قضايا
محسن الأكرمين: مواجهة التلاشي.. والمتناقضات غير الارتباطية

من المُسلمة المنهجية أن التفكير المنطقي ليس بالأمر الهين السهل. فمن الوضعيات الاستعراضات البينية أن نفكر بِكُنه المنطق وبمرات متقطعة، ومن الصعوبة بما كان الاستدامة حتى النهاية بنفس النسق والعزم البنيوي. لذا قد نكون ممن يستنفذ حدود الممكن في تمرير جسور الحياة بين تلك (التناقضات التي لا تتقلص حتما). قد نكون نواجه بُكرة وعشية منطق عيش التلاشي -(المتناقضات غير الارتباطية)- الذي قد يحاصرنا بالعصف والترويض (المُفبرك). قد نكون نقسو بَعْضا من الحال على الذوات (العلوية)، وبلا تعريفات ممكنة مع الآخر (الغائب)، وقد نعيش استثناء انتكاسة من المرض الفكري التعس، الذي لا يمكن توقيفه حتى بغرف الإنعاش العالية الدقة، حينها لن نقدر على معاودة بناء وتوجيه المشاريع الحياتية، ومحاصرة التلاشي بدون صناعة وجه بريق حياتي جديد ولَمَّاع.
لا جدوى إذا في أن يقول المرء الحقيقة، ويبيت غير قادر عن حصاد أثر التغيير والمتغيرات الآلية، لأن المشكلة الركيزة تتمثل في زيادة انتعاشة عبثية الفكر والتفكير، وفقدان الثقة في المستقبل، والانزواء السلطوي خلف عيش العدمية القهرية. فالعيش وفق نمط التساكن مع الكليات (المتناقضة: "الولادة والموت"...) بالطبع ليس بالمتناول السهل للجميع. لأن النتيجة الحتمية تبقى سببا ثابتا بنهايات الموت الحتمي (المشكلات) وبداية حياة جديدة (الحلم والأمل). فمن بين المسوغات الرديئة عند من ينهون حياتهم بالانتحار، يقرون أن الحياة لا تستحق أن تُعاش ضمن صمامات من صمت القلوب وضياع الحقيقة، وتلك هي:(الثغرة التي تفصل بين الرغبة والغلبة).
من الأسباب الرديئة كذلك، أن الإنسان بات يعرف نفسه بالانخداع والمظلومية والاتكالية البخسة، ولا يقدر على تحمل مسؤولياته المنطقية والحقيقية. نعيش نوعا من الشعور المضلل (بهلوانية المنطق !!!)، وحينها قد يحدث الطلاق بين الإنسان وحياته، وبداية العيش بشعور اللاجدوى من الحياة (النهايات الحتمية المتسارعة نحو الموت !!!). فكثيرا ما تحدث رُزمة من المواقف والوضعيات المضحكة غير المألوفة، وقد تحدث في أي مكان بالصدفة، وحتى بمتناقضات الفزع والضحك والبكاء، وفي ظروف مُعينة بالتناسق (التركيب الزمني/ التآلف المكاني). كثيرا من القصص الجميلة وغيرها، تحدث بلا مقدمات ولا سياقات متراكبة، ومنها كذلك بعث الحقائق غير العادية، لكنا في نفس الاتجاه قد نعيش نوعا من الضجر والقلق والتعب في خط وصول النهايات.
من الصعب أن نسكن مواقع الضجر بالاستدامة، لأن الحياة ستعدو نوعا من الإسهال والغثيان غير الآمن. من المعتاد أن الزمن يحملنا بالسرعة والاستهلاك الفوضوي. لكن، لتكن مواقفنا النهائية ترنو نحو حفز المتغيرات الإيجابية، ومحاصرة الضجر، وحمل الزمن نحو المستقبل (الحلم والثقة في المتغيرات). من الصعب أن نقاط القوس لبناء الغد (المريح) غير عادلة بالانحناءة وانطلاقة السرعة، لنترك إذا السلوكات اللابشرية طلاقا ثلاثيا، ونبقى ضمن معادلة البشر (أمانة الخلافة في الأرض)، ونجعل من الحركات الخرساء متعة تُنعش ركح مسرح الحياة، ولما لا نُكسر ظل مرآة (اللاجدوى والعبثية) التي تخنق كل الأحلام والأمل.
نعم، الموت لا تجربة له في الواقع (لأنه ليست هنالك في الواقع تجربة موت !!!)، فجميع التجارب التي نتحدث عنها ناتجة رؤيا وصفية أو مشاهد أليمة من الموت والفقد (تجربة موت الآخرين !!!). من تم، لنتخلص من الزمن العبثي الذي يصنع المشكلة بالتنظير، ولا يفكر في الحل، وتلك هي (الحلقة المفقودة عندنا !!!). بحق الله، قد نمتلك كل شيء، وبنفس القدر لا نستطيع التخلص من اللاشيء !!! وهي القضية التي تستوجب منا الحكمة، وتعيين اللحظة المضبوطة للإدراك وبناء الحلول، والخروج بنباهة التطوير من قصة (حي ابن يقظان).
من إشكالات منطق التفكير الحديث، صعوبة التمييز بين الأشياء الصحيحة والزائفة، في ظل (أسطورة الذكاء الاصطناعي !!!)، لأن فوضى المتناقضات تحكمنا بالروابط الآلية الخالية من المشاعر، وبمعايير الفواصل والتقابلات غير المنطقية واللامرئية. هنا كيفما ما كانت النتيجة النهائية فإنها (ستدمر نفسها بنفسها آليا). بدا مُتكررا، فقد لا نحتاج إلى بيان حقيقة معاكس يومها، بل فقط يجب أن نثبت بأننا نعيش خارج تصنيف (نحن (هو) الوحيد غير الزائف !!!). هنا بالتمام ستكون بداية الخروج من مدوخة المتناقضات غير الارتباطية.
***
محسن الأكرمين