دراسات وبحوث
إنتزال الجبوري: نحو وعي تربوي جديد في عالم متغير (3)
3- لغة الخطاب اللائقة:
هي اللغة الأم التي بها يتخاطب المربي أمًا كانت، أو أبًا، أو غيرهما مع الطفل. يعني أن يتوفر المربي على رصيد لغوي طليق، ذي بيان واضح وحديث، ومتضمّن مصطلحات لغوية جديدة تساعد الطفل على التعلم السريع للغة، وتنمّي فيه روح الحوار المتزن. وينبغي أن يكون المربي حذرا بانتقاء الكلمات التي يلقّنها للطفل فهو صفحة بيضاء تتلقى كل حرف مسموع أو مخطوط، والابن مرآة عاكسة لشخص العائلة العام.
ويمكن تنمية الذكاء اللغوي لدى الطفل من خلال مخاطبته بلغة فصيحة، فأذنه تلتقط الكلمات وهو في المهد، وحينما يكبر يكون قد اختزنها في لاوعيه، والمربي يمضي في لغته الرصينة بانتقائه الكلمات اللائقة في الخطاب والتأديب، وبالنتيجة سوف تقوى لغة الطفل، ويقوى رصيده اللغوي الذي به يخاطب الآخر.
وعلى المربي النأي بالطفل عن الألفاظ المشينة الفضة، وغير اللائقة المستفزة أثناء التخاطب معه؛ فأسلوب التعبير يعبّر عن هوية المربي، واللغة هي الهوية الكاشفة عن شخصية الطفل وعائلته في الحاضر والمستقبل. باللغة المربي يكشف عن هويته الشخصية التي تمكث مطبوعة في ذهن الطفل على طوال سني عمره.
بلغة الخطاب نحاور الطفل، والحوار ليس له زمان ومكان معين بل في كل زمان ومكان يمكن للمربي أن يحاور الطفل، لا أن يلزمه لإن الإلزام يقيده ويشعره بالملل.
ويتم الحوار مع الطفل بلغتين، لغة الخطاب النظري بالكلام، أو العملي بتفعيل الكلام عبر سلوك المربي ولغة جسده؛ ولغة الجسد هي تعبيرات الوجه الإيجابية التي لا تتضمن العنف-أي الأمواج السلبية- التي تنعكس من وجه المربي وجسده نحو الطفل. ويمكن للمربي أن يستخدم الحركات الدافئة كالنظر المباشر في عيني الطفل، وعدم إشاحة النظر عنه، واللمس، والربت على كتفيه، واحتضانه، ونبرة الصوت الهادئة الرقيقة ذات الوقع الإيجابي على نفسه، فالتواصل بالصوت، وفن الإصغاء، والاحترام، والحب أهم عوامل بناء الثقة بالنفس، والشعور بالانتماء والأهمية.
أسلوب الهدوء والرفق واللين هو نهج الحوار مع الطفل، وفسح المجال له لتصحيح الخطأ إن صدر، وقبول الحق، والمصارحة، والتوجيه، والاستشارة بما يناسب عمر الطفل، وتوضيح المفاهيم المبهمة بالحوار، وغرس رقابة الله في نفسه، ومراعاة عنصر التشويق عند طرح الأسئلة الحوارية التي تشد الانتباه، وتعكس صداقة ودودة معه؛ صداقة مبنية على المحبة العميقة، والاحترام، والاهتمام، وتعزيز الثقة بالنفس، ومن ثم فتح المجال للعقل من التفتح لتقبّل الحوار المتبادل؛ فالحوار الهادف الفعال يساهم في جعل العلاقة الوالدية مع الابن حيوية دينامية، كذلك مع المجتمع العام. والحوار مع الطفل ينبغي أن يكون في كل المراحل العمرية حسب تدرّج وعيه، ومقتضيات سنّه.
وليس بالضرورة أن يكون الحوار معدا له مسبقا بل من الممكن أن يكون حوارا عفويا في كل الأحوال. في المكان والزمان، في المنزل وخارجه، في أوقات لعب الطفل ونومه، وراحته، وانشغاله. ينبغي أن يكون الحوار حوار ود ومحبة. "إن قضاء بعض الوقت فقط للاستماع بانتباه، وللنزول لمستوى الطفل، والنظر إليه في عينيه عندما يتكلم، واستخدام اللمس الودود، والأحضان، والكلمات لتوصيل رسائل الحب والعاطفة، كلها أدوات قوية"[1]، لإدارة فن الحوار مع الطفل. وهذه حقيقة اكّدها الرسول ص في حديثه الشريف (تصابوا مع الصبي)، ومعناه: كونوا أطفالا مع الطفل، إلعبوا معه، حاوروه، ناقشوه في أفكاره، تكلموا بلغته، ونتيجة الحوار مع الطفل هو تعزيز ثقته بنفسه، وعدم لجوئه إلى السلوكيات السيئة لإثارة الاهتمام.
من أمثال الحوار نطرح أسئلة بسيطة على الطفل، ونترك له الجواب، ثم نحلل جوابه، ونثير أسئلة أخرى حوله، لينفتح ذهنه على طرح أسئلة جديدة، وإيجاد أجوبة لها، أو طرح قضية، أو مشكلة شخصية له وفسح المجال للنقاش فيها، مثلا:
ماذا تعني الحياة؟
ولماذا نحن موجودون؟
وما هو هدف خلقنا؟
لماذا نأكل ونشرب وننام؟
لماذا نتعلم؟
وقد يطرح الطفل رأيه في قضية ما، وعلى المربي أن يشاركه رأيه، ويناقشه، ويحلله، ويستنتج فيه بتدخل عامل الفرح والمرح، وعدم تسفيه رأيه مهما كان بسيطا، أو ساذجا.
سأل معلم تلاميذه الصغار البالغين من العمر ست سنوات، وكان من بينهم حفيدتي ألينا قائلا:
أنا ممتن لشقتي الصغيرة لأنها تؤويني من برد الشتاء وحر الصيف، وهي مكان راحتي واسترخائي، أنتم بماذا ممتنّون؟
أجاب الصغار كل حسب فهمه ورأيه.
حفيدتي أجابت: أنا ممتنة للحياة.
أجابها الأستاذ: هذا جواب مضمونه فلسفي عميق، وفيه شرح طويل.
والجواب فيه حوار يطول، وربما يملأ الصفحات، فالحوار الحيوي يفتح عقل الطفل على طرح مزيد من الأسئلة، والمواضيع الجادة التي يمكن فيها خوض النقاش.
واللعب وسيلة عملية أخرى لمحاكاة عقل الطفل وحواره، فاللعب له دور كبير في تفتّح عقله، وتعليمه التفكير، والتأمل، والتنظيم، والحوار خاصة إذا كانت وسائل لعبه فكرية تعليمية، حيث تعلّم الطفل الكلام معها وحوارها لوحده. وغالبا ما نرى الأطفال يتكلمون مع وسائل لعبهم.
إذا أردنا تنمية الحوار وتطويره لدى الطفل فعلينا العمل على تكوين عادة القراءة عنده منذ الصغر، وتنميتها، وإحاطتها بالرعاية والعناية التامة؛ ليقوى لديه حب القراءة، وتزداد معارفه بتقديم الزاد المعرفي الذي يشبع تطلعاته ونهمه الفضولي لمعرفة كل شيء في كل مراحل نموه ابتداء من الأشهر الأولى، لكن للأسف أن أغلب المربين يهملون عادة تشجيع القراءة لدى الطفل و"قد درج الناس على إهمال تعليم أطفالهم القراءة قبل سن الخامسة ظنا منهم أن الطفل في مرحلة الحضانة لا يحسن تلقي المعلومات عن طريق البصر كما يتلقاها عن طريق السمع؛ فيكتفون بتلقينه اللغة الصائتة، ويحرمونه من متعة اكتساب المعرفة عن طريق البصر بواسطة القراءة للكلمة المكتوبة قبل أن يجلس لتلقّيها على مقاعد الدرس" [2]. والقراءة تعلّم الطفل فن الحوار وإدارته.
وتتدرّج مراحل القراءة بتدرّج مراحل نضج وعي الطفل، وحثه على المطالعة وقراءة القصص، وتلقينه العلوم والمعارف حسب وعيه العمري، وبالتالي سيتطبع الطفل عليها في المستقبل، وتكون القراءة ومواصلة تلقي المعرفة خصلة ملازمة له ما دام العمر.
بطبيعة الحال إن حث الطفل على القراءة المبكرة من قبل الأبوين المثقفين عامل أساس في إيقاظ فكر الطفل، وتفتّح مواهبه العقلية، وقدرته على إثارة الموضوعات الهامة في الحياة التي تستأثر باهتمامه والحوار فيها. وعلى الأبوين الإصغاء لصوت الطفل لإبداء رأيه، وقبوله دون الحكم عليه بالصواب أو الخطأ في أية فكرة يقرأها أو يسمعها، ومن ثم يستطيع الأبوان أن يوسّعا من الموضوع المطروح، ويدخلا في دائرة نقاش مفتوحة معه، مع إظهار الاهتمام بفكره، واحترامه، والثناء عليه. ويمكن توسيع الموضوع إلى موضوعات عدة، ويُناقش في كل جزء منها كل يوم.
وجود الأبوين المثقفين، وتوفّر المنزل على مكتبة زاخرة بمختلف الكتب المهتمة بالمعارف والعلوم والآداب والفنون بما يتناسب مع المراحل العمرية للطفل، كلها وسائل تطوّر ثقافة الطفل. وقد لا يكون الأهل قادرين على توفير مكتبة المنزل؛ فيشجعون الأبناء على ارتياد المكتبات العامة لاقتناء ما هو محط اهتماماتهم من الكتب، فضلا عن توفير وسائل الثقافة والإعلام مثل المذياع والتلفاز، وغيرها من وسائل التثقيف والتوعية والترفيه؛ فإنها بلا شك ستكون هذه الوسائل مصادر علم ومعرفة للطفل، وسيكون في مستوى أعلى من ناحية القدرات الفكرية والثقافية من الأطفال الذين تربوا في محيط بيتي ذي مستوى ثقافي واطئ، فهناك علاقة بين نوع المحيط الذي تربى فيه الطفل وقدراته العقلية بالتأكيد[3]. هذا بالنسبة لثقافة الأطفال في الماضي التي كانوا يستمدونها من وسائل الإعلام، حيث تخصص هذه الوسائل برامج خاصة بالأطفال تعرض فيها الأفلام الكارتونية، والقصص الشيقة، والمسابقات، ومعارض كتب الأطفال، وغيرها الكثير.
أما اليوم فإن الأطفال يستمدون ثقافتهم من الإنترنيت وتطبيقاته الكثيرة من مواقع، ووسائل تواصل، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والكتب الإلكترونية التي يكمن فيها المفيد وغير المفيد. اليوم الأطفال مدمنون على وسائل التواصل الاجتماعي يتحاورون مع أصدقائهم لساعات طوال، والأهل عاجزون عن منعهم من استخدامها بالطرق الصحيحة غير المضرة. وأثبتت "دراسة أجريت في مارس (آذار) الماضي أن الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات يحرمهم من سماع أكثر من 1000 كلمة يتحدث بها الأشخاص البالغون كل يوم، مما يؤدي إلى تراجع مهاراتهم اللغوية"[4]، خاصة في العوائل المثقفة التي في الغالب تتحاور في مختلف الأمور وتتكلم الفصحى بدلا عن العامية.
والقراءة المبكرة والاستمرار في تلقي المعرفة عبر المطالعة الدائمة ستمكن الابن من الحوار الواعي البناء مع محيطه العائلي، والمدرسي، والاجتماعي العام. و" تختلف ثقافة الأطفال في المجتمعات المختلفة تبعا لإطار الثقافة العامة، وما يتبع ذلك من وسائل وأساليب في الاتصال الثقافي بالأطفال، لكن البلدان التي تنتهج اتصالا ثقافيا مخططا تضع في العادة في خططها برامج محددة لأساليب ومضمون الاتصال بالأطفال، وبذلك تحدد إطارا عاما لعمليات إمداد الطفل بالثقافة، وتظهر في ثقافة الأطفال الملامح الكبيرة لثقافة المجتمع في العادة، فالمجتمع الذي يولي أهمية كبيرة لقيمة معينة تظهر في العادة في ثقافة الأطفال"[5].
إذا نشأ الطفل في بيئة قارئة سيتأصل حب القراءة في نفسه، ويعتمد أيضا على ما تبذله الأسرة من جهود قائمة على الوعي والإدراك والشعور العميق بمسؤولية خلق الجو الثقافي للأبناء، لكن بعض الأسر تتجاهل حب القراءة عند الطفل إذا كانت غير مهتمة بالكتاب والثقافة، وما ينبغي الانتباه إليه هو أن "الطفولة المبكرة في عمر الإنسان هي قابليته للنمو الجسدي والمعرفي بشكل متسارع وملموس، ومثلما يحتاج نموه الجسدي إلى الغذاء المركز فإن نموه المعرفي يحتاج كذلك إلى الزاد العلمي المركز، وذاكرته البكر متأهبة لتلقي المزيد من المعلومات؛ بل إن نهمه إلى المعرفة وحبه لاستطلاع محيطه يثير في نفسه كمًّا كبيرا من الأسئلة يستقبله بعض الآباء بالتجاهل فيصيبون طفلهم بالإحباط والخيبة؛ لكنه لا يمل من تكرار أسئلته عليهم من جديد ليروي ظمأه إلى المعرفة".[6]
بالنتيجة القراءة المتواصلة تعلم الطفل الخطاب الأنيق الذي به يستطيع أن يتحاور مع الآخر.
فوائد الحوار البنّاء مع الطفل يكمن في تعلّمه اللغة بسرعة، وتنظيم الأفكار عبر منهج التفكير المنطقي، وسرعة البديهة، والجرأة على طرح الرأي، وتعليمه فن الإصغاء للآخرين، وتنمية وصقل شخصية الطفل ليكون أكثر عطاء وإبداعا وثقة بنفسه. ويساعد الحوار على تفتّح مواهبه وامكانياته الكامنة في ذاته، وتنمية وعيه، وإدراكه، وحسه الفضولي لمعرفة كل ما يرى، ويسمع، ويقرأ. ويساعد الحوار في بناء علاقة ودودة متينة بين المربي والطفل، والدعم والتشجيع والثناء عليه؛ لتبادل الآراء وتفهم احتياجاته ومتطلباته، وتلقينه أساليب السلوك التي تساهم في بناء إدراكه وميوله وتصرّفه في الواقع خارج الأسرة، وتنمية مواهبه لاكتساب الخبرات؛ ومنحه القدرة على حل المشكلات، والتحرر من العادات السلبية السيئة. والمربي من خلال ذلك يفسح المجال للطفل لتقبّل الاختلاف في الرأي مع العائلة، والمجتمع الخارجي، والتخفيف من الصراعات النفسية الداخلية له، بكسر حاجز الخوف، والخجل، وتعزيز القدرة على مواجهة المجتمع، وطرح أفكاره وقناعاته ومشاعره أمامه دون وجل، أو خوف، أو رهاب اجتماعي.
ويعلّم الحوار الطفل الاستقلالية، وشجاعة اتخاذ القرار حينما يكون المربي معه لينا لا يعارضه حينما يطرح رأيه في كل قضية؛ فيكون الطفل أحيانا مبدعا لطرح رأي جديد فيه صلاح لمجتمعه في المستقبل خاصة حينما يكون الرأي حديثا مختلفا يجاري تطورات العصر، والمربي بذلك يكسر طابع التنميط والاستنساخ، ويفرح حينما يكون نتاج تربيته فردا مجددا، مبدعا، سالما، يساير الزمان واختلافاته وتغيراته بقوة، وشجاعة، وثقة عالية بالنفس، وثقة الطفل بنفسه تستحث جهود مربيه لنهج أسلوب المديح، والتشجيع، والاشادة بأي نتاج ينجزه حتى لو كان بسيطا، وتوضيح الصفات الإيجابية في شخصه كالقوة، وغرس الثقة عند مواجهة الفشل في عمل ما أو إنجاز ما، وغيرها. وبإمكان المربي الحديث عن نفسه وإخفاقاته وفشله في محطات من حياته حتى يزرع الثقة والأمل في نفس الابن، فضلا عن الحديث عن إمكانات نجاحه [7]. ولا ينبغي أن يُعلّم شيئا مهما كان جزئيا إذا كان الطفل يعلمه حتى تفسح له مجال التفكير والتصرف الحقيقي تجاهه، ويفسح المجالات له في الأسرة وخارجها للتعبير عن أفكاره، وقراراته، وأساليب تصرفاته، دون تحذير وتخويف وترهيب من الأسرة بسوء العواقب [8].
حينما يخطأ المربي أبا كان، أو أما، أو معلما مع الطفل من اللازم أن يعتذر له فالاعتذار يخلق بيئة إيجابية للتربية والتعليم. والمعارك التي تنشب بين الأطفال من الممكن السيطرة عليها من خلال الحوار معهم، وتخييرهم لأي الطرق الإيجابية يمكن أن تفض النزاع.
من جانب آخر فالأخطاء فرص رائعة للتعلم، وتعني أن نترك مجالا للطفل لكي يخطأ، ويحب فكرة التعلم من الأخطاء بدلا من الخوف والشك في أنفسهم، وأن يتجنب المربي فكرة السعي نحو الكمال، وأن يتخلى عن عادة اللوم والتوبيخ كلما أخطأ الطفل. وندعه يخطأ ليتطور، ولا ندع له مجالا للتفكير بالفشل، وأن هناك من يتتبع أخطاءه وينبهه عليها، ويجب تركه يتعلم السير لوحده لاكتشاف مواهبه وطاقاته لتحسين قدرته الذهنية. "من المناسب أن ندخل في ثقافة أبنائنا أن الخطأ له وجه إيجابي، فهم يتعلمون من أخطائهم أضعاف ما يتعلمونه من صواباتهم. المهم كيف أستفيد من رصيد أخطائي؛ فهو الرصيد الوحيد الذي لا يراد له أن يزداد[9]. "أديسون حينما كان يخترع المصباح الكهربائي استخدم 999 طريقة لكنه لم ييأس، ولم يصف تلك المحاولات بالفاشلة، وإنما قال" لقد أثبتُّ أن هناك طريقة لا تؤدي إلى اختراع المصباح الكهربائي"[10].
حسب التجربة إن أول الطرق لتعليم الطفل الاعتماد على النفس في تصحيح الخطأ وعدم اللجوء إلى الأبوين هي حينما يخطو الطفل خطواته الأولى تركه يمشي، ويسقط على الأرض، وينهض بنفسه دون تدخل الأم أو الأب بشرط أن لا يكون السقوط فيه خطر على حياته، فتكرار المشي والسقوط والنهوض مرات عدة تعلم الطفل فن الاعتماد على النفس، والاستفادة من الأخطاء بشكل متدرّج.
بالنتيجة الحوار بشكل عام مع الطفل إما يؤدي إلى التقارب والانسجام بين المربي والابن؛ فيكون المربي محبوبا كونه مكّن الطفل من إبداء رأيه دون وجل، أو خوف، وعبّر عن مشاعره بحرية وأدب، أو إلى الخلاف بين المربي والطفل حينما يكون المربي متصلّبا أحيانا ومتحيزا لرأيه حتى لو كان مثقفا، فكل نتيجة هي وليدة الأسلوب الذي على أساسها قام الحوار والتواصل، ولغة الخطاب هي العامل الأساس في كل حوار. (يتبع)
***
إنتزال الجبوري
............................
[1]- نيلسن، جان. مصدر متقدم، ص204.
[2] - سالم، محمد عدنان. القراءة أولا. دمشق- بيروت: دار الفكر، ط1، 1414هـ- 1993م)، ص67.
[3]- عاقل. مصدر متقدم، ص272-273.
[4]- (ما المدة الآمنة لتعرض الأطفال للشاشات يوميا؟). صحيفة الشرق الأوسط(12 أغسطس2024- 7 صفر 1446)(يوميات الشرق).
[5] - الهيتي، د. هادي نعمان. ثقافة الأطفال. الكويت: مطابع الرسالة، 1988، ص30(سلسلة عالم المعرفة، ص30.
[6]- سالم، محمد عدنان. مصدر متقدم، ص66-67.
[7]- أنظر: ماكسويل، جون سي. أساسيات العلاقات، المملكة العربية السعودية: مكتبة جرير، ط1، 2009، ص28-30.
[8]- أنظر: بركات. أ.د. وجدي محمد، وتوفيق، أ.د توفيق عبد المنعم. الأطفال والعوالم الافتراضية...آمال وأخطار. بحث مقدم إلى مؤتمر الطفولة في عالم متغير (مملكة البحرين- الجمعية البحرينية لتنمية الطفولة- 18-19/5/2009)، ص21.
[9]- سيد حامد. مصدر متقدم، ص69.
[10]- نفس المصدر، ص70.