قراءة في كتاب

قاسم حسين صالح: النبي محمد.. أعظم رجل في التاريخ

هذا الرأي او الحكم.. ليس لي،وليس لكاتب عربي او مسلم في العالم،بل هو لكاتب اميركي، قضى 28 عاما في تأليف كتاب بعنوان:

The 100: A Ranking of the Most Influential Persons in History

ترجم الى العربية بأكثر من عنوان بينها (الخالدون المئة في التاريخ) فيما الترجمة الحرفية للعنوان هي (المئة.. تسلسل الاشخاص الأكثر تاثيرا في التاريخ).. وضمت ألقائمة أسماء مؤسسي الديانات أو مبتكري أبرز الاختراعات التي غيرت مسار التاريخ مثل مخترع الطائرة أو آلة الطباعة، وأيضًا قادة الفكر وغيرهم.

منهجية ومعايير الترتيب

اتبع عالم الفيزياء والفلك (مايكل هارت) أسسًا محددة في ترتيب الشخصيات ووضع المعايير او الشروط في الأختيار، منها: أن تكون الشخصية حقيقية عاشت فعلًا، وأن تكون الشخصية غير مجهولة، فهناك مجهولون عباقرة مثل أول من اخترع الكتابة لكنه مجهول،وأن يكون الشخص عميق الأثر، وله تأثير عالمي وليس إقليمي فقط،.. وأن لا يكون على قيد الحياة.

موجز الكتاب

يتكون الكتاب من 100 قسما وملحق من الإشارات الشرفية. كل قسم عبارة عن سيرة ذاتية قصيرة للشخص، متبوعة بأفكار (هارت) حول كيفية تأثير هذا الشخص وتغيير مسار التاريخ البشري، وير أن أفعالهم كانت غير عادية أو غير مرجحة، أو أنها سابقة لعصرهم مقارنة بمسار التاريخ المفترض لو لم يعش هذا الشخص.

ولقد وجد المؤلف (هارت) ان مؤسسي الديانات الناجحة وصانعيها من بين الأكثر تأثيراً التاريخ، حيث شكّل هؤلاء حياة الكثير من الناس بقوة على مدى فترة طويلة من الزمن، وتوصل الى ان أول شخص يتصدر تلك القائمة هو النبي محمد، يليه كل من بوذا وكونفوشيوس وموسى في مرتبة عالية أيضًا بسبب دورهم في تأسيس الأديان. ونبه هارت في النسخة الإنجليزية: «عليَّ أن أؤكد أن هذه لائحة لأكثر الناس تأثيرًا في التاريخ وليست لائحة للعظماء).ونبه الى ان تأليفه للكتاب استند لمجموعة من الضوابط والمعايير الصارمة لاختيار الشخصيات، وضوابط أخرى لترتيب دورهم وأثرهم في التاريخ، وفق ما يراه بأنه "لم يقصد به صناعة قائمة لأعظم عظماء التاريخ، لكنه عني فقط برصد الشخصيات الأكثر تأثيراً في البشرية".

وبحسب تعبير هارت، فأن محمدًا كان «ناجحًا للغاية» في كل من المجالين الديني والدنيوي، حيث كان مسؤولاً عن أسس الإسلام، وكذلك الفتوحات الإسلامية المبكرة التي وحدّت شبه الجزيرة العربية وخلافة أوسع بعد وفاته. ويعتقد هارت أيضًا أن محمدًا لعب دورًا فرديًا وشخصيًا بشكل غير عادي في تطور الإسلام. على النقيض من ذلك، ينقسم تأثير تطور المسيحية بين تعاليم يسوع الأولية والعمل التأسيسي، وبولس الرسول، الذي لعب دورًا محوريًا في الانتشار المبكر للمسيحية بالإضافة إلى تمييز مذاهبها وممارساتها عن اليهودية واليونانية الأخرى، والديانات الرومانية في تلك الفترة الزمنية.

يقول هارت عن الأسس والضوابط التي وضعها في ترتيب الشخصيات، واختيارها ضمن القائمة، أن أهمها: أن تكون الشخصية حقيقية عاشت فعلًا، وأن تكون الشخصية غير مجهولة، فهناك مجهولون عباقرة مثل أول من اخترع الكتابة لكنه مجهول، وأن يكون الشخص عميق الأثر وأن يكون له تأثير عالمي وليس إقليمي فقط، بالإضافة إلى أنه استبعد كل من كان على قيد الحياة.

لماذا تصدر نبينا محمد قائمة المئة؟

يقول الكاتب "لقد اخترت محمدا في أول القائمة، لأنه الانسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحا مطلقا على المستوي الديني والدنيوي، وقد دعا إلى الإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات، وأصبح قائدا سياسيا وعسكريا ودينيا، وبعد 13 قرنا من وفاته فإن أثر "الرسول" ما يزال قويا متجددا.

وبرر الكاتب اختياره للرسول الكريم محمد أن يكون رقم واحد في القائمة (يليه نيوتن والسيد المسيح ثالثا)، وذلك لعدة أسباب، لخصها كتّاب اسلاميون في الآتي:

* ان الرسول محمد كان له دور عظيم في نشر الإسلام وتدعيمه وإرساء قواعد شريعته، ولأنه كان المسؤول الأول والأوحد عن إرساء قواعد الإسلام وأصول الشريعة والسلوك الاجتماعي والأخلاقي وأصول المعاملات بين الناس في حياتهم الدينية والدنيوية.

* وأن القرآن الكريم نزل عليه وحده كاملا، وحفظت آياته وهو ما يزال حيا، وكان ذلك أمرا في منتهي الدقة، وفي القرآن وجد المسلمون كل ما يحتاجونه إليه في دنياهم وآخرتهم.

* ولأنه كان رجلا دنيويا فكان زوجا وأبا، وكان تاجرا وراعيا للغنم ومحاربا.

* ولأنه كان قوة جبارة، لذلك فهو أعظم زعيم سياسي عرفه التاريخ.

وينسبون الى هارت قوله :(أن هذا الامتزاج بين الدين والدنيا هو الذي جعلني أومن بأن محمد أعظم الشخصيات أثرا في تاريخ الانسانية كلها).

هنيئا للأمة الأسلامية بعيد مولد نبيها محمد.. الرجل الأعظم في تاريخ البشرية. ومبارك لكل من اقتدى به، واللعنة على المنافقين من الحّكام المسلمين.. الذين يخدعون الناس بأقوالهم عن دين محمد وينهبون في افعالهم حتى قوت أطفال الفقراء.

***

أ.د. قاسم حسين صالح

في المثقف اليوم