آراء
نبيل الربيعي: العراق تراكم لمكونات جوهرية رافدينية
العراق تراكم لمكونات جوهرية رافدينية وليس قوميات ومذاهب طائفية
إن جوهرية العراق ليس القومية والطائفة، فهو مكونات عابرة ومتغيرة، فالعراق ليس تجمع بل كينونة ثقافية تراكمت تاريخياً وأدت إلى تكوين جوهره الخاص. وهو جوهر ثقافي تاريخي وليس قومي أو عرقي. لأنه تراكم في ظل مكونات جوهرية ثلاث هي حلقات تاريخية كبرى، وهي المرحلة الرافدينية، ثم العربية الإسلامية ثم العراقية.
والعراق في جوهره مكونات ترتقي في اغلبها في مصاف الرؤية الثقافية. والعراق أكبر واعظم واعرق من مجرد حداثة عابرة بمعايير الثقافة والمستقبل. اما مفهوم الأقلية فمن غير الجائز أن نطلقها على المكونات، ففي العراق لا توجد اقليات بالمعنى الضيق والمغلق، وهو واقع مرتبط بطبيعة الأقليات فيه، ومن الأفضل استعمال المكونات التاريخية والثقافية وليس كلمة الأقليات، وهو خلاف جوهري، لأن الأقلية هي بقايا، فالكلد آشور مكون عراقي وهم اصل أصوله، وجذر من جذوره. والتركمان مكون تاريخي وثقافي للعراق، والنصارى واليهود والإيزيدية والشبك والكاكائية، أما الأكراد فإنهم الأقلية الوحيدة في العراق، حديثة التكوين بمعايير الدولة والقومية، وضعيفة من حيث مكوناتها التاريخية والثقافية، أصولها من خارج العراق وتكونها العصري فيه، وقد صنعوا تاريخاً وهمياً عبر حفريات في كل شيء وليس في الدم، ويؤكد البروفسور ميثم الجنابي في كتابه (العراق حوار البدائل) ص100 (كون الأكراد أقليات متناثرة في دول الجوار، وبالأخص تركيا وإيران وسوريا وارمينيا وأذربيجان وقليل في فلسطين ومصر والدول الاسكندنافية!! والمقصود بهم أساساً في الدول الثلاث الأولى إلى جانب العراق. وهي حالة تجعل منهم معشر وليس قوماً ولا شعباً ولا قومية ولا أمه. من هنا فإن طابع الأقلية فيها جزئي وعابر بوصفه مكوناً محتملاً لارتقاء لاحق في قوم ثم شعب ثم قومية ثم أمة).
لذلك مما سبق نستطيع التوصل إلى أن مشكلة الأقلية في العراق لا ينبغي النظر إليها بمعايير الكمية أو الانتشار الجغرافي أو الدين أو العرق، بل بمعايير الاندماج ومستوى التصيّر التاريخي الثقافي في العراق. فالأقلية الوحيدة في العراق هي الأقلية الكردية، فمشكلة الأقلية ثقافية سياسية. والأكراد في العراق فقط اخذوا يتحولون إلى قوم لكنهم ليسوا قوماً موحداً بعد، بسبب ابتعادهم عن فكرة الاندماج مع الشعب العربي والازدهار العلمي والاجتماعي والثقافي.
***
نبيل عبد الأمير الربيعي