آراء
محمد البطاط: سيغموند فرويد بين "موسى والتوحيد" ونقد الصهيونية

مفكرون يهود ضد الصهيونية (4)
إن مقاربة الموقف النقدي للعالم النفساني الشهير سيغموند فرويد إتجاه الحركة الصهيونية ليست بالمهمة اليسيرة، ولاسيما في ظل المواقف المختلفة التي تبدو للمتتبع إبّان البحث عن إجابات واضحة بخصوص جذور الشعور بالإنتماء لليهودية لدى فرويد، وإلتزامه الديني، وحلول المسألة اليهودية، ففي بعض النصوص والمواقف يبدو فرويد بعيداً كل البعد عن الدين، وعن مقولاته وتجلياته، ليظهر أمام العيان شخصية ملحدة، تنظر الى الدين ومقولاته على أنها تعبيراً مرضياً عُصابياً، وأن اليهودية لم تكن لتشكل عنده سوى بيئة ثقافية-إجتماعية تنسجم مع سياق جذوره الاجتماعية وتكوينه الثقافي، وفي نصوصٍ ومواقف أخرى يبدو للناظر أن فرويد تلك الشخصية اليهودية المتمسكة بهويتها الدينية، والمتشبثة بالبحث عن حلول للمسألة اليهودية على طريقة الصهاينة الذائبين في تعنصرهم اليهودي، وطالما أن ما نكتبه هنا لا يهدف البحث والتمحيص في القضايا الخارجة عن المسار المحدد في بيان المفكرين اليهود الناقدين للحركة الصهيونية، فسنعمل على تحديد الدوائر التي ستتم مقاربتها بما يسهم في تحقيق هذه الغاية المركزية دونما الحاجة الى البحث والتنقيب عن القضايا الخارجة عن هذا للمشروع، والتي تحتاج الى وقفات أخرى ليس المقام مقام التعرض لها، وعلى هذا الأساس يمكن تأكيد أن الدوائر التي تتعلق بموقف فرويد من الصهيونية تتمثل في الآتي:
الأولى: موقف سيغموند فرويد من اليهودية، وبشكل محدد في الكيفية التي نظر فيها الى نشأة الديانة اليهودية، وإلى الإشكالية المثيرة للجدل التي طرحها في كتابه الأخير (موسى والتوحيد)، إذ طالما ان الحركة الصهيونية تعبر عن إرتكاز جوهري على المقولات الدينية اليهودية، فمن الأهمية بمكان تأشير موقف فرويد من نشأة هذه الديانة، وسياقها التأريخي الذي تبناه، والذي يقف على الضد من السردية اليهودية الرسمية كما سيتبين.
الثانية: موقف فرويد من المسألة اليهودية، ونظرته الى موضوعة البحث عن وطن قومي يجمع شتات اليهود في العالم داخله، وفي هذا الموقف يبدو أن فرويد كان مؤيداً ومدافعاً في هذا السبيل، ولا سيما وأنه أكتوى بنار الهروب من ألمانيا النازية عندما إجتاحت النمسا قبيل الحرب العالمية الثانية.
الثالثة: إذا كان فرويد يؤمن بحل المسألة اليهودية وفق آلية إيجاد وطن قومي يجمع الشتات اليهودي في العالم، فهل كان يؤمن بأن هذا الوطن المنشود يقع في فلسطين؟ وفي هذا الأمر يظهر فرويد كمعارض، وبقوة، لجعل فلسطين الخيار المناسب لإقامة وطنهم المنشود لأسباب سيأتي ذكرها لاحقاً، وسنتعرض للدوائر الثلاث بعد مرور مختزل على سيرته وحياته.
ولد سيغموند شلومو فرويد في عام 1856م في بلدة بريبور في مدينة مورافيا التابعة الى الإمبراطورية النمساوية وقتها، وحالياً تقع ضمن جغرافية جمهورية تشيك، لأسرة يهودية تعمل في تجارة الصوف، وبعد خسارة تجارية تعرض لها والده إنتقلت العائلة الى مدينة لايبزنغ في شرق ألمانيا، لتستقر لاحقاً في مدينة فيينا عاصمة النمسا، إلتحق فرويد بمدرسة "كومونال ريل جيمنازيم" في أحد الأحياء اليهودية ليتخرج منها حاصلاً على الشهادة الثانوية عام 1873م، وعلى الرغم من أن رغبته كانت إكمال الدراسة في القانون، إلا إنه إلتحق بدراسة الطب في جامعة فيينا، فأكمل الدراسة فيها حاصلاً على الدكتوراه عام 1881م.
تنقل في الوظائف الطبية بين أستاذ محاضر ومعالج نفسي في المستشفى إلى تأسيسه لعيادة خاصة يمارس فيها علاجه النفسي للمرضى وفقاً للنظريات التي أسسها، إذ إنتقل من ممارسة العلاج عبر التنويم المغناطيسي الى آلية التداعي الحر، وتعبر مدرسة التحليل النفسي عن النظريات والاليات والمنهجيات التي أسسها فرويد في مدرسته النفسانية المعروفة، بعد أن نظّر وكتب الكثير في هذا المجال طارحاً العديد من المفاهيم والنظريات، كمفهوم اللاشعور أو للاوعي الذي يعد مفهوماً مركزياً في تحليل التفكير والسلوك الانساني، ومفاهيم الليبدو وعقد أوديب وعقدة ألكترا والهو والأنا والأنا العليا وغيرها.
وعندما أقدمت ألمانيا النازية على إحتلال النمسا لجأ فرويد إلى لندن ليبقى هناك معانياً من تفاقم مرض السرطان الذي أصابه جرّاء التدخين المفرط، والذي أدى إلى وفاته في عام 1939م، تاركاً مجموعة من المؤلفات منها (تفسير الأحلام) و(مستقبل وهم) و(الطوطم والتابو) و(موسى والتوحيد) وغيرها.
ولنبدأ الان في تحري نقد فرويد للحركة الصهيونية عبر الدائرة الأولى المتعلقة بكتابه الذي نشره في أواخر حياته (موسى والتوحيد)، إذ ينطلق في هذا الكتاب من تأكيد حقيقة أساسية أنه سيعمد على قلب المعادلة التأريخية القائمة فيما يتعلق بشخصية النبي موسى (ع)، وتأسيس الديانة اليهودية التوحيدية، فموسى ليس يهودياً من الأساس، وإنما كان مصرياً بإمتياز، ولأن هذا الأمر ليس بالأمر اليسير يعترف فرويد أن (تجريد شعب من الشعوب من الرجل الذي يحتفي به على انه أعظم أبنائه ليس بمهمة بهيجة ينجزها المرء بخفة قلب، ولكن ليس ثمة من اعتبار، مهما جلّ، بقادر على إغوائي بتجاهل الحقيقة بإسم مصلحة قومية مزعومة)(1) ، وأول مدخل تشكيكي يتبناه فرويد في نفي الأصل اليهودي للنبي موسى يتمثل في الإسم، فموسى في العبرية هو (موشي)، وعلى الرغم من أن سفر الخروج في التوراة يؤكد أن أميرة مصرية دعت الطفل موسى بعد أن انتشلته من النيل، أي أن موشي يعني (انتشل من الماء)، إذ ورد في الآية العاشرة من الاصحاح الثاني في سفر الخروج ما نصه (ودعت أسمه موسى، وقالت اني انتشلته من الماء)(2) ، بيد أن فرويد لا يقبل بهذا الاشتقاق مُسجلاً إشكالين(3):
1- من غير المعقول الافتراض بأميرة مصرية المعرفة بأصول الاشتقاق في العبرية.
2- من المؤكد تقريباً أن الماء الذي انتشل منه الصبي لم يكن ماء النيل.
وعلى هذا الأساس يبدأ فرود عبر الاستعانة بما توصل اليه جيمس هنري بريستد (1865-1935م)، المؤرخ والآثاري الامريكي المتخصص في الآثار المصرية، ولاسيما في كتابه (فجر الوجدان The Down of Conscience) من أن كلمة موسى في المصرية تعني طفل، وهي إختصار لتركيب إسمي كان معمول به سابقاً مثل (آمون –موس=الطفل آمون)، أي آمون أنجب طفلاً، و(بتاح موس=الطفل بتاح) أي بتاح أنجب طفلاً وهكذا..، ثم حلت كلمة (موس) وحدها بعد حذف التركيب منها، أما حرف (s) الثاني في كلمة (Moses) فقد أضيف في الترجمة اليونانية للعهد القديم(4) ، ويذهب فرويد على ان العلماء الذين سبقوه اكتفوا فقط بتأكيد أن اسم موسى مصري، وليس يهودياً، دونما الانتقال الى القول بان موسى نفسه لم يكن يهودياً بالاساس، وهو ما قام به فرويد، لكن، وحتى نختصر فرضية فرويد في كتابه، يرد هنا سؤالان: كيف يمكن أن تكون الديانة اليهودية توحيدية بينما المعروف أن الديانة المصرية شركية، فمن أين أتى موسى بالمعتقد التوحيدي ليزرعه داخل المجتمع اليهودي؟ وكيف يمكن أن يأتي شخص مصري ليقود الشعب اليهودي من خارجه؟
بالنسبة لسؤال التنافر بين الشركية المصرية والتوحيدية اليهودية، يذهب فرويد الى ان في عهد السلالة الثامنة عشر الماجدة، وفي الحقبة التي غدت فيها مصر امبراطورية عالمية، في حوالي 1375ق.م, تسنم العرش فرعون شاب تسمى في البداية بإسم أبيه أمنوحتب (أمنحوتب الرابع)، ثم غير بعد ذلك اسمه [إلى أخناتون] مع اشياء اخرى كثيرة، وقد شرع هذا الملك بفرض على رعاياه ديانة جديدة تتعارض وتقاليدهم السحيقة وأعرافهم العائلية معاً(5) ، يعني المعتقد التوحيدي، وحارب الالهة الاخرى، وبعد ذلك تحصل تحولات، فيأتي للسلطة حورمحب، وتتجزأ الامبراطورية، ولسرد طويل يقدمه فرويد، تعود مصر الى ديانتها الشركية وتتخلى عن ديانة أخناتون التوحيدية، هنا يأتي دور موسى، وفقاً لتحليل فرويد، المدفوع بقوة الشكيمة، مخططاً لتأسيس امبراطورية يعطيها الديانة التي ازدرتها مصر، وموسى في الفرضية الفرويدية قد يكون صاحب منصب رفيع في الدولة، مما يهيئ له فرصة أكبر لأن يكون زعيماً لليهود، أو كاهناً فيسهل عليه الظهور بمظهر المؤسس للدين، ومن الممكن أن يجمع بين الحاكم والكاهن(6) ، فيقرر موسى الخروج باليهود من مصر صوب كنعان، وبعد ذلك تحصل التوترات فيقرر اليهود قتل موسى، فيقتلوه، ثم يعمد فرويد الى تطبيق نظرياته النفسية على اليهود في أنهم خضعوا لحالة (الكبت)، كحالة عُصابية، فينسون عبر الاجيال والسنوات، أنهم من قتل موسى(7) ، ليعودوا الى منحه قدسيته ومركزيته داخل العقيدة اليهودية، فاليهود مارسوا ما يعبر عنه فرويد بالرضات Traumatismes أي الانطباعات التي يكتسبها المرء منذ نعومة أظفاره ثم لا يلبث أن ينساها فيما بعد(8) ، ثم ستظهر التوراة في نسختها الاخيرة التي خضعت لإضافات وتحريفات وتحويلات من الحاخامات، بعد قرون عديدة من قتلهم لموسى، ليظهر الاخر بصورة البطل المخلص للمجتمع اليهودي، ويتم إضفاء كل صفات القداسة عليه، بعد تناسي جريمة القتل التي أقدم عليها اليهود بحقه.
إن مقاربة فرويد هذه تعرضت للعديد من الإشكالات والردود، منها ما هو تأريخي/آثاري، ومنها ما هو عقدي/ديني، ومنها ما هو نفسي/اجتماعي، إلا أننا لسنا بصدد البحث عن الردود على ما توصل إليه فرويد في هذا السياق، فغاية ما يهمنا هنا تأكيد أن مقاربة فرويد هذه تمثل إشكالية كبيرة بالنسبة لليهود، لأنه ينسف الاساس التأريخي والعّقدي لليهودية عندهم، ومن هنا كان هذا الكتاب أحد أبرز نقاط الاختلاف بين اليهود الصهاينة وفرويد، إذ يظهر موسى مصرياً، واليهودية مأخذوة من ديانة الفرعون أخناتون، وأن اليهود هم قتلة النبي موسى!
أما الدائرتان الأخريان، أعني دائرة موقف فرويد من المٍسألة اليهودية، والبحث عن وطن قومي يجمع الشتات اليهودي، ودائرة السعي إلى أن يكون هذا الوطن في فلسطين، فبالإمكان تلمّس موقفه من خلال نموذجين من رسائله المتعلقتين بهذا الشأن، الأولى بعثها إلى الفيزيائي ألبرت آينشتاين (1879-1955م) بتأريخ 26 شباط 1930م كتب فيها (لستُ أعتقد أن فلسطين ستصير ذات يوم دولة يهودية، وأن العالم المسيحي أو المسلم سيقبل ذات يوم بأن يدع الأماكن المقدسة في أيدي اليهود، ولقد كنتُ سأحسن الفهم أكثر لو جرى تأسيس وطن يهودي فوق أرض عذراء لا ترزح تحت وطأة التاريخ، ولست بمستطيع أن أجد في نفسي ظلاً من التعاطف مع مثل ذلك التديّن الذي ضلّ سبيله فأراد تأسيس ديانة قومية على حائط هيرودس، والذي لا يتوجس، حباً منه بتلك القطع من الحجارة، من أن يصدم مشاعر السكان الأصليين)(9).
أما الرسالة الثانية فقد أرسلها إلى حاييم كوفلر(10) الذي أرسل إلى فرويد رسالةً عام 1929م يطلب فيها دعمه للصهيونية في فلسطين، وفي حق اليهود في الدخول إلى حائط المبكى من أجل العبادة، والأحداث الصدامية التي حصلت في ذلك العام، فردّ عليه فرويد برسالة بتأريخ 26 حزيران عام 1930م كتب فيها:
(لا أستطيع فعل ما ترغبون فيه، فتحفظي على جعل الناس يهتمون بشخصي أمر لا يمكنني التحرر منه، كما أن الظروف الصعبة الحالية لا تشجع، في نظري، على ذلك، فالذي يريد التأثير على الجمهور ينبغي أن يكون لديه شيء باهر وحماسي يخاطبه به، إلا أن موقفي المتحفظ من الصهيونية لا يسمح بذلك، إن لي بكل تأكيد أسمى مشاعر التعاطف مع الجهود المتفق عليها بحرية، فأنا فخور بجامعتنا في القدس(11) ، ومبتهج بازدهار مؤسسات مستوطنينا، ولكن، من ناحية أخرى، لا أعتقد أن فلسطين ستكون يوماً ما دولة يهودية، ولا أعتقد أن العالم المسيحي والعالم الإسلامي سيقبلان بإسناد أماكنهما المقدسة لليهود ليحافظوا عليها، قد يبدو لي أكثر حكمة إقامة وطن يهودي على أرض غير مشحونة بالدلالات التاريخية، إنني أعي، بكل تأكيد، أن مشروعاً عقلانياً، مثل هذا، لن يمَكن من استثارة حماس الجماهير وتعاون الأغنياء، وأعترف أيضا، بكل أسف، أن تعصب مواطنينا، الذي يتسم بضعف واقعيته، له مسؤوليته في إيقاظ حذر وارتياب العرب، لا أستطيع الشعور بأدنى تعاطف مع تقوى فُهمت بشكل خاطئ تجعل من قطعة حائطِ هيرودوس (Hérode) (12)أثرا وطنياً، ويتم بسبب تلك القطعة من الجدار تحدي مشاعر سكان البلد).
في هاتين الرسالتين يبدو فرويد فيهما واضحاً في دعمه للمشروع الصهيوني، وتعاطفه معه، أعني في إيجاد وطن قومي للشتات اليهودي، إلا أنه كان ينظر بواقعية إلى أن فلسطين كخيار تطبيقي للمشروع الصهيوني لن تكون خياراً مناسباً، إذ أن الاستيطان داخل أراضي مأهولة بالشعب الفلسطيني مع توجه ديني راكز بقوة لدى المسلمين والمسيحيين فيما يتعلق بقدسية الأرض الفلسطينية، ورمزيتها الدينية العالية بالنسبة اليهم لن تجعل المشروع الصهيوني مشروعاً ناجعاً كما يخطط الصهاينة، لذلك يرى أن من الحكمة البحث عن أرض غير مشحونة بالدلالات التاريخية لتكون أرضاً لليهود، أي البحث عن أرض عذراء لا ترزح تحت وطأة التأريخ على حد تعبيره، وربما لو ربطنا ما طرحه فرويد في موسى والتوحيد من وجهة نظره، لتأكد لدينا أن الهوّس التأريخي في العودة إلى أرض الميعاد وفق السردية الرسمية اليهودية لا تحظى بكبير إهتمام لدى فرويد، لأن الكثير من التراتبيات التي تأسست على هذه السردية هي محط شك وتمحيص داخل مرجل عقل فرويد المغتلي بتساؤلاته التأريخية والنفسية.
***
د. محمد هاشم البطاط
....................
المصادر:
(1) سيغموند فرويد، موسى والتوحيد، ترجمة: جورج طرابيشي، ط4 1986م، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت، ص7.
(2) العهد القديم، سفر الخروج، الاصحاح الثاني، الاية العاشرة.
(3) سيغموند فرويد، مصدر سبق ذكره، ص8.
(4) سيغموند فرويد، مصدر سبق ذكره، ص9.
(5) سيغموند فرويد، مصدر سبق ذكره، ص27.
(6) المصدر السابق، ص38 المتن والهامش.
(7) في كتابه (الطوكم والتابو) بتكلم فرويد عن جريمة قتل الابناء للأب ثورة على سلطته المطلقة في الحياة البدائية، وإستئثاره بالجنس ومشبعات الغرائز، ثم بعد ذلك يعمد الاخوة الى ايجاد بدائل رمزية عن الاب وقدسيته، ينظر: موسى والتوحيد، 180 وما بعدها.
(8) المصدر السابق، ص102.
(9) يُنظر: نصوص رسائل سيغموند فرويد المتعلقة بالصهيونية ضمن فرويد والمسألة اليهودية، على الانترنت: www.atheer.com
(10) أحد أعضاء الصندوق التأسيسي اليهودي الذي كان معنياً بجمع الدعم والتبرعات للمشروع الصهيوني في فلسطين.
(11) جامعة القدس العبرية
(12) هيرودس الأول أو الكبير (73ـ 4 ق.م) الذي نصّبه الرومان على عرش القدس، فجرّد الكهنة اليهود من سلطانهم وقتل زوجته وعدداً من أولاده لسدّ الطريق على كل منافسة سياسية من شأنها أن تهدد سلطته. وطبقاً لإنجيل متى أمر بقتل جميع الأطفال الذكور في بيت لحم بعد أن أُنبئ أن (ملك اليهود) (الطفل يسوع) قد ولد. وهي قصة تكرر بصورة شبه حرفية القصة التوراتية عن الأمر الذي أصدره فرعون مصر بقتل جميع المواليد الذكور من الأرقاء اليهود. ولكن هيرودس اشتهر أيضاً بكونه واحداً من كبار البناة في التاريخ، وفي جملة ما بناه هيكل القدس وأسوارها.
يُنظر: نصوص رسائل سيغموند فرويد المتعلقة بالصهيونية ضمن فرويد والمسألة اليهودية، على الانترنت: www.atheer.com
اليهودي الذي كاد أن يلغي وعد بلفور فاغتاله الصهاينة.