قضايا
ماهر نصرت: الفرق بين القطاع العام والخاص
لا يصلح أي نظام اقتصادي في بلدنا سوى النظام الرأسمالي الذي يرغم الموظف على العمل بجدية وبدون تقاعس ويمنعه من هدر الوقت أثناء الدوام الرسمي بمختلف الحجج والبحث عن السمسرة والرشوة والوساطات والكلاوات كما يحدث في النظام الحكومي العام الذي راح ينهار في دول العالم تباعاً كما رأينا ما حل بالاتحاد السوفيتي ودوله ألاشتراكية أو بعض الدول الأفريقية امتداداً إلى دول في أمريكا الجنوبية (مثل كوبا وبيرو والاكوادور وكولومبيا) التي راحت شعوبها تعيش في ظروف اقتصادية صعبة جداً .. فلا بد من خصخصة منشآت الدولة وتأجيرها من الغد الى القطاع الخاص بموجب قوانين تضمن الحقوق وترضي الجميع وسنرى كيف نتحول الى دولة صناعية تلتهم الأيدي العاملة من الطرقات والمقاهي والأحياء التي يعاني أهلها من الفقر والحرمان وإيجاد فرص عمل لأولئك المعذبون وسط معركة الحياة وبذلك نقلل من مشكلة البطالة المنتشرة في شرق البلاد وغربها والتي تحولت إلى آفة تنخر العقول وتفكك النسيج الاجتماعي وتقطع أوصاله، إن الصناعة تحت مظلة الرأسمالية أو القطاع الخاص أو بما يسمى بالخصخصة هي الوسيلة الوحيدة التي تطور الشعوب وتنمي الأمم لما لها من طيف وظيفي واسع وجدٌ ومثابرة في العمل تحت عيون الرقيب صاحب العمل وضرورة تأسيس المصانع المنتجة بسبب الحاجة الى التغيير والتطوير الصناعي على صعيد يكاد يكون يومي كما حصل مؤخراً في الصين وروسيا والكثير من الدول الاشتراكية التي أدخلت المستثمرين لبلداها فأصيبت بالانتعاش الاقتصادي والنمو المضطرد، على خلاف الزراعة التي تبقي الدولة راكدة على مدى طويل (ولو أنها مطلوبة ايضاً) فطقوسها معروفة لم تتغير عبرا آلآف السنين فلا عمل حرث الأرض ونشر البذور وانتظار موعد المطر ومن ثم جني الثمار وهذا ما حصل عبر الأجيال المتلاحقة فقد تطورت الآلة الزراعية قليلاً وصنعوا محراث تسحبه عجلة بدل الحمار فبقيت الدولة فلاحيه قروية متخلفة صناعياً واجتماعياً.. لاحل للبطالة أيها الأخوة سوى التحول الجذري نحو الرأسمالية كما نرى مايحدث الآن من تقدم عجيب في الدول الصناعية الكبرى والصغرى.. بالمناسبة أن هذه السطور يرفضها الموظفون وخاصة أصحاب الرواتب العالية من المدراء والموظفين بدرجاتهم المختلفة لأنهم ينعمون برواتب خيالية يستلمونها في نهاية الشهر رغماً على أنوف المعترضين الحانقين فهم لم يبذلوا إلاّ جهودٍ بسيطة غير مضنية مقابل رواتب ضخمة تجعلهم ينعمون العيش أمام باقي شرائح الشعب العاطلة عن العمل من الذين لم يجدوا فرصة عمل لهم في الشارع أو في دوائر الدولة المتخمة بالكثير من الموظفين الجالسين على تخوم العجز والكسل والإهمال وقصر في الإنتاج .
***
ماهر نصرت – بغداد