قراءة في كتاب
شمس الدين العوني: قراءة في كتاب: عمر أبو الهيجاء العارف بالشعر
قراءات ومقاربات حول دواوينه
يواصل الشاعر الأردني من أصل فلسطيني عمر أبو الهيجاء تجربته الشعرية حيث تنوعت دواواينه الشعرية ومشاركاته الأدبية عربيا ودوليا فضلا عن مساهماته النقدية ونشاطه الاعلامي . وفي هذه السياقات صدر كتاب جديد عن تجربته ودواوينه وذلك في كتاب جامع لجانب هام من عديد الكتابات والمقاربات بخصوص شعره وذلك في اعداد وتقديم من قبل الشاعر المصري أحمد اللاوندي وعنوان المؤلف هو " عمر أبو الهيجاء.. العارف بالشعر.. قراءات ومقاربات حول دواوينه " وذلك عن دار النابغة للنشر بالقاهرة.
و مما جاء ضمن هذا الكتاب كلمة المؤلف وفيها "..شعر عمر أبو الهيجاء كاشف ويوحي بالشفافية والصدق والمغايرة، فمفرداته وصوره وتراكيبه نُقشت ورُسمت بريشة فنان متمرس يعرف أسرار الشعر حق المعرفة. إننا بالفعل أمام شاعر أصيل وموهوب بالفطرة، ومهموم بقضايا وطنه وأمته، ولا يتراخى في أداء رسالته، مهما حاصره الإقصاء والأسى وتجرع مرارة الفقد واليأس والانكسار والدمار والشعور بالهزيمة والخيبة والقلق والمنفى والحزن والاغتراب والخراب ورعونة المحتل.قصيدته شامخة، وتعرف طريقها جيدًا، وتمضي إلى الأمام، كما أنها حالمة وتنبض بالحياة، وستظل، ولِمَ لا! وهي تجسد الواقع بنبرة شجية في إيقاعها وقريبة من الروح. ولعل تأمله الإيجابي واشتباكه مع الأحداث المحيطة به على كافة المستويات تجعله يتجاوز في كتاباته العادي والمألوف والسائد، فكل نص لديه مختلف عن الآخر، وتشعر عند قراءته بالجديد الذي يقدمه ويضيفه إلى ذائقتك عزيزي القارئ.
ولعلني لا أبالغ حينما أقول إن شخصية عمر أبو الهيجاء الهادئة والرصينة كما تبدو للجميع، هي في الحقيقة عكس ذلك تمامًا، حيث يعيش ثورة داخلية وفورانا لا يهدأ. أيضًا؛ من خلال قراءاتي لقصائده أجد أن قيمتها تتبلور في بلاغة التعابير وفخامة تشكيلها ولغتها الحية، فلا وجود لأي نشاز على الإطلاق، كل ذلك وغيره يجعله أحد عمالقة الشعر في الأردن وفي عالمنا العربي الكبير.
وعبر صفحات هذا الكتاب؛ تطل أيها القارئ الكريم على ما يزيد على ثلاثين قراءة ومقاربة نقدية لعشرة دواوين شعرية كتبها صفوة من النقاد الأردنيين والعرب، وهي تحتشد بعوالم وتفاصيل شتى، لشاعر له عالمه ورؤاه وأسلوبه ونهجه وبصمته الخاصة التي لا تشبه سواه...".
و يطالع القارئ في الكتاب جانبا مهما من الآراء والنقد بخصوص شعر عمر ومن ذلك "..ويشتمل الكتاب على العديد من الدراسات النقدية لنقاد من الأردن والدول العربية حول تجربة الشاعر التي لأكثر من ثلاثين عاما.وقد كتب الكلمة النقدية للغلاف الأخير الناقد السوري المعروف صبحي حديدي، ومما جاء فيها:"شاء عنوان هذا الكتاب أن يمنح عمر أبو الهيجاء صفة العارف بالشعر، وحرص النقاد المشاركون في التثمين على إبراز سمات عديدة ومتنوعة، تُفرد للشاعر مكانة خاصة وجلية في المشهد الشعري الفلسطيني/ الأردني، والعربي على نطاق واسع.لا تخفى، كذلك/ سلسلة التكوينات التكوينية التي طبعت ثلاثة عقود ونيف من تجربة أبو الهيجاء الشعرية النشطة، التي تميزت بحيوية النتاج من حيث الغزارة، وحسّ الغنائية العالي الذي لا يحجب رسالة الاستضافة الملحمية للتاريخ، وحضور المكان الفلسطيني ضمن سياقات زمانية أيضا، ليس بمنأى عن أمكنة عربية واقعية أو رمزية أو أسطورية، فضلا عن ثنائيات الذات والآخر في المستقرّ والمنفى معا، والتجريب في اللغة الشعرية ضمن فضاءات أقرب إلى المختبرات الدلالية المفتوحة، ولعل إنصاف مشروع أبو الهيجاء يقتضي إفراد جانب محوري وبالغ التميز، يتصل بالحرص على ترسيم عناصر تشكيلية تتشابك في العالم الداخلي للقصيدة، كي تصنع ما يرتقي إلى شأو الأنساق العليا الأسلوبية، التي لا تكترث بتبيان العلاقات البصرية إزاء انكماش «عشب الجسد في مفرق التراب|، في مثال أول، ولا بـ "شمس معلقة من جديلتها"، أمام «هذي الخيول الصاهلة»، في مثال ثان، بقدر ما تحرص على إطلاق طاقة شعرية جياشة ورفيعة، عبر وسيط خطابي هو النثر، وفي شكل قصيدة النثر تحديدا...».ومما جاء في كلمة مُعد ومقدم الشاعر المصري أحمد اللاندوي يقول فيها: "شعر عمر أبو الهيجاء كاشف ويوحي بالشفافية والصدق والمغايرة، فمفرداته وصوره وتراكيبه نُقشت ورُسمت بريشة فنان متمرس يعرف أسرار الشعر حق المعرفة. إننا بالفعل أمام شاعر أصيل وموهوب بالفطرة، ومهموم بقضايا وطنه وأمته، ولا يتراخى في أداء رسالته، مهما حاصره الإقصاء والأسى وتجرع مرارة الفقد واليأس والانكسار والدمار والشعور بالهزيمة والخيبة والقلق والمنفى والحزن والاغتراب والخراب ورعونة المحتل".لافتا إلى أن "قصيدة أبو الهيجاء شامخة، وتعرف طريقها جيدًا، وتمضي إلى الأمام، كما أنها حالمة وتنبض بالحياة، وستظل، ولِمَ لا! وهي تجسد الواقع بنبرة شجية في إيقاعها وقريبة من الروح. ولعل تأمله الإيجابي واشتباكه مع الأحداث المحيطة به على كافة المستويات تجعله يتجاوز في كتاباته العادي والمألوف والسائد، فكل نص لديه مختلف عن الآخر، وتشعر عند قراءته بالجديد الذي يقدمه ويضيفه إلى ذائقتك عزيزي القارئ".ويضيف اللاوندي "لعلني لا أبالغ حينما أقول إن شخصية عمر أبو الهيجاء الهادئة والرصينة كما تبدو للجميع، هي في الحقيقة عكس ذلك تمامًا، حيث يعيش ثورة داخلية وفورانا لا يهدأ. أيضًا؛ من خلال قراءاتي لقصائده أجد أن قيمتها تتبلور في بلاغة التعابير وفخامة تشكيلها ولغتها الحيّة، فلا وجود لأي نشاز على الإطلاق، كل ذلك وغيره يجعله أحد عمالقة الشعر في الأردن وفي عالمنا العربي الكبير".وختم يقول: "عبر صفحات هذا الكتاب؛ تطل أيها القارئ الكريم على ما يزيد على ثلاثين قراءة ومقاربة نقدية لعشرة دواوين شعرية كتبها صفوة من النقاد الأردنيين والعرب، وهي تحتشد بعوالم وتفاصيل شتى، لشاعر له عالمه ورؤاه وأسلوبه ونهجه وبصمته الخاصة التي لا تشبه سواه.. الشاعر الصديق عمر أبو الهيجاء شكرًا لك على كل ما قدمته وما تقدمه من جمال وثراء متنوع وشعر يلامس ذات الإنسان وآماله وأحلامه وطموحاته، وتحية لك من القلب، لأنك الثائر المثابر الذي لم يتخاذل يومًا في نصرة ناسه وتراثه ونضالات شعبه وقضيته الكبرى ووطنه فلسطين".
ويذكر أن للشاعر عمر أبو الهيجاء صدر له العديد من الدواوين الشعرية منذ العام 1989، وهي: خيول الدم، أصابع التراب، معاقل الضوء، أقل مما أقول، قنص متواصل، يدك المعنى ويداي السؤال، شجر اصطفاه الطير، أمشي ويتبعني الكلام، مختارات شعرية، بلاغة الضحى، «ويجرحني الناي، وأُقبِلُ التراب.. الذي عن وزارة الثقافة الفلسطينية عام 2018 وفاز بجائزة الشاعر الراحل خالد محادين عن ديوانه «وأقبل التراب» عام 2019 التي تمنحها إدارة مهرجان جرش ورابطة الكتاب الأردنيين، وصدر له في العام 2021 ديوان «سردٌ لعائلة القصيدة» وشارك في العديد من المهرجات الشعرية محليا وعربيا، وترجمت بعض قصائده إلى الفرنسية والإنجليزية والكردية والهولندية.
كتاب عن تجربة لشاعر سافر مع القصيدة حيث الحلم والجرح العربي وفلسطين طي الكلمات في كثير من شفافية الروح والعبارة وفق كتابة امتدت لعقود أربعة لترسم توقيعات الروح في جدار الشعر الفلسطيني والأردني والعربي وتحلق في الكلام الجميل عاليا وبعيدا.
***
شمس الدين العوني