ترجمات أدبية
كيم تشينكوى: من فضلك تعال إلى الباب

ثلاث قصص قصيرة جدا
تأليف: كيم تشينكوى - Kim Chinquee
ترجمة: د. محمد عبد الحليم غنيم
***
1- مجرفة
انتزعت الأعشاب من حديقة زوجته السابقة، نما البعض حتى صار شجيرات، ولكنها تستطع الوصول إلى الجذور. بيدين عاريتين، التقطت العصي والأغصان وكرات البيسبول وأغلفة الحلوى المدفونة تحت الشجيرات ومقص صدئ و مشبك. وضعت تلك الأشياء بجانب الأرجوحة. وكان حولها ورود وزنابق وقلوب نازفة وقلوب نازفة والعديد من النباتات الأخرى التي لن تعرف أسماءها أبدًا. كان هناك الكرات والريحان والنعناع. مازال يستخدم التوابل في الأطباق التي يعدها. لقد علمها كيف تصنعها. كان طعامه لذيذًا. نزلت على ركبتيها ودن قصد اقتلعت شجرته من الخزامى، لقد ظنت أنها ميتة، لكنها لم تكن كذلك.
**
2- الصوم الكبير
إنه الصباح الباكر، تبدو فروع الأشجار المبللة عابسة، فى يوم الجمعة العظيمة (يوم الصوم الكبير) لقد ربحت مارِي للتو عشرة آلاف دولار في سحب اليانصيب. تشعر وكأنها قد امتلكت قصرًا لشخص ما.
تنظر داخل الثلاجة: فارغة، باستثناء شريحة أو اثنتين من الخبز. ثمة مطر فى الخارج، تتسرب المياه من خلال شق في النافذة المكسورة، تأتى بمنشفة من الحمام، وهي المنشفة أهدتها لها أختها في ديسمبر الماضي بمناسبة عيد ميلادها. مرسوم عليها دولفين.
تفكر ماري في المحيط، الذي رأته ذات مرة في شهر العسل قبل أحد عشر عامًا. تفكر في زوجها. هناك فواتير يجب أن تدفع. لديها وظيفة فى شركة التأمين الرخيص. لكن ليس لديها تأمين على حياتها.
تفكر في ابنها، جوني.عمره خمس سنوات وقد رافقته إلى المدرسة هذا الصباح.كانت تحمل المظلة. قالت له:
- لقد فزت اليوم فى هذه المسابقة السخيفة.
قال:
- أفزت؟
قالها وهو ينظر إليها بعينيه الخضراوين، يشبه والده، زوج مارى الذي توفي في حادث سيارة قبل عام في عيد الميلاد.
أكدت له مارى:
- فزت بعشرة آلاف دولار.
سألها وهو يخوض بحذائه فى بركة من مياه المطر:
- هل هذا كثير؟
راقبته وهو يمشي إلى المدرسة، تنز مياه من حذائه على طول الممر. التفت لينظر إليها.
لوحت له مودعة إياه.
سوف تشتري له مجموعة الطبول التي ألح في طلبها. نظرت من النافذة إلى المطر المتساقط. أغمضت عينيها وتخيلت ابنها وهو يقرع الطبول وجسده كله يهتز من الفرحة.
**
3- من فضلك تعال إلى الباب
حاول الصعود. هو، على حبل، على الرغم من أنني لست متأكدة من كيفية وصوله إلى هناك.
استأجرت أنا وأختي غرفة في فندق. كان مجرد فندق، به بقايا عطر، وستائر معلقة مثل الورق المقوى. ليس مثل صندوق خشب الأرز فى طفولتنا، ذلك الصندوق الذي كانت أمنا تغلقه دائمًا وتضعه في نهاية السرير.
لم أتذكره أنه حاول الوصول إلى الباب، لم يكن والدنا هكذا أبدا
لم نكن نتحدث أنا وأختي. لا يعني ذلك أننا كنا مستائين أو فى شجار. فقط لم يكن لدينا حقا ما نتحدث عنه. كنا نستطيع الجلوس صامتات لساعات، ننظر فقط إلى بعضنا. كان شيئاً اضطررنا أن نعتاد عليه في النهاية.
من المرجح أننى كنت أفكر في صديق، من ذلك النوع الذي كنت على الأرجح أحبه. ربما كنت أتمنى أن أتصل به. ربما كنت أتمنى أن يكون متحليا بقدرات فوق قدراته العادية. هؤلاء هم الرجال الذين أتوق إليهم.
كان زوج أختي يحب إلقاء النكات عندما تصبح الأمور جادة. لم أكن متأكدة أين كان. حقاً تمنيت لو كان هناك. كنت أريد نكتة جيدة في تلك اللحظة.
ربما كنت أحتسي شيئاً. بيرة أو نبيذ أو فودكا.. كنت عادة أشرب كثيرا، أو لعلي أقلع عن كل هذا.
فى البداية رأيت أختي. ثم سمعت شيئا من النافذة. نظرت إلى أسفل، وهناك كان والدنا مرة أخرى.
عادت أختي من مكان ما بمطرقتين. قالت إنه أفضل ما يمكن أن فعله. طرقنا ذلك الحبل بالمطرقة. كان والدنا مثل التنين. اقترب. لم تجد المطرقة نفعا.
سألت أختي إذا كانت تعتقد أن السكين أجدى فى القطع.
واصل والدنا الاقتراب. كان يتسلق بجهد كبير، بدت ذاكرتي مدمرة. كان يبكي. كان رأسه أصلع. كنت أستطيع أن أرى ذلك وأنا أنظر إليه من أعلى.
بعد فترة اقترب أكثر. ركلته فسقط.
جلست أنا وأختي هناك لبعض الوقت. لم نتحدث كثير حقًا. أحضرت أختى كوبا من الماء وقالت إن عليها أن تعود إلى زوجها. قلت: حسنًا، وأنا أتساءل عن رجال الشرطة، إذا ما كان علينا أم نقدم بلاغا لكنهم لم يكترثوا كثيرًا حين حاولنا فى مرات سابقة.
حيتنى أختى مودعة، ثم غادرت، عدتُ إلى حافة النافذة. كان الليل قد حلّ، والنجوم مبعثرة في السماء، وأضواء المدينة تلمع من بعيد،صامتة مثلي تمامًا.
(تمت)
***
......................
المؤلفة: كيم تشينكوى / Kim Chinquee كاتبة قصص أمريكية، تعيش كيم تشينكوي في ميشيجان، حيث تُدرّس الكتابة الإبداعية.وخدمت فى المجال الطبى بسلاح الجو الأمريكي، غالبا ما يشار إليها بملكة قصة الومضة، نشرت المئات من القصص فى المجلات الورقية والالكترونية والمختارات الأدبية، وقد حصلت على العديد من الجوائز، تعمل محررة أدبية ورئيس تحرير، إلى جانب قيامها بتدريس الكتابة الإبداعية فى جامعة ولاية بافالو. لها ثمانية كتب فى القصة القصيرة.