قضايا
حاتم حميد محسن: هل الذكاء الاصطناعي ذكي حقا؟

طبقا لبحث جديد صدر عن جامعة تشارلس دارون الاسترالية أشار الى ان ظهور الذكاء الاصطناعي غيّر الطريقة التي يتفاعل بها الناس لكنه ايضا خلق مخاطر عالمية تهدد كرامة الانسان. المؤلف الدكتورة ماريا راندازو Maria Randazzo من مدرسة القانون في جامعة تشارلس دارون أوضحت بان الذكاء الصناعي يعيد بسرعة صياغة النظم الاخلاقية والقانونية الغربية، غير ان هذا التحول يؤدي الى تآكل المبادئ الديمقراطية وترسيخ اللامساواة الاجتماعية القائمة.
هي لاحظت ان الاطر التنظيمية الحالية عادة تتغاضى عن الحريات وحقوق الانسان الاساسية، بما في ذلك الخصوصية والحماية من التمييز، الاستقلالية الفردية والملكية الفكرية. هذا العجز ناتج بشكل كبير عن الطبيعة المبهمة للعديد من النماذج الخوارزمية التي تجعل من الصعب تعقّب عملياتها.
مشكلة الصندوق الأسود
الباحثة ماريا وصفت هذا النقص في الشفافية بـ "مشكلة الصندوق الاسود"، حيث لاحظت ان القرارات المُنتجة بواسطة التعلّم العميق وانظمة التعلّم الآلي لا يمكن تتبّعها بواسطة البشر. هذه القدرة تجعل من الصعب للافراد فهم ما اذا كان نموذج الذكاء الاصطناعي قد انتهك حقوقهم او كرامتهم وكيف حدث ذلك، وانه يمنعهم من السعي الفعال للعدالة عندما يحدث مثل هذا الانتهاك. الكاتبة وجدت ان الذكاء الصناعي أعاد تشكيل المسرح الاخلاقي والقانوني الغربي بسرعة غير مسبوقة.
"هذه قضية هامة جدا وانها ستصبح أسوأ بدون تنظيم كاف".
"الذكاء الاصطناعي ليس ذكيا ابدا في أي معنى انساني. انه انتصار في الهندسة وليس في السلوك الإدراكي".
"انه ليس لديه فكرة حول ما يقوم به، او لماذا لا وجود هناك لعملية تفكير كما يفهمها الانسان. هناك فقط تعريف بانماط متجردة من التجسيد والتعاطف والحكمة".
الاتجاهات العالمية لحوكمة الذكاء الاصطناعي
حاليا، تتخذ القوى الرقمية العالمية الثلاث المهيمنة – الولايات المتحدة والصين والاتحاد الاوربي – اتجاهات مختلفة في الذكاء الصناعي، معتمدة حسب التعاقب على نماذج مركزية السوق، ومركزية الدولة، ومركزية الانسان. تقول الباحثة ان نموذج الاتحاد الاوربي في مركزية الانسان هو المسار المفضل لحماية كرامة الانسان، لكن بدون التزام عالمي بهذا الهدف فان هذا الاتجاه سيكون عاجزا.
"عالميا،اذا لم نربط تطور الذكاء الصناعي بما يجعلنا اناسا - قدرتنا على الاختيار، الشعور، التفكير بعناية، بتعاطف ورحمة – سنخاطر بخلق أنظمة تحط من قيمة الانسانية و تقوم بتسطيحها الى مجرد نقاط بيانات بدلا من تحسين ظروف الانسان"، هي تقول "البشرية يجب ان لا تُعامل كوسائل لغاية".
جامعة تشارلس دارون، 1 سبتمبر 2025، وفي الأصل صدرت عن الجمعية الاسترالية لحقوق الانسان تحت عنوان: الكرامة الانسانية في عصر الذكاء الاصطناعي .. بتاريخ 23 ابريل 2025.
***
حاتم حميد محسن