نصوص أدبية
عبد الناصر عليوي: يقظة الطين
يـا طِينُ، يا سِرَّ البِدايَةِ، عُدْتُ كَيْ
أَلْــقَـى بِـمَـكْنُونِ الـتُّـرَابِ يَـقِـينِي
*
كَـمْ ضِـعْتُ فِـي لُـغَةِ الـمَرَايَا باحِثًا
عَــنْ سِـرِّ مُـبْتَدَئيَ وَعَـنْ تَـكْوِينِي
*
الآنَ أُبْـصِـرُ مــا تَـغَشَّى خُـطْوَتِي،
وَأَرَى الـنِّـهَايَةَ فِــي مِـهَـادِ الـطِّينِ
*
أَنَـا ذَلِـكَ الإِنْـسانُ، ما حَمَلَتْ يَدِي
غَــيْـرَ الـسُّـؤالِ، وَمِـثْـلَهُ يَـحْـوِينِي
*
أَبْـصَرْتُ مَـوْتِي فِـي الحَيَاةِ، فَها أَنَا
أَحْــيَـا لِأَكْــتُـبَ لِـلْـفَـنَاءِ سِـنِـيـنِي
*
مــا كُـنْـتُ أَدْرِي أَنَّ سِــرَّ وُجُـودِنَـا
أَنْ نَـسْـتَـفِيقَ، وَنَـكْـتَـفِي بِـظُـنُونِ
*
أُلْقَى عَلَى وَجْهِ المَدَى، فَتَضُمُّنِي
رِيــحٌ، وَيُـنْـسِينِي الـغُـبارُ حَـنِـينِي
*
لَـكِـنْ، إِذا مــا أُوقِــدَتْ نــارُ الـرَّجَا،
عـادَ الـتُّرابُ يُـضِيءُ فَـوْقَ جَـبِينِي
*
يـا رَبَّ هذَا الوَهْمِ، عَلِّمْنِي الرُّؤَى،
وَاجْـعَلْ هُدُوئِي سَجْدَةً فِي الدِّينِ
*
قَـدْ أَيْـقَظَتْنِي الـنَّارُ، ثُـمَّ تَـبَسَّمَتْ
مِــثْـلَ الـعَـجُـوزِ، كَـأَنَّـهَـا تُـغْـرِيـنِي
***
عـبـدالـنـاصر عـلـيـوي الـعـبـيدي






