يأخذا صورتهما. ربما أخذا الزوجان عددا من الصور ونسيا هذه الصورة.
شريط آخر من الصور سقط فى الفتحة. تلك هى صورى ولكننى لم ألمسها، غادرت الكشك بما معى. صورة الزوجين اللذين لا أعرفهما.
كان المدير يجلس إلى مكتبى عندما عدت. وكان يبتسم ابتسامة عريضة وينظر نحو تليفونى. منتظراً منه أن يرن. أشعل السيجار الذى يحمله عادة، ولكنه لم يكن يشعله أبداً بسبب منع التدخين فى المبنى. لكنه لم يهتم بذلك هذه المرة. إنه يكسر القواعد ويعمل مزحة – فقط مثلى، أعتقد أن ذلك رسالة – نفخ سحابة من الدخان نحو تليفونى، ثم سحابة الى لوحة المفاتيح، ثم بعضا من الدخان مباشرة فى جهى حيث أقف بجواره. الجميع فى الحجرة يراقب. لقد بدت جلسته غريبة فى مقعدى لأنه كان مرتفعا جدا بالنسبة له، كما بدا أنه غير متوازن. وقفت هناك. غير متأكدة ماذا أفعل، ذراعى مطويتان على صدرى. كنوع من معانقة الذات . يمكنى أن أشعر بحواف الإطار المعدنى الذى سرقته من محل الرايت أيد داخل سترتى وأثر حدته على أضلعى. إنه من أجل صورة الزوجين اللذين لا أعرفهما. الأمر المضحك أن يكون ذلك مع صورة الزوجين اللذين لا أعرفهما، إلا أن الزوجين يبدوان أفضل على نحو ما. أدركت أننى ابتسم بشكل غير لائق.
جعلتنى رائحة السيجار أشعر قليلا بالدوار والغثيان، لكن فى الخارج وأنا أجلس على مقعد موقف الحافلات أخذت أتنفس بعمق فبدأت أشعر بالتحسن. هل أقول بالضبط " أننى استقلت " أم تخيلت ذلك عندما كنت خارجة من المبنى ؟ نظرت إلى أعلى عبر النافذة محاولة رؤية المكان الذى تعودت أن أجلس فيه. لكننى لم أستطع رؤية أى شىء داخل المبنى. استطعت فقط أن أرى أشجار النخيل منعكسة على الزجاج، سحب وأشجار نخيل على سماء سوداء.
توقفت الحافلة أمامى، وتومض أنظر خلسة: طريق الشمس الغارية / مركز المدينة التجارى. تطوى الأبواب إلى الخلف وينظر السائق نحوي. لم أركب قط حافلة مركز المدينة من قبل، لذلك قفزت داخل العربة وأخذت مقعداً بجوار النافذة، كانت الحافلة أنظف وأكثر خلاءا مما تصورت. عبر الممر كانت هناك امرأة ذات ساقيين ثقيلتين وقدمين منتفختين تبظان من حذائها. تومىء برأسها وهى نصف نائمة بينما الحافلة تهتز بشدة، وعند إشارة المرور لمحت موقف سيارتى هناك فى شارع جانبى. ثم سيارتى والبناية حيث أعمل – اعتدت أن أعمل - وهما تبتعدان. ثم اختفيتا جميعاً. إذا بقيت فى الحافلة لمدة كافية، فستعود بى مرة أخرى .
***
...........................
المؤلفة: شيريل ألو/ Cheryl Alu، كاتبة أمريكية ومخرجة تعيش في لوس انجلوس وتعمل بها ايضا. كتبت وأخرجت للتلفزيون العديد من المسلسلات والمسرحيات، كما نشرت العديد من قصصها القصيرة فى المجلات الادبية المعروفة، وهى المحرر الأول لمجلة Swink، والقصة المترجمة هنا منشورة فى موقع:
............................
WHOEVER YOU WANT ME TO BE
Cheryl Alu
***
After five years of marriage my husband stopped saying my name. At first, it seemed odd and I thought I might be imagining it, but after a while I accepted that it was true. What does it mean to say just that one word?—a person’s name. It can mean, I love you. Or, You betrayed me. Or, I’m happy for you. Or, I’m sorry for you. Or, Is that you? Or, Don’t worry, I’m here. I never thought about the power a name holds until I stopped hearing mine.
In the building where I work I sit beside a wall of glass that faces the street. From my desk, which is two feet from another desk, in a room filled with desks, I watch the prostitutes who hang out at the bus bench on Sunset Boulevard. When no one is actually sitting on the bench, I can see the face of Judy George, Realtor of the Month. She looks successful and happy in her work. I watch the prostitutes while I do things like file the death certificates of recently deceased union members and stuff envelopes with smaller envelopes and form letters expressing the sorrow of the Screen Actors Guild for the passing of a loved one. Sometimes I’ll include a check for the beneficiary. A residual check earned by their dead actor relative for a performance in some minor TV or movie role that they probably don’t remember. Or maybe they do remember. Maybe it’s their favorite thing to remember about their dead actor.
The other women in the office will often stop working and look out the window with me. The older ones are the worst. They make the nastiest jokes about the girls and what they do. I try to picture these women, my co-workers, doing the things they joke about, and I can’t. Then I can, and I wish I hadn’t. Katie is the only one who says she feels sorry for those girls. Katie is the only one I’ve told about my husband moving out. Whenever my mother calls from her home on the East Coast I say he’s in the shower or at the store.
I spend a lot of time on the phone but not for business. Mostly, I talk to this guy I’m seeing now. I met him in a bar the day after my husband moved out. Danny has irregular hours and spends his afternoons getting high and calling me at work. He can talk at length about almost anything. He’ll start with some fact about dwarf stars, say, and then move on to maritime law, which might take him to celestial navigation; then onto sushi and from there it’s an easy segue to Japanese ceremonial suicide. He tells the kind of stories, that when he’s finished you wish you’d listened to the whole thing. But usually I don’t. Usually, I forget to listen and I let his voice be a soft background to my thoughts while I watch the girls on the bench.
Most days, there are three or four girls in rotation. Cars pull up, a girl approaches the passenger side window and after a few seconds she usually gets in. Twenty minutes later she’s back. Twenty minutes is average. It can be as long as forty-five or as little as ten. I time them and when a girl is gone longer than an hour, I worry.
Lately, I’ve been spending my lunch hours shoplifting from the stores on the low-rent end of Hollywood Boulevard. Small stuff. Underwear. Make-up. Travel-size bottles of anything. I never stole anything as a kid and I used to hate to be in a store with my father because he always stole things. I’d never actually see him do it but then in the car on the way home he’d put his hand in his jacket pocket and take out a hair clip or a pin or a bracelet. I hated those joyless gifts. Hated the way he’d just say, "Here," as if giving me change for the parking meter. I didn’t know why he took stuff but he seemed to need to do it. He had to leave the store ahead of the game. And so here I am doing the same thing. I tell myself I’m alone now and I have to watch expenses.
Once, the store manager followed me out of the Rite-Aid and I ducked into a photo booth and pulled the dirty gray curtain closed. I watched the brown shoes with white socks stop beneath the stiff pleats of the fabric that separated us, and then they turned around and walked away.
Every Thursday I go to lunch with Katie. She works in contract administration two desks away from mine. She has a seven-year-old son but she’s never been married. The thing about Katie is that she’s above-average beautiful. And she can make you feel beautiful too, as long as you’re not standing in front of a mirror with her beside you. She makes it easy to believe that the incredible way she looks is really just a clever trick that anyone could learn to do. Even you.
* * *
My favorite prostitute is the short blonde one who is always angry. I like that she doesn’t have the kind of body you’d think a woman would need to be a successful prostitute. No tits, no ass, no hips… just attitude. It makes me think maybe all men aren’t idiots after all. At least some of them must like a little attitude with their blowjobs. And this girl’s attitude comes across all the way to my second-story window. She’ll approach a car with her middle finger straight-armed out to the prospective client, calling out insults as if he’d somehow offended her by showing an interest. The finger might discourage a few of them, but not as many as you’d think. Most of the time she’ll drive off with the guy and when he brings her back she’ll jam that same finger into the air to say bye-bye.
Since my husband moved out six months ago I haven’t met a man I don’t want to like me, even ones I loathe or feel indifferent toward. I want them all to want me. She, on the other hand, seems to want them all to hate her. The thing you learn about marriage is that when a person watches the Weather Channel for hours, he’s not really watching the Weather Channel, and the lies he tells are all the truth you need.
On the phone with Danny I tell him about my favorite prostitute and he gets very interested, which is unusual for him, to be interested in a topic I’ve introduced. He asks me questions about her. Well, there’s her hair, I tell him. It’s too yellow but it works, and I like her odd way of dressing. Not overtly sexy, she mixes provocative with army surplus and manages to make it look sexy. What I really like is the way she closes a car door that unmistakably says "fuck you." She doesn’t slam it at all; she lets it go easy, her arm making a slight upward motion as it moves away from the door. Go on and go, it says. Who needs you?
Danny has changed the subject and is talking about electron spin reversal and I’m thinking how do all the bus drivers on the Sunset route know not to stop when there are only the prostitutes at the bench, because they never do. Is this discussed at the bus terminal? Is it part of the training? My boss puts a piece of paper in front of me. On it he’s written Hang up now. I ignore it.
"Danny," I say. " I have no idea what you’re talking about."
"That’s okay," he says happily. "Neither did Joan."
Joan is his stepsister. Her Greek father married Danny’s Irish mother when both their children were small. They grew up together—the pale, blond, beautiful Danny and his dark Mediterranean stepsister—looking like the negative and positive print of a picture.
* * *
Now when Danny calls, the first thing he wants to know is what’s she doing? Our favorite prostitute. We call her Cinderella, I’m not sure why. Maybe because her life so isn’t. I start with what she’s wearing. Then I describe the car she’s gone off in and we speculate about what she may or may not be doing, depending on the make and model of the ride. She’s become more real and unreal at the same time. She’s a little sex game we play, although we never speak about her when we’re together actually having sex.
But then we don’t speak about a lot of things when we’re together. The future, for instance. Or the sad remains of my husband’s clothes that still hang in the closet. (If I don’t remember to shut the door I can see them when Danny and I are in bed.)
We don’t speak about the fact that he’s in love with his stepsister. (I know this because he talks about her way too much, the way some guys talk disparagingly about an ex-girlfriend you both know he’s never going to get over. It’s clear the things he says he hates about her, the things he complains about the most, are the things he loves. Like Joan is so manipulative, and Joan is daddy’s little girl, and Joan lies but never gets caught, and everything comes too easy to Joan, and Joan’s never had a broken heart.)
We never speak about the way his mother looks at me when she’s thinking that I’m closer to her age than his. (Apropos of nothing, one day she says to me, "Growing old isn’t that bad. Your skin gets a little loose is all.")
We never, ever speak about what we do or who we do it with when we’re not together. The list of things we don’t speak about is long and interesting and growing all the time.
* * *
"Do you want to buy some pot?" It’s her, my favorite bus bench girl. She’s standing in front of the double glass doors at the entrance to my office building talking to me.
"I work here," I say, indicating the building behind her, in case she may not have noticed it.
"Yeah. I’ve seen you goin’ in and out," she says. "You always look so sad. Job must be a bitch. You want to buy some pot?"
"Well, I guess everybody has to deal with their share of assholes in this life, right?" I say this and hope she’ll go back to her bus bench. Back to the place where she belongs, where I can make sense of her. But she doesn’t move. She studies me and it makes me feel awkward, clueless and badly dressed. She’s wearing a black bra clearly visible under a white nylon blouse, several sizes too small, and low-riding cargo pants and very high heels. She uses a necktie as a belt and manages to make it all look like cutting-edge fashion that everyone is going to be wearing in the next five minutes. I think it has a lot to do with her no-tits-no-hips body. I mentally go though my own wardrobe trying to approximate this outfit. I know I have cargo pants; but those shoes?
"So, you got any acting jobs? I’ve done some acting. I’m good."
I explain that we don’t hire actors. This is the actors’ union, where I work.
"Oh, yeah? Actors have a union, huh? I can type eighty-eight words a minute. I used to work for an attorney in Beverly Hills. Maybe I’ll freshen up my résumé and start punchin’ a time-clock."
Now I think she’s making fun of me. Pretending to want a job in the straight world. Making me feel foolish for having one.
I answer that it’s a small office and I don’t think there are any open positions. I immediately regret saying "open positions" to a prostitute but the moment goes by quickly.
"Shit yeah, I used to work for an attorney until he went to jail. Gives you some idea how good of an attorney he was. That’s when I got into acting. I was in a movie with Sean Penn. Maybe you saw it."
I wait for her to say the title but she never does.
"Maybe I did," is all I can think to say. I sense that she likes me, or more accurately that I, and everything I represent, displeases her in an amusing way.
"So, you want to buy some pot or what? Trust me, you look like you need to get high. It’s good stuff."
"Okay, sure," I say. But I don’t really want to buy anything. I just want to keep talking to her.
She flicks her hand and suddenly there’s a black Towncar right up close to the curb. I recognize it as a car I’d seen often at the bus bench and I don’t know why I hadn’t noticed it before now. The guy behind the wheel looks bored. He has close-cropped hair combed forward and a long straight nose. It’s the profile of a Caesar on a gold coin. He wears a cashmere turtleneck sweater even though it’s too warm for it. He could be Black or Asian. He could be twenty or fifty.
Cinderella slides into the back seat of the car, leaving the door as an open invitation. The driver watches in his rear-view as I slide in beside her. I close the door and wonder why in hell I’m doing this. There’s a soft hip-hop beat coming from a speaker behind my head and when the driver turns around to us, the moving air brings the smell of his cologne. This man smells like Earl Grey tea and black pepper. It’s so wonderful it makes me smile.
"How much?" I ask, knowing I don’t have enough cash no matter what the answer is.
* * *
Sitting on the floor of my nearly empty living room—one leather chair, one Oriental rug, one dying palm, four stacks of books that make a table—I’m on the phone with Danny telling him how I did this insane thing; letting Cinderella and her pimp drive me to my ATM and how I bought what I hope is marijuana. He doesn’t believe it at first. He says that it was a crazy thing to do and I agree with him. Then he wants details.
So I tell him how we parked five blocks from where I work—also five blocks from where Cinderella works, it occurs to me now. I tell him how I gave a handful of twenties to the man behind the wheel who smelled so good I wanted to lick him. And how, once the deal was done, he lit a very thin and perfect joint, and with the A/C blasting, and the hip-hop thrumming, and the car standing still—but feeling as if we were floating—we smoked behind tinted windows. The more I tell, the more I remember. I’m surprised how much there is to tell because the whole adventure only lasted twenty minutes. The usual amount of time for Cinderella. And then, before I knew it, she was back where she started and so was I.
At one-thirty in the morning the phone rings. I sleep with the TV on now so at first I’m not sure if it really is my phone. The caller is my soon to be ex-husband.
"Hello, you," he says too casually. Too friendly.
"Who is this?" I say, buying some time to decide whether to be angry, pleasant or disengaged.
He gives out an impatient little puff of air. "It’s me. Jeffery."
"And to whom do you wish to speak?" I ask, sounding now like someone I don’t even know.
"You. I want to speak to you. Stop playing."
You. Her. She. Anything but my name. The only thing I hear is the sound of a person who’s drunk, trying to breathe normally.
"I just want the rest of my stuff. When can I come over?"
"Anytime."
"Yeah? How about now?" he says, thickly. Letting all sorts of possibilities hang in the air.
I push the Talk button by mistake and the phone beeps unnaturally loud. Then I push the End button and I say, "Good-bye, you" to the dial tone.
* * *
Katie isn’t at work today and I wonder if the bruises on her arm have anything to do with that. No bus bench girls either. I’ve been thinking about them all morning and doing nothing with that stack of files on my desk. All those dead actors waiting patiently. I’ve been letting the work pile up, coming in late, leaving early and spending lots of time on the phone. The boss doesn’t like it. He asks another woman in the office to get him his coffee today. This is supposed to make me feel bad. This is supposed to be a warning.
Danny calls. He’s stoned or buzzed or both. He needs to talk; or rather, he needs to be listened to. As usual, the conversation seems to have started without me. He’s already halfway into a story about a fish that’s called the Sarcastic Fringehead . They’re very territorial, he’s telling me, and they have big, oversized jaws that extend nearly to the gills. But they rarely fight. They just give each other lots of attitude. There’s a nervous excitement in his voice that makes me a little afraid for him. I want to hear this story through. For once, I want to get to the point of it with him, but my mind shifts. I hear him say Anacapa Island but it’s too late. I’m already thinking again about why the girls aren’t on the bench today and if Katie’s little boy knows why his mother isn’t at work.
"…and they’re only nine inches long but the thing is, they have this major attitude and they get all scary looking…" Danny is almost laughing now. "And so that’s why we have to change her name from Cinderella to Fringehead. It’s perfect."
"What?"
"You know, our Cinderella…"
I asked him if it’s our Cinderella’s pot he’s been smoking and he says, yes, and I should get more. He’ll pay. Then he wants to know what she’s wearing today.
I stare out at the empty bench and say, "She looks good. She’s wearing the cut-offs. The really shorts ones that show some butt-cheek. They’re camouflage, the orange and brown desert kind. And she has a yellow bandana tied around her boobs as a kind of halter-top. She’s like some tacky beautiful rainbow. And the chunky boots. The ones that look too heavy to lift. But they make her legs look great."
I hear him take a long drag on a cigarette….a joint? He almost purrs doing it. Then he says something in a low intimate voice and after a second I realize it’s not me he’s talking to.
"Who’s there?" I ask.
He takes too long to answer. "Joan," he says, still holding the smoke in his lungs. Then he lets it all go.
"Joan," he says again. But I’m not sure if he’s talking to me or calling to her.
There’s an old woman on the bench now. She has one of those rope shopping bags and the bus is stopping for her.
"A red Viper’s just pulled up and Cinderella’s going for it," I say.
"Fringehead," he corrects me. "That’s her name now."
I put off going to lunch as long as I can, but when I leave the building there’s still no one there on the bench. Only Judy George, Realtor of the Month, with graffiti on her forehead.
I drive to the photo machine in front of the Rite-Aid. I go inside the booth and spin the round seat to make me taller. I pull the little curtain closed and sit quietly for a minute. I feel unprepared for everything. Like going on a camping trip with just a comb and pack of gum. That’s what it feels like now.
I feed the machine all the quarters it wants and I wait. There are five flashes and then I wait some more. While the machine makes developing noises I glance down and notice a strip of photos in the slot. Done already? I lift it out and see a happy couple. Two faces smiling for the camera and the world. How did this man get into my pictures? But they’re not my pictures. They’re of whoever was in this booth before me. A couple who simply forgot to take their pictures with them. A couple who probably took bunches of pictures and forgot about these.
Another strip of photos falls into the slot. These are my pictures, but I don’t touch them. I leave the booth with what I have. The couple I don’t know.
The boss is sitting at my desk waiting for me when I get back. He’s grinning and looking at my phone, watching it ring. He’s lit that cigar that he always has but never lights because there’s no smoking in the building now. But he doesn’t care about that. He’s breaking the rules and he’s having fun doing it—just like me, I think, is the message. He blows thick hot smoke right onto my phone and then some right onto my keyboard and then some right into my face while I’m standing next to him. Everyone in the room is watching. He looks odd sitting in my chair because it’s too high for him and he seems precariously balanced. I stand there, not sure what to do, my arms folded across my chest, kind of hugging myself. I can feel the edges of the metal frame I stole from Rite-Aid inside my jacket and sharp against my ribs. It’s for the picture of the couple I don’t know. The funny thing is, it came with a picture of a couple I don’t know, but my couple seems better somehow. I realize I’m smiling inappropriately.
* * *
The cigar smell made me a bit dizzy and nauseous but outside, sitting on the bus bench, I take a few deep breaths and I begin to feel better. Did I actually say "I quit" or did I imagine that part as I was walking out? I look up at the window trying to see the place where I used to sit but I can’t see inside the building. I can only see palm trees reflected in the glass. Clouds and palm trees against a black sky.
A bus stops in front of me, blinking Sunset/Downtown. The doors fold back and the driver looks down at me. I’ve never taken a bus downtown so I climb on board and take a seat near a window. The bus is cleaner and emptier than I thought it would be. Across the aisle is a woman with heavy legs and feet swelling up out of her shoes. She’s nodding, half asleep. As the bus jerks away and into traffic I catch a glimpse of my car parked there on the side street. Then my car and the building where I work—used to work—moves into the distance. Then they’re gone. If I stay on the bus long enough it’ll bring me back.
author bio
Cheryl Alu is a writer/producer living and working in Los Angeles. She has written and produced series television for ABC, NBC, Fox, UPN, and Nickelodeon. She is presently writing for Columbia-TriStar Television. She is also Senior Editor of Swink, a literary magazine just launched this year. She is currently at work on a collection of short stories. This is her first published fiction.
Cheryl Alu is a writer/producer living and working in Los Angeles. She has written and produced series television for ABC, NBC, Fox, UPN, and Nickelodeon. She is presently writing for Columbia-TriStar Television. She is also Senior Editor of Swink, a literary magazine just launched this year. She is currently at work on a collection of short stories. This is her first published fiction.