قراءات نقدية

كريم عبد الله: قراءة نقدية أسلوبية في قصيدة "دفءُ ديسمبر" لعلاء الدليمي

الأسلوب السردي والتعبيري: القصيدة تتبنى أسلوبًا سرديًا مفعمًا بالمشاعر، يركز على تصوير الحالة العاطفية والوجدانية للشاعر. تبدأ بتعريف /دفء ديسمبر/ كفصل يتسم بالحنين والحب، حيث يصور الشاعر مشاعر العشاق والمشاهد المتعلقة بالحياة واللقاء. الأسلوب التعبيري المستخدم يكشف عن مشاعر مرهفة، ما يجعل القارئ يشعر بالدفء والحميمية رغم البرد الرمزي لفصل ديسمبر.

الصور الشعرية والرمزية:

القصيدة غنية بالصور الشعرية التي تحاكي جوهر الحب والشوق. /تشتعل بجمر الحب/ و/مواقد العشق لا تنطفئ/ هي صور تدل على قوة المشاعر التي لا تنطفئ مهما مر الزمان. /جيوب الشعراء لا تخاف الفراغ/ تعكس الإبداع المستمر الذي لا ينضب في قلب الشاعر. كما أن /خلف المعاطف أسرار تبحث عن مأوى/ تضفي غموضًا حول علاقات العشاق أو مشاعرهم الدفينة.

التقنيات البلاغية:

يلاحظ استخدام الاستعارة والتشبيه بشكل لافت، حيث يتم تجسيد المشاعر إلى أشياء ملموسة مثل /كؤوس الخيال/ و/نبيذًا محلى بريقها الظمآن/، مما يعزز الارتباط بين الخيال والمشاعر الإنسانية. كما أن الشاعر يوظف التكرار في صور الحب والشوق لتأكيد استمراريته، مثل "المواقد لا تنطفئ".

التناص الثقافي:

هناك تداخل في القصيدة مع الثقافة العربية والعراقية، خاصة مع ذكر /دجلة/ و/بغداد/، حيث ترتبط هذه الأماكن بمشاعر الحنين والتاريخ. بغداد ليست مجرد مدينة في القصيدة، بل هي رمز للحب والجمال والأصالة، حيث يُعلن الشاعر أنها /أجمل من كل حبيبة/، مما يعزز البُعد العاطفي والجمالي للمكان.

الإيقاع والموسيقى:

الإيقاع الموسيقي في القصيدة سلس ومتناغم، حيث تساهم الصور الموحية والمتشابكة في خلق تدفق متوازن يعكس التفاعلات العاطفية في الذهن. رغم أن القصيدة ليست طويلة، إلا أن لحن الكلمات المتكررة مثل /دفء/ و/الشوق/ يعطيها موسيقى خاصة تجعلها تنساب برفق عبر ذهن القارئ.

الخلاصة:

القصيدة تعكس حالة من الرومانسية العميقة التي يغذيها الأمل والشوق، مستخدمة أسلوبًا سرديًا مليئًا بالصور الشعرية والرمزية التي تعكس التجربة العاطفية للشاعر. بالربط بين الحب والمكان والتاريخ، يقدم الشاعر صورة شاعرية لبغداد وأجواء ديسمبر الباردة، مؤكدًا على أن الحب قادر على إضاءة الظلام وجعل الروح تشعر بالدفء رغم التحديات.

***

بقلم: كريم عبد الله – العراق

............................

دفءُ ديسمبر

دافئة أرواح العشاق؛ تشتعل بجمر الحب، تقلب صفائح من لهب الشوق فمواقد العشق لا تنطفئ، خلف المعاطف أسرار تبحث عن مأوى، مشاعر تفتش عن شاطئ لترسو، جيوب الشعراء لا تخاف الفراغ فهي ممتلئة بنشوة اللقاء! على منضدة البوح تنسدلُ خيوط شعرها الذهبي؛ لأشرب كؤوس الخيال نبيذًا محلى بريقها الظمآن، في ديسمبر ظلت روحي تعانق دجلة تطوف حول صوبي المدينة، فبغدادُ أجمل من كل حبيبة.

***

علاء الدليمي - العراق

 

في المثقف اليوم