قراءات نقدية
اللساني الأزلي
بلاغة اختصار الزمن
اذا كان هناك تاريخ للتدوين قد ساير الثقافة الاسلامية منذ صيرورتها وتواصلها العام والخاص، لكان هناك قطب لا نختلف عليه لتلك الثقافة، وبافتقاد ذلك التدوين فقدنا قيم مهمة، حيث نحن نقر ونشهد بأن القرآن قد وحد اللهجات العربية المتعددة، ولم شمل تلك اللهجات التي فيها الكثير من الشواذ والدخائل الغريبة، وكذلك الاختلافات المتعددة في صيغ التعبيرات، وكذلك فقدان التنقيط كان ايضا احد الوجوه العصيبة، وما كانت سمة التأطير القرآني في وحدة لغوية بنظام صارم نشهد الى اليوم اثره، وكان يلزم ذلك ترجمة للمستوى البلاغي واللساني، وقد شهد القرآن قبيله البشري، وكان علي الانموذج اللغوي الخلاق، وكان بطاقة بلاغة جديرة أن يكون ابلغ قرين او قبيل للقرآن، حيث كانت بعض المفاهيم القرآنية تحتاج دليل ايضاح او اعادة انتاجها مفسرة بوضوح، وكان اعتزال علي ليكسب طاقة مضافة من الخطاب القرآني، وليس في حدود الحاجة الهابرماسية، بل لدى علي طاقة خلق، فكان القرآن المدون بلا نقاط، وتلك كانت احد المظاهر اللغوية الحساسة، حيث لولا جهود علي في اطار التنقيط لكانت لغتنا العريبة تشابه أي لغة من اللغات الاخرى، لكن جدارة علي اللسانية ومعرفته الخلاقة جعلت اللغة العربية ليس فقط تختلف في تلفظ بعض الحروف، بل شكل التنقيط احد اهم قيم اللغة العربية، ويرجع فيها الفضل الى علي حيث اوكل الامر الى تلميذه ابو الاسود بعد أن رسم له جميع الامور الدلة بوجه تام لا اشكال فيه .
اذا كان أهل المنهج المدرسي يعتبرون أن سوسير قد بلغ حدود مهمة تنظيرا في المظهر اللساني ومضمونه بحدود قصوى ازليا، ويعتبر سوسير الصيرورة في التفسير المنطقي والبعد النظري، وقد اصبح سوسير نظريا المثال وعداه هو درس من دروسه، وفعلا شهد التاريخ الحديث سطوة ابعد من حدود النظرية لسوسير لا يختلف عليها اثنان، ولن تجد عقلا عربيا فكر بأن لسانيات علي لا قبيل لها ولا نظير، لكن لابد من القول بأن أهل المعرفة الحرة قد اتصلوا كليا بعلي، كرس مختصر لتاريخ اللغة واللسانيات، وكانت هناك مطابقة فطرية من قبل علي واعية للتطورات التاريخية، وحكمة ومعرفة خلاقة ازلية خارج وداخل وحدة الزمن في أن، وقد أسست بلاغة علي منهجا للحكمة البليغة بعد اختصار منظومات فكرية كبرى وعليا وملاسة الاطر العلمية مباشرة، ليمسك خطاب علي اللساني بجهتي العلم والمعرفة على السواء، ومن يدقق في ثنايا خطاب علي يجد صحة ذلك مباشرة بوضوح .
إن المنطق العقلي يؤكد إلى حد ما لا يمكن الاستعاضة عن تاريخ من التدوين العلمي، لكن نحن قد حرفنا علي من موقعه العلمي المعرفي وبتحييد فطري وعاطفي الى منطقة الجدل والخلاف والمخاصمة، وبذلك قد ضاع منا مؤسس علم اللسانيات الازلي وصاحب البلاغة الفوقية الاجدر، وسلطة خطاب علي هنا هي نوعية والكونية ايضا فقوله اللساني البليغ الذي يختصر افاق علم اللسانيات الرحبة - لولا أن الكلام يعاد لنفد -، وفي تفسير موضوعي توصيفي نجد علي قد اختصر علم اللسانيات بكل مستوياته بجملة واحدة لا غير، وصراحة تلك البلاغة الاستثناء، وقد انفرد بمنهجية بتلك الجملة واضح بعدها الكوني العام والخاص ،والذي يتوافق مع أي عصر، ولكن بعد تلك الجملة الفلسفي في مفردة الناقد الداعية للأطلاق التكوينية الصفة ولكن هنا صفة تدعم مغزى الأخرى وتلك الجملة المتصلة بالتاريخ الطويل هي صيرورة وتتحمل أن تكون سيرورة ايضا .
اذا كان سوسير قمة هرم نظرية علم اللسانيات فإن علي فوقه تلك الهالة التي لا يحتوي بلاغتها عصر معين ولا زمن ما، فعلي الوحيد الذي جعل اركان البلاغة تنصهر في بوتقة معرفته الخالصة، والتي هي قد اختصرت ايضا الزمن والتاريخ، وذلك ما تفرد به خطاب علي وبلاغته وحكمته الروحية، وعلي لك يرسم للبلاغة خطط اولية، فإنك تجد في كل جملة له ثمة جدارة متناسقة بلاغيا ومختصرة للزمن معرفيا، فهو غي صيغة الخطاب البلاغي يرى – البلاغة افصاح قول من حكمة مستغلقة، وابانة عن مشكل – وفي تفسير مضامين تلك الجمل لسانيا نجد لابد من تبويبات وخانات، فالإفصاح البلاغي يأخذ مدى واسعا الى حد ما، وقد يتطور بلا هوادة لولا اغلاق الحكمة، والتي هي هنا تشكل المعاد الموضوعي للمنطق العلمي، والمعرفة الخلاقة في خطاب علي الذي اختصر الزمن وجرد التاريخ من مقوماته، هناك جهة ضبط روحية له، وعلي لا يجعل الكلام يتيه عن مقاصده البلاغية، فتمنيه لو كان يملك رقبة بعير ليمضغ الكلام، وتلك المسؤولية الموثقة بلاغيا كانت فطرية عند علي وهي جزء لا ينفصل عن كيانه، والمواقف كثيرة في تاريخ علي وافاق حياته الحزينة، وما استطاعت اجدر حالات الاستثناء وفي اصعب المواقف من تضييق الافق عليه، وهو الذي جعله واسعا ورحبا، وسؤال اليهودي لعلي عن اعداد صنفي الطيور فأحاله الى اجابة سريعة لا يملك غيره قدرة بلاغية تماثلها، وتلك البديهة والاستجابة لعلي هي اقرب لما نجده اليوم من ميزة الكترونية في الانترنت .
الكيفية التي يمكن تفسير بلاغة علي وكسر حدود اللغة معرفيا، تحتاج الى تأمل تلك البلاغة التي تمحورت في صيرورة، قد كانت للغة فيها أن تكون في صيغ تعبير هي خارج التصنيف العلمي، وجنس اللغة الادبي / الفلسفي بحكمة الغايات هو السائد في المضامين والتعابير، فتملكت اللغة طاقة مضافة، واصبحت بلاغة التوصيف بملكة تفرد، وقوام اللغة افقيا يمتد في كسب معاني تزيد من رصانة الحكمة، وعاموديا يكون امتداده نحو خلق المضمون المدهش، أي سيخرج اللسانيات من النطاق الى المبادرة المتنوعة الاستدلال، لكن بغاية وقصد محدد ومعين، والخطاب لا يدرج هنا في السائد والمتداول، بل ارث شاقولي ينتهي عند علي بعد استلامه من النبوة وبرجمته بشريا، ومن بعد تحيله النبوة التي هي مدينه العلم الى بابها، ليكون الخطاب كلمة السر، ومن ادراك كلمة السر تلك، في المضمون العرفان اللغوي الدخول في عالم الخطاب، ومن جانب الوجود هي تعريف متفرد على المضامين والجوهرية، بعد ذلك ينفتح عند التلقي على التعدد، ويكتسب الخطاب عضويا عبر التلقي قراءة، ويتقابل افق العرفان اللغوي مع افق الخطاب العضوي .
اذا كانت العرب قديما قد عرفت علم المعاني، فكان السبب الاساس هو توفر ذلك المناخ البلاغي النوعي، ولكن ذلك تم في ازدهار مباني اللغة من نحو الى معاني الى بلاغة، ومن المشار اليه لعب عبد القادر الجرجاني الدور المهم في نوع من الذوق النقدي، ولكن دور مؤسس علم الاصوات وايقاع اللغة كان دوره اكثر اهمية، بالرغم من عدم اكتساب قصد المضمون بشكل واسع، فالخليل اجتهد في انتاج علم الصوت من افق جانبي وليس بمباشر، لكن علي اوقفنا على صيرورة المنهج اللساني وعلم البلاغة، فالقول الفلسفي الذي حدد لنا معالم المنهج البلاغي الذي يرى فيه علي (البلاغة قول افصاح عن حكمة مستغلقة، وابانة عن مشكل)1، ولدينا في المنظور الفلسفي وحدات تقابل وتبادل، فالحكمة المستغلقة يستبدلها المشكل الفكري، والتقابل لتوسيع الفهم من الجهة المعرفية، ومن جهة التبادل يمكن أن يتكشف المشكل بالتدريج ويبان افق من افاقه يتيح للتلقي الوصول الى احد الغايات، لكن الفهم والتعرف لا يكون الا توافقيا في الجانب الإنساني، ولا يكون هناك أي اشتراط ايديولوجي من التلقي، فسيفسد او يضبب جهته ويفقدها الميزة الامثل للتلقي .
يشكل انكار أن النبي ورسول الله محمد مدينة علم، صراحة اسقاط للنبوة من جهة، ومن جهة اخرى الغاء للرسالة، فالمدينة هي مجموع المضامين العلمية وابواب الحكمة، والقانون الالهي المشرع، والسفر الوجودي لسيرورة متن التاريخ، وهنا ايضا قبل البدء في التحلي الشامل الوقوف على مسألة جدلية تخص ثقافة النبي، والتي اعتبرها البعض هي فقط سمعية، وهذا بدوره يجعل مدينة العلم خالية من الافق الوظيفي، فهي مرتبط بما يسمع النبي الاكرم ومن ثم يقوم بإبلاغه بوجه عام، ومن الطبيعي تكون هناك جهات تلقي مختلفة هنا، ومن طبيعة القول المنقول سمعيا التحول من افق الى اخر، والدين الرباني اذا قصر على حدود السمع، صراحة سيفقد اهم عناصر التداول، واعتقد ذلك من اهم الموجهات التي دفعت علي بن ابي طالب الى توثق القرآن وتدوينه، وذلك بحد ذاته يمنح علي بلاغة مضافة، فهناك معرفة مضافة تكون في تلقي ما تلقاه مسموعا في تلقيه مدونا، لكن غرضنا في تفسير ثقافة النبي بأنها ثقافة سماع وتدوين، ولدينا دليل عضوي، فلا احد من الفرق والمذاهب في أن النبي طلب ورقة وقلم في اللحظات الاخيرة من حياته ليكتب الوصية .
نحن نسعى بالقدر الممكن الى فصل الفكرة عن التاريخ السياسي للدين، والذي نعتقد قد بدأ بعد وفاة النبي التي اقفنا النص امامها بحيرة، ولا ندري امات او قتل، ولكن نؤمن بأن النبي مات جسديا ولكن قتل معنويا، ونجد سيرورة بلاغة علي ايضا سعت لتجاوز تلك العقبة، وتمكن من جعل البلاغة الديناميكية وسيلة لقهر النفس البشرية، وتمكن من اعادة صياغة اللغة وفق دراما الحكمة اذا جاز التوصيف، وتمكن علي من خلق عالم لغوي يوازي جوهره مظهره، وتلك اللسانيات المنفلتة من كل سياق الا افق المعرفة اللسانية، فهي تتصل به مباشرة، وهناك ما نسميه بالمثال الكمي للغة، والذي هو يدخل في حسابات المنهج اللساني المعرفي، على اعتبار أن اصل الفكرة ناتجة عنه، وأن كانت هي مثال واقعي بكل ابعاده، وحقيقتها مستمدها من اللغة الديناميكية، أي يشكل الكم الوجود البياني للغة من جهة، ومن جهة اخرى يتمحور هناك الدعم الموضوعي لحقيقة التفوق المعرفي المستمدة من الحقيقة الأولى للمعرفة اللسانية ، وكما علينا تقبل الأمر الفكرة بشكل تقليدي، فعنصر اللغة ذاته، ولا نسعى لتعقيد الأمر بوجهة نظر مقابلة، هي فقط متصورة من افكار ترى أنها مقنعة، وتقابل تلك الفكرة المستمدة من واقع اللغة الفلسفي والمعرفي والفكري، وهذا الكم يقابله مثيل له، لكن هذا المثيل يختلف موضوعيا، حيث افق الدلالة والمعنى والبلاغة اوسع بكثير .
اذا كان النبي مدينة للعلم، وفي سابق التاريخ عرفنا هناك باب يمكن من خلاله الدخول الى تلك المدينة والعلمية والمعرفية بذات الانية، فمدينة العلم لابد من مفتاح شفرة دخول في هذا العصر الالكتروني، فعلي كود تلك المدينة وشفرتها، وصراحة في التفسير الموضوعي نجد ثمة التباس واسع انتجته كتب الدين السياسي في العصر الاموي والعصر العباسي الذي تلاه، ونحن لسنا ازاء ذلك الجدل اساسا، لكن تلك منطقة معتمة وضبابية، وفيها العديد من الصور التي نرى المدينة من خلالها.
بوضع اخر، ولابد من اعتراض فلسفي او معرفي يعارض ذلك الانتاج المشوه لبلاغة النبي، وبالرغم من عدم التأثير على مقومات المدينة الاصيلة، لكن العقل البشري قد دخل في اوهام عدة، وسيقت حشود بشرية الى صورة ليست معدلة بل صنعت برعونة للنبي، ومن الطبيعي اذا تأثرت المدينة يتأثر الباب، والباب بما أنه النفس الخارجي للمدينة وافق الاستدلال المباشر، فهو اذا تشوه تشوهت المدينة ايضا، ولكن بالرغم من تتابع وتدفق الريح الاصفر الرعناء، يبقى الباب ذلك الرمز الجدير بالمقدرة ذاتها التي اتصفت بها المدينة، وبقي يمثل افق الاشهار الدال تماما على تماسك بنية المدينة، ومثلما قيل يعرف الكتاب من عنوانه، فكذلك ايضا يعرف البيت من بابه، وذلك الباب التعيد عتبة واعلان، ينجذب لنا النقاء الروحي وطموح التعرف النفسي وتنصرف عنها السذاجة والرعونة والجهل، ولسنا هنا ازاء مفارقة او افق فيلولوجي نقصد به المقارنة بيد دور واخر.
مشكلة العالم طيلة التاريخ هي تكمن في السعي الى اختصار وحدة الزمن، فنحن البشرية نتحرك في سيرورة زمن عضوي، وبحالة اختصار وحدة الزمن تلك الى حد مناسب سيتخلخل نظام الكون، وسنكون بلا حالة ثبات عامة، وسيتغير شكل الحياة الى صورة مدهشة ومثيرة، لذا فالوحدة الزمنية للزمن العضوي هي التي تحافظ على نظام الكون بهذه الصورة المعتادة تاريخيا، ونحن لسنا بصدد وحدة زمن البشرية، بل ضربنا ذلك المثال لندرك من خلاله تحول اللغة من وحدة زمن الى اخرى يجعلها تمر بتغيرات كبرى، وهنا ايضا تكون وحدة الزمن هي الفيصل الذي نفصل من خلاله ما بين وحدة زمن اللغة الاجتماعية ووحدة زمن اللغة الادبية، وكذلك نلك اللغة اللونية في اللوحات التشكيلية، والفصل ما بين جنس لغة واخر هو امر ليس بالهين، ونعتقد هناك صعوبة كبيرة امام المعرفة اللسانية في فصل لغة من اخرى داخل اطر الجدول اللساني للتعيين والتحديد، ونحن هنا ازاء جنس لغة علي بن ابن طالب، والتي هي بوحدة زمن من الصعب أن نضعها في مسمى اصطلاحي، ولكن وحدة الزمن تلك هي التي تأهلت بلاغة علي في خطابها من خلالها، وعبر تلك الطاقة الزمنية تفجرت انهر البلاغة لتمس ذلك الظمأ البشري، ويلزم أن تدعم وحدة الزمن للبلوغ مناطق غير ساكنة الا مبدئيا، والوقوف على المسالة وتحليلها بعمق، وصراحة التفكير الافقي هو بعيد عن فكرتنا التي نطرحها هنا، فهي اعمق من حدود ذلك الافق، وهو لا يشكل تقدما في الوعي ليلامس الفكرة جوهريا، وعادة ما يعتمد على فكرة مسبقة هي مرتبطة بالأفق العام للمعنى، لكن ذلك ليس ازاء السعي المعرفي للغة، والهدف الى اكتشاف مضامين اخرى للمعنى ابعد مما وصل اليه الحقل النقدي، ونرى أن قيمة التفاضل تشكل اهمية في دراستها، وقد يلمس علم اللسانيات منطقة حساسة لم يبلغها سابقا.
إن قيم التوازي البنيوي بين مستوى وحدة زمن واخرى يسعى لتأكيد البرهنة بكل الوجوه الممكنة، وبين مستوى يهدف الى اثبات الخطاب بكل الميزات الممكنة، والسعي اللغوي في كل من الجهة الاولى هو سعي تداولي في اكثر من سياق وظيفي، وليس في سياق محدد، فالتفسير الموضوعي هنا يؤكد في اكثر من اتجاه في متطلبات اللغة للبرهنة على ذلك الوجه بالصيغة المثلى، واما في تأكيد الخطاب فتشتغل اللغة على المضامين اللغوية، لتكون بالتالي وجهة نظر احاطية، يكون فيها توازي البرهنة فيما بلغته من ضمانات لذلك، والخطاب الذي اهلته اللغة الى مضمون توافقي .
في تفسيرنا الموضوعي لعي ما بين الذات والخطاب، نجد ذلك الانزع البطين قد تفرد ببلاغة لا ضغوطات نفسية عليها، وتكون احيانا تلك اللاغة في صيغة رياضيات، وهذا ما يجعل علي احد اساب تطور مفهوم اللغة، فالقول ثلاث لا وجود لهن الا بثلاث، وتلك سمات من بلغ حد الانزع، فقد نزع عن نفسه كل اثر نفسي او انفعال ايديولوجي، وبل غ اقصى حدود المفهوم في النقاء، وكان الوعاء للمعاني والحكم والعبر، بل اوسع وعاء واجدر، ولم يكن يوازي علي مخلوق في كونه ليس بابا لمينة العلم بالصيغة التقليدية، بل تلك البوابة التي هي تمثل المظهر النوعي للمدينة، واذا قلنا مدينة العلمة يعني نحن ازاء الحقيقة الصافية تماما، ولا يمكن لغير تلك البوابة الموازي بالشكل لمضمون مدينة العلم، وبما أن اللغة مدينة العلم تحتاج الى وعاء مناسب لها، وعلي امتلك افضل مقدرة بل طاقة للتوافق لما تتطلب مدينة العلم، وليس هناك افق فربابة او نسب كان هو احد الاسباب الموجبة لذلك، فلا النبي محمد هو بنفس قبلي، ولا في نفس علي ذلك الغرض السياسي .
***
محمد يونس محمد
......................
1- علم المعاني بين الاصل النحوي والموروث البلاغي، د. محمد حسين الصغير، الموسوعة الصغيرة دار الشؤون الثقافية – ص 13