قضايا
محمد سعد: الرهاب الاجتماعي مرض العصر!!
كثير من المتخصصين في علم النفس والأمراض النفسية، لا يهتموا كثيرا بظاهرة الرهاب الاجتماعي. من الطبيعي أن يشعر المرء ببعض التوتر والقلق في حياته، وهذا أمر طبيعي. ولكن قد يزداد هذا الشعور عن حده بحيث يؤثر حتى على تفاعلاتنا اليومية مع الآخرين، وهذا ما يسمى \"بالرهاب الاجتماعي\"...
الرهاب الاجتماعي هو خوف وقلق من التعرض لبعض المواقف الاجتماعية أو الأداء الاجتماعي. وغالبا ما يجري تجنب هذه المواقف أو تحملها على حساب الكثير من الضيق والإزعاج...
هو عبارة عن اضطراب مزمن يتميز بخوف مفرط وغير مبرر من الإحراج والهوان في المواقف الاجتماعية مما يؤدي إلى ضيق شديد وعدم القدرة على أداء الوظائف اليومية...
يعتبر الرهاب الاجتماعي من أسوأ أنواع السلوك التي من الممكن أن تسيطر على الإنسان، وذلك لما له من تأثير سلبي على صاحبه، فهو يعبر عن ضعف الشخصية، وعدم مقدرة الشخص على القيام ببعض الوظائف الحياتية، وهذه الصفة قد تسبب له مشاكل ومتاعب كثيرة، داخل محيطة البيئي إذ إنه من الصعب العيش في عزلة عن الآخرين، والخوف والقلق المستمرين، وضياع الكثير من فرص الحياة، وخسارة أصدقاء ومقربين، وكل ذلك يتسبب به الرهاب الاجتماعي...،
لذا يجب على كل شخص يعاني من هذه المشكلة أن يعمل بجدية للتخلص منه، فالرهاب الاجتماعي يختلف عن الخجل، فالخجل عادة طبيعية وليس لها أي تأثير سلبي على حياة الأشخاص، بل يعتبر من الصفات المحمودة.: الحياء"
أعراض الرهاب الاجتماعي
ومن الأعراض التي تظهر على الشخص والتي من خلالها نستطيع أن نؤكد إصابته بالرهاب الاجتماعي-- فتتمثل في ما يلي:
1- الخوف الواضح من المواقف الاجتماعية، حيث يتجنب التصرف أمام الآخرين خوفا من أن يظنوا أنه شخص غبي وغير مدرك للأمور.
2- الخوف من أي مناسبة اجتماعية، ويكون ذلك في التجمعات وبين الحضور الكبير والقلق من الظهور أمام الجميع، وفي بعض الحالات يمنعه هذا الخوف والقلق من حضور مثل هذه المناسبات. أفراح أو مؤتمرات أو عزاء خوف أن يتصرف بتصرف عفوي يجعله في تصرفا محرجا...
إن الشخص نفسه يستطيع تقييم حالته ومعرفة مدى إصابته بالرهاب الاجتماعي أكثر من أي شخصا آخر.
هل يوجد علاج للرهاب الاجتماعي...؟
1- انتباه الشخص لنفسه: أي عليه ملاحظة كل تصرفاته، وعند القيام بعمل ما عليه الفصل بين التفكير الشخصي والتفكير الناتج عن الرهاب الاجتماعي، فإذا قام بعملية الفصل، سيكون في المسار الصحيح للعلاج.،
2- تحكم الشخص في أفكاره: فهي خطوة أخرى للتخلص من الرهاب الاجتماعي عن طريق التحكم في تسلسل الأفكار، والتخلص من الأفكار السلبية التي تقود إلى الخوف والقلق، ومحاولة التفكير بطريقة إيجابية.
3- التخلص من الخوف عن طريق مواجهة المخاوف: وهذه الخطوة من أصعب خطوات العلاج، وتتطلب قوة وجرأة، إلا أنها أكثر الطرق فاعلية ونتائجها مضمونة وسريعة.
4- العلاج عن طريق الأصدقاء: فهذه خطوة مهمة لعلاج الرهاب الاجتماعي عن طريق كسب أصدقاء جدد، والتقرب من الأصدقاء القدامى، ومحاولة التقرب من أشخاص يعززون التفكير الإيجابي والدعم النفسي.
5- قيام الشخص بإشغال نفسه وشغل وقته بالمفيد: وذلك لتجنب التفكير السلبي، ومن هذه الوسائل منها: العبادات والتقرب إلى الله بالصلاة وقراءة القرآن، ممارسة التمارين الرياضية، قضاء أكثر وقتا ممكنا مع العائلة والأصدقاء... وللأسف في مجتمعنا الريفي الذي أعيش فيه. مع هذه الحالات وحالات الأمراض النفسية نعاملهم على أنهم ؛ مجانين " ونتجنب الاقتراب منهم على أنهم مجانيين... ونعاملهم بقسوة وفي غياب دور كبير للاهتمام بهم من قبل الدولة... تركوا جارنا وهو في العقد الخامس بعد أن رفضت كل المستشفيات قبوله يصارع المرض وحيدا حتى مات من البرد والإهمال...؟!\"
***
محمد سعد عبد اللطيف
كاتب وباحث مصري متخصص في الجغرافيا السياسية