آراء
سليم مطر: الى كهنة وشيوخ الحداثة
الى كهنة وشيوخ الحداثة الليبرالية، اليسارية: الديمقراطية والعلمانية والعلمية وحقوق الانسان... الخ: ها انا اشهد على صحة خرافاتكم العلمية جدا..
بفضل معيشتي في اوربا الغربية منذ عشرات السنين، اشهد يا اخوتي بصحة كل ما تقولوه في كتاباتكم وخطاباتكم لشعوبنا المسكينة المتخلفة، عن عظمة وقدسية الحداثة التي يتم تطبيقها وتنميتها في اوربا الغربية وامريكا، منذ قرون، وانا اعيش يوميا وكل ساعة الانجازات الخارقة التالية:
1- بفضل العلم قد بلغوا الخلود والشباب الابدي، بالقضاء التام على (الموت والهرم) وجميع الامراض والاوبئة والحوادث وغيرها. ولهذا فان هذه الشعوب قد نسيت حتى كلمات مثل: موت ، مرض، هرم، عوق.. اطباء، مستشفيات، ادوية، وغيرها من الكلمات العتيقة التي لا نزلنا (نحن الشعوب) المتخلفة نستعملها!
2- بفضل الديمقراطية قد بلغوا المساواة الاجتماعية الاقتصادية، فلم يعد هنالك اغنياء يملكون المليارات وفقراء كادحين بالكاد يدبرون حياتهم. وقد تعود كل انسان في هذه البلدان على الاختيار الحر للعمل الذي يرغبه وعدد الساعات التي تناسبه. واصبحت جميع المخازن الكبرى مفتوحة للجميع ليأخذ الناس منها مجانا ما يحتاجونه من امور معيشية.
3- بفضل العلمانية وعزل الدين والروحانيات والاخلاقيات العتيقة، تمكنوا من بلوغ حالة الصفاء والسلام الانساني المطلق ومحبة الجميع للجميع ، وانتهى الادمان على الخمرة والضياع في المخدرات (العلمية التقدمية). انتهى الكبت الجنسي والمعانات الشهوانية، ولم يعد الناس يعرفون معاني كلمات: بغاء، شذوذ هلع جنسي. وانتفت الحاجة الى الاغتصاب التي كانت تحصل بعشرات الآلاف سنويا، ولم يعد الرجال بحاجة للسفر الى البلدان الفقيرة لممارسة البغاء مع الاطفال فتيان وفتياة.
4 - بفضل تطورهم الشاعري والموسيقي قد بلغوا ذروة الصفاء والسلام، بحيث انهم تخلصوا من الجيوش والمخابرات والشرطة، وحولوا مصانع الاسلحة الى مصانع اغذية لاعانة البلدان الفقيرة. وعمت المحبة وانتشر الوئام في مجتمعهم، فلا تسمع ابدا بحوادث عنف ولا قتل ولا اغتصاب، ولا 50 الف قتيل كل عام في (بلاد هوليود)، وانتهت تماما المافيات والعصابات الدولية وشركات المرتزقة والاغتيال العالمي، وانتهت المؤامرات وشبكات الخيانة والتخريب في البلدان الضعيفة.
5- بفضل روح التعددية وحرية التعبير، قد بلغوا الشفافية المطلقة، من خلال جعل وسائل الاعلام ملكا للشعب وليس لاقليات ثرية شيطانية، لهذا انتهت الى الابد حملات الاعلام والرشوة والتهديد الى حد التوريط بتهم اغتصاب وغيرها، وعمليات التشهير وغسيل الضمائر التي تحطم من يعارضها وتمجّد من يخنع لها.
6 - بفضل عقلانيتهم ونضجهم واحساسهم بالمسؤولية ازاء شعوبنا المتخلفة، تراهم يسعون باخلاص الى حل خلافاتنا ومشاكلنا، وتعليمنا مبادئ حقوق الانسان وكيف نحترم نسائنا ونحب اطفالنا، وان نقدس كلابنا ونجعلها تنام معنا في اسرّتنا.. . بالاضافة الى الكفاح لتحقيق العدالة العالمية ومنع الحروب والمؤامرات، واجبار الدول العنصرية والمغتصبة لاراضي الشعوب الضعيفة، على الخضوع للقانون الدولي وتحقق السلام وحسن الجوار.
نعم ياخوتي الحداثيين، نحن معكم نجهد للكشف عن حقيقة الانجازات العظيمة للحداثة الديقراطية العلمانية العلمية الانسانية، وان ما علينا نحن الشعوب المتخلفة الا ان نجبر حكوماتنا على استيراد مبادئ الحداثة الديمقراطية والانسانية من خلال (الامم المتحدة)، وتعليقها على الجدار في كل مكان، حتى نحفظها نحن واطفالنا عن ظهر قلب، ثم بعد ذلك سنحققها بكل سهولة، بفضل مساعدة خبراء البلدان الغربية الديمقراطية العلمانية العلمية الانسانية التي طالما عودتنا على الوفاء لمبادئها العظيمة والمقدسة.
وانّا لله وانّا اليه راجعون..
***
سليم مطر ـ جنيف
.............................
* لمطالعة موضوعنا هذا مع قسمه السابق المكمل له، اضغط على هذا الرابط في موقعنا: