دراسات وبحوث
صائب المختار: مشكلة الفتنة الكبرى

الفتنة الكبرى هو مصطلح شائع يكثر استعماله في الثقافة العربية للتعبير عن حدث جلل أصاب المسلمين، وأدى إلى انقسام كبير وخلاف عظيم في الأمة الإسلامية. مازالت آثاره موجودة في الفكر العربي. تاريخياً أطلق مصطلح الفتنة الكبرى على حادثة قتل ثالث الخلفاء الراشدين، أمير المؤمنين عثمان بن عفان (رض)، واعتُبرت هي الفتنة الكبرى الأولى، والفتنة الكبرى الثانية هي اغتيال أمير المؤمنين الإمام علي (رض)، رابع الخلفاء الراشدين. وقد شَمَل بعض الكُتاب والمثقفون أحداث سقيفة بني ساعدة ضمن مفهوم الفتنة الكبرى. وعلى الرغم من أن هذه الأحداث وقعت قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة إلّا إن تأثيرها في العقل والفكر العربي ما زال قائماً وبقوة، بحيث أن معظم الكتّاب والمؤرخون والمثقفون ممن يدرسون ويحلّلون أحداث التأريخ الإسلامي، يعتبرونها نقطة تحول كبيرة في المجتمع الإسلامي، وذات تأثير مباشر وعظيم على انقسام وشقاق الأمة الإسلامية، وبالتالي تراجع وتخلّف الأمة الإسلامية. وأتساءل هنا: هل من المنطق والمعقول أو هل من المقبول أن يبقى تأثير تلك الأحداث على المجتمع العربي والإسلامي على الرغم من مرور هذه القرون الطوال؟ ولماذا تبقى تلك الأحداث متجذّرة في عقولنا وثقافتنا. لماذا لم تتحول إلى تاريخ قديم يُنظر له على أنه تراث عربي أو إسلامي قديم ونفخر به؟
الواقع، إن معظم المثقفين العرب الكبار مثل طه حسين وهشام جعيط وغيرهم، يعتبرون الفتنة الكبرى حدث مفصلي في التاريخ الإسلامي ويبنون عليه آرائهم واستنتاجاتهم. كذلك آمن الكثير من أفراد الشعوب العربية بهذا المبدأ، واعتُبرت الفتنة الكبرى حقيقة مسّلم بها ولا يمكن تجاهلها. فما هي قصة الفتنة الكبرى. وهل هي فعلاً من الأهمية بحيث أدت إلى شقاق وتخلّف المسلمين؟
وأشير هنا إلى مصطلح الفتنة الكبرى، وأتساءل كيف ظهرت هذه التسمية في ثقافتنا ومتى كان ذلك؟
الملاحظ، أن كلمة الفتنة لم تستعمل من قبل مؤرخي العصور السابقة للتعبير عن تلك الاحداث. ذلك أن كُتُب التاريخ الإسلامي التي ظهرت في زمن الحضارة الإسلامية، ابتداء من الطبري في القرن الثالث الهجري، مروراً بابن الأثير وابن خلدون في القرن السابع الهجري وانتهاء بالسيوطي في القرن التاسع الهجري، لم تَستَعمل كلمة الفتنة في وصف هذه الأحداث. فالعناوين التي استعملت لوصف تلك الأحداث مثلاً: "في مقتل عثمان بن عفان" أو "ذكر مقتل على ابن طالب" وبدون رتوش أو تزويق. بينما استُعمل المصطلح وبكثرة في كتب التاريخ والمؤلفات الثقافية المنشورة في تاريخنا الحديث والمعاصر، والتي تتحدث عن هذه الأحداث، مثل كتاب "الفتنة" لهشام جعيط، وكتاب "الفتنة الكبرى (عثمان)" وكتاب "الفتنة الكبرى (على وبنوه)" لطه حسين، وكِتاب "المؤرخون العرب والفتنة الكبرى" للدكتور عدنان محمد ملحم، وغيرها من الكتب التي صدرت حديثاً، وجميعها تستعمل عنوان الفتنة الكبرى. فهل هي صدفة أم مُسبَبة؟
يبدو لي، والله أعلم، أن أول من استعمل هذا المصطلح هو الدكتور طه حسين في كتابه المعنون " الفتنة الكبرى" بجزئيه الأول والثاني. فالجزء الأول يتحدث عن مقتل عثمان (رض)، والجزء الثاني يتحدث عن مقتل الإمام على (رض)، ومنه شاع استعمال المصطلح.
هذا الاختلاف بين المؤرخين في العصور السابقة والمؤلفين في العصر الحديث يشير إلى أن الإحداث المقصودة والموصوفة بالفتنة، لا ترقى إلى أن تكون فتنة كبرى عصفت بالمجتمع الإسلامي. ولو كانت كذلك لما تردد المؤرخون السابقون في وصفها بالفتنة. يصف الدكتور محمد سهيل طقوش، أستاذ التاريخ الإسلامي، تداعيات فتنة قتل الخليفة عثمان بن عفان (رض) في كتابه "تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والانجازات السياسية"، واقتبس منه ما يلي: "وهكذا وقع حادث كبير وخطير في تاريخ الإسلام، قاتم ومأساوي لفصل مثير في تاريخ الخلافة الراشدة التي أضحت امام منعطف خطير سيترتب عليه عواقب وخيمة على الأمة الإسلامية، من واقع الانشقاقات والانقسامات المستجدة، لأن الهدوء سوف لن يدوم طويلا بعد عثمان". إن هذه الصورة السوداوية القاتمة التي يصفها الدكتور طقوش هي التي ترسخت في عقولنا وأفكارنا وأصبحت سبباً مباشراً لتفسير بعض سلوكيات المجتمع العربي والإسلامي، وطباعه وسلبياته، واستُخدمت للتنكيل بالأمة الإسلامية. يُعلِمنا التاريخ، أن ظاهرة الانشقاقات والانقسامات كانت ستحدث بسبب مقتل الخليفة أو بأي سبب آخر، فهي ظاهرة متكررة في التاريخ. فقد انقسم اليهود إلى طوائف متعددة ولأسباب مختلفة، وانشقت المسيحية إلى مذاهب متعددة ومختلفة ولأسباب مختلفة. لم توصف هذه الانقسامات بالفتنة ولم ينتج عنها عواقب وخيمة أو مدمرة في تلك المجتمعات. وهكذا، فإن الانقسامات في المجتمعات البشرية تحدث بسب ذكاء الانسان وتطوّر الأفكار واختلافها عند البشر. إن هذه الاختلافات والانقسامات تمثل عامل مهم لتطور البشرية وتقدم المجتمعات. فلماذا نُصر على وصف حوادث قتل الخلفاء الراشدين بالفتنة، وإنها ذات نتائج مأساوية ومدمرة قاتمة في مجتمعنا الإسلامي؟ هل فعلاً نتج عن هذه الفتنة عواقب وخيمة على الامة الإسلامية بحيث فقدت كيانها ووجودها وهويتها؟ ماذا كان حال المجتمع بعد الانتهاء من تلك الأحداث، هل كان لها تبعات وخيمة لسنين طويلة على عموم الأمة الإسلامية؟ تلك أسئلة تستحق التفكّر فيها. والاجابة عليها تتبين من خلال استعراض تاريخ هذه الاحداث للوصول إلى ما نبغي فهمه.
طبعاً الدخول في تفاصيل سرديات الأحداث من المصادر المتعددة سيدخلنا في متاهات نحن في غنى عنها، لا يتسع المجال لذكرها وتُبعدنا عن الهدف المقصود. سأذكر وباختصار ما هو معروف ومتفق عليه في المصادر التاريخية المعتمدة عند اهل العلم والمعرفة.
فيما يخص أحداث سقيفة بني ساعدة، يمكن اعتبارها مناظرة انتخابية ديمقراطية بين مرشحين من مجتمع المدينة المنورة للخلافة لإدارة شؤون المسلمين. فبعد وفاة الرسول (ص) مباشرة، اجتمع نفر من الأنصار لتنصيب سعد ابن عبادة، رئيس الخزرج، خليفة للرسول (ص) ظناً منهم أنهم أحق الناس في مجتمع المدينة بالخلافة، كونهم أصحاب المدينة وآخوا المهاجرين. ثم وصل أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة ابن الجراح إلى السقيفة وناقشوا الأنصار في احقيتهم للخلافة. وبين خطاب وخطاب وحديث ونقاش، اتفق الجميع على مبايعة ابي بكر للخلافة بكل هدوء وانسجام، ولا صياح ولا عراك. لا يعرف بدقة كم من الوقت استغرق الاجتماع، لكنه بالتأكيد لم يطول أكثر من بضع سويعات. بعدها تمت المبايعة من كل مسلمي المدينة، وانتهى الأمر. بهذا السرد التاريخي، يمكن اعتبار ما حدث في السقيفة من أروع ما يمكن أن يقال عن التحضّر والديمقراطية، بحسب مفاهيم القرن العشرين والحادي والعشرين، لمجتمع جاهل ليس له حضارة ولا دولة ولا نظام حكم، حيث وقع الحدث في بداية القرن السابع ميلادي (توفي الرسول (ص) عام 632م). وكل ما يقال من صراع على السلطة، أو صياح وعياط أو قتال بين الأطراف هو غير صحيح ولا أساس له من الصحة في المصادر التاريخية المعروفة والمعتمدة.
وبالنسبة لفتنة قتل ثالث الخلفاء الراشدين، عثمان بن عفان (رض)، تشير المصادر التاريخية المعروفة والمعتمدة من قبل أصحاب العلم والمعرفة، وما ذُكر من تفاصيل للأحداث اليومية التي وقعت خلالها، فإنه يمكن توصيف أحداث الفتنة التي وقعت، بأنها احتجاجات واعتراضات من شعب غاضب ومستاء من الحاكم (الخليفة)، كونه انحرف عن مسيرة نظام حكم الخلافة. فهو، كما رأى المحتجون على حكم الخليفة، لم يحكم بالعدل أو المساواة بين افراد رعيته كما تأمر به الأحكام الإسلامية. لذلك، سارت مجموعة من افراد المجتمع الإسلامي من كبرى مدن الخلافة، من مصر والبصرة والكوفة، إلى مركز الخلافة في المدينة المنورة، وعرضوا شكاواهم واعتراضاتهم على الخليفة. طلبوا منه أن يُصلح احكامه ويرجع إلى العدل والمساواة بين الرعية أو أن ينزع الخلافة. لكن الخليفة لم يقبل بهذا الاتهام وأنكره ورفضه بشدة. فهو ما زال يعتقد أنه يمارس صلاحياته في الخلافة حسب ما تقتضيه مصلحة الرعية ولم يَحِد عنها. وإن صلاحياته كخليفة تعطيه الحق بالتصرف بما يراه في صالح الرعية، وهو يعمل لخير الرعية ولم يبتعد عن هذا المنهج. ولم يقبل أن يتنازل عن الخلافة وقال "لا أنزع لباساً ألبسني الله".
ومما لم يكن مقبولاً من تصرّفات الخليفة عثمان (رض) وأوامره، من وجهة نظر المعترضين، محاباته لأهله وأقاربه وتفضيلهم على باقي الرعية. وإساءة التصرف بأموال بيت مال المسلمين. فقد زاد في عطائه للناس من بيت مال المسلمين مائة بالمئة وبدون موجب، وبيت المال هو للمسلمين وليس للخليفة الحق بالتصرف به كما يشاء (كما يقول طه حسين في كتابه الفتنة الكبرى)، ومَنَحها لغير المستحقين، وهم من أقاربه، كما اعتقد الناس. ويبدو ان هذه الزيادة في العطاء قد اعتبرها المحتجون انحرافاً في سياسة الخليفة، فكانت بذرة للخلاف. وقد رفض الخليفة عثمان (رض) تلك التهم وقال إنه كان يصرف من ماله الخاص (ومعروف انه كان ثري)، وانه يتصرف ببيت المال بما فيه مصلحة وخير الرعية بالعدل والمساواة.
ومما يذكر أيضاً، أنه جعل أقاربه ولاة على الأمصار. ولم يكونوا هؤلاء أكفّاء في إدارة المنصب، ولا يتمتعون بالنزاهة وحُسن الخُلق. ومن القصص المذكورة في هذا المجال، قصة ولاية عبد الله بن سعد ابن ابي سرح لمصر بعد تنحية عمرو ابن العاص، وشكاوى اهل مصر من عبد الله بن ابي سرح وما تلاها من تهمة مروان ابن الحكم. وعزل ابي موسى الاشعري من ولاية البصرة وتولية عبد الله ابن عامر. وفي الكوفة، عَزَل الخليفة واليها الصحابي الجليل سعد ابن ابي وقاص وولى بدلاً عنه الوليد بن عقبة ابن ابي معيط، وهو أخيه لأمه، وكان قليل الخبرة ويتعاطى الخمر، فنقم اهل الكوفة.
ودار حوار مباشر وغير مباشر بين الثوار والخليفة، لم يستطع فيه أيّ من الطرفين اقناع الآخر. ويبدو أن جمهور الثائرين لم تكن لهم نية مبيته لقتل الخليفة أو إحداث الفتنة، إنما كان الهدف هو إرجاع حكم العدل والمساواة والحصول على حقوقهم، بدليل أن الحصار والأحداث توالت لمدة تزيد على الشهرين. وقد رفض الخليفة استعمال القوة ضد المنتفضين (المسلمين) من الرعية حقناً للدماء. وكما هو متوقع في مثل هذه الأحداث، فقد حصلت فوضى وخرجت الأمور عن السيطرة، وأدت إلى مقتل الخليفة (رحمه الله). وانتهت أحداث الفتنة.
ما هي النتائج التي ظهرت بعد مقتل الخليفة؟ لم يقتل أيّ شخص آخر غير الخليفة. لم تحدث حرب أهلية. ولم يحدث خلاف أو انشقاق بين الناس. ساد جو المدينة، هدوء مشوب بالحذر والخوف من الفوضى وتأزم الأمور. عاد الناس لدورهم وبقي الحال على ما هو لبضعة أيام. بعدها بدأت حملة توّلية الخلافة للإمام على (رض). وبدأت الفتنة الكبرى الثانية.
بعد أيام قليلة من مقتل الخليفة عثمان (رض) بويع على ابن ابي طالب (رض) بالخلافة. وتمت المبايعة علانية في المسجد من قبل مسلمي المدينة. عمَل الخليفة الجديد، بعد تولّيه المنصب، على إعادة ترتيب أوضاع المدينة بعد الأحداث التي عصفت بها. لكن الذي حصل أن عدد من كبار الشخصيات الإسلامية رفضوا البيعة وانشقوا عن الخلافة، وهم معاوية ابن ابي سفيان والسيدة عائشة أم المؤمنين وطلحة بن عبيد الله والزبير ابن العوام. نتج عن نقض البيعة معركة الجمل ثم معركة صفين، راح ضحيتها آلاف المسلمين الأبرياء وكبار الصحابة. كذلك ظهرت فرقة الخوارج وحدثت معركة النهروان. وانتهت الأحداث بمقتل الإمام على (رض) على يد الخارجي عبد الرحمن ابن ملجم.
بالتأكيد ومما لا شك فيه أن هذه الأحداث كانت مأساوية محزنة وقاسية على المسلمين، ومثلت فترة عصيبة مؤلمة في ذاكرة الأمة. ويمكن اعتبار هذه الأحداث التي حدثت في فترة خلافة على ابن طالب (رض)، واستمرت على مدى خمس سنوات، بأنها فتنة كبيرة عصفت بالأمة الإسلامية الفتيّة. لكنها لا تعتبر امتداد لحادثة مقتل الخليفة عثمان (رض)، كما يروّج لها البعض. فأحداثها لم تحصل بسبب موت الخليفة السابق وإنما بسبب نقض بيعة الخليفة الجديد. فقد أتخذ المنتفضون مقتل الخليفة السابق كعذر لنقض البيعة، فنشأت المعارك بين الأطراف المتناحرة. وأضيف أيضاً أنّ هذه الأحداث كانت مرحلية بمعنى انها انتهت بوفاة الخليفة، الإمام على (رض)، وبداية مرحلة جديدة وخلافة جديدة ونشؤ الدولة الأموية. ولو إن تأثيراتها المأساوية المدمرة استمرت لعقود من الزمن، كما يدعي البعض، لَمَا استقرت الدولة الأموية، ولَمَا توحد المسلمون فيها، ولَمَا انتشرت رقعة الدولة الإسلامية ووصلت إلى اقصى ما وصلت إليه الجيوش الإسلامية، ولَمَا بدأت بذور الحضارة الثقافية تبزغ وتتطوّر لتصل إلى أعلى المراتب في سلّم الحضارات البشرية. إن هذا التقدم والتحضّر ما كان ليحدث لو إن الأمة كانت منكسرة أو منشقة أو محبطة. إن ما حصل من أحداث كانت مرحلية آنية، حدثت في فترة معينة من التاريخ وانتهت وأصبحت تاريخاً مضى وانتهى.
إن المجتمعات تتغير بمرور الزمن، وهذه نتيجة حتمية وحقيقية، فكيف بمجتمعنا العربي بعد مروم أكثر من ألف واربعمائة عام. فمن المؤكد سينشأ مجتمع جديد مختلف تماماً وبالكامل عمّا كان عليه سابقاً. فقد تغيّر المجتمع العربي جذرياً بعد مرور تلك القرون العديدة من الزمن. تحضّر المجتمع العربي المعاصر بما لا يشبه المجتمع العربي في القرن السابع بتاتاً. تغيّرت المدن وتغيّرت العمارة والسكن. تغيّر الملبس والمأكل، وتطورت العلوم والمعرفة. وتطورت أفكار الناس وعقائدهم وثقافاتهم، ونشأت مفاهيم جديدة، وأصبحوا مجتمعات مختلفة تماماً عن سابقاتها. وبعد توالي الدول والمجتمعات المختلفة على حكم المجتمع العربي على مدى قرون عديدة، كالأمويون والعباسيون والسلاجقة والمغول والصفويون والعثمانيون. وأخيراً، وخلال فترة القرن والنصف الماضي (منذ منتصف القرن التاسع عشر)، انفتح العرب على الدول الأوربية والحضارة الغربية، فدخلت علينا أفكاراً وعلوم وثقافات جديدة، وطبائع وسلوك مغايرة لما تربيّنا عليه، وأحدثت تغيّرات واضحة في طبيعة مجتمعنا. فكيف يمكن أن نقبل أن ما يحدث لنا الآن هي رواسب الفتنة الكبرى؟ ألا يستدعي هذا المنطق مراجعة أفكارنا؟
***
د. صائب المختار