آراء
عدي البلداوي: حول قراءة جديدة لمفهوم الحرية
حول قراءة جديدة لمفهوم الحرية في الإعلان العالمي لحقوق الانسان
السيد انطونيو غوتيريش - الامين العام للأمم المتحدة - المحترم
في وقت تتعرض فيه البشرية حول العالم الى مشاكل ومخاطر بسبب الحروب والسياسات والأوبئة والأزمات الإقتصادية والمخاوف التي تنتظر مستقبل الحياة على الارض المتعلقة بالمناخ والبيئة على وفق رؤى مستقبلية لمعنيين بهذا الشأن، فإن من حق الإنسانية علينا جميعاً ان نتحرك ونعمل معاً من أجل حماية استقرار واستمرار الحياة على الأرض، وان من اهم شروط هذا الإستقرار والإستمرار هو حفظ حالة التوازن في شخصية المواطن حول العالم في جوانبها الأخلاقية والنفسية والعقلية والسلوكية، وحيث ان المادة (19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تتيح حرية الرأي والتعبير في نصّها :" لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير ويشمل هذا الحق حرية إعتناق الآراء دون أي تدخل، وإستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية "، فقد استخدمت هذه الصيغة لمفهوم الحرية من قبل البعض بشكل الحق أذى كبيراً في نفوس أعداد كبيرة من الناس حول العالم كان ابرزها الإساءات المتكررة لشخص نبي الله الخاتم محمد صلى الله عليه وآله، وللكتاب المقدس "القرآن"، فإنني ادعوكم من منطلق النزعة الإنسانية المتأصلة في طبيعة التكوين البشري والمسؤولة عن تحفيز رغبة التواصل والإتحاد بين الناس ولكي تؤدي هذا الغرض فإنها تحتاج الى إظهار قيمة الإنسان وكرامته، لذلك ادعوكم الى إعادة قراءة المادة (19) قراءة جديدة تأخذ بعين الإعتبار طبيعة المجتمعات الإنسانية في ظروف النظام العالمي اليوم للعمل على إنقاذ النزعة الإنسانية من محاولات جرّها الى الأنانية التي تبعد الإنسان عن مركزيته في الأرض وحقه في حرية التعبير والرأي من دون اعتداء أو استهزاء أو استخفاف أو طعن أو تشويه في آراء وأفكار ومعتقدات الآخرين ..
***
د. عدي عدنان البلداوي