نصوص أدبية

باقر الموسوي: نوح الحمائم

يسير الأعمى بخطىً سليمةٍ

متأبطاً عصاه

التي لا يذكر كيف أصبحت رفيقته

هي صولجان حكمه الضائع

مازال يسير وفق حدسه الغريب…

نحو حانة النسيان

واثقًا بخطوات صديقته

بوصلةٌ عصاه

مطرزة بضوابط

التوقيت مثل مطلع الفجر

مقبضها خصر امرأة خيالية

شده الشوق إليها

مازالت تؤرق همهمته

التي تشبه نوح الحمائم في المساء

وكأن خيطاً من بصيص يتلمس من خلاله

نعومة شعرها بيديه الذابلتين

يتأرجح كالبندول بين عقله والجنون

استقام عود ذاكرته وانحنى عود ظهره

فتاه عن سبل المرسى المأمول

سيغلق النادل ابواب الحانة

ويجف ما تبقى من كأسه الفارغة

كأخر قبلة تغلغلت في ثغرها

يبحث في بحبوحة البدايات

التي انتهت قبيل اكتمال الأغنيات

تثاقلت قدماه في وحشة المجهول

من يبصر اسير العيون

من يزيل الغبار عن عزلته القاسية

من يزيل اشواك الماضي وأحجار المأساة

التي تهيمن على درب ضالته

يرحل النهار يجيء الليل

وينسج عتمته بشرايين

الظلام المتدفق في الأقاصي

آآآه أين تتجة سهام العاشق الأعمى

لا إمرأةً يأوي إلى كهفها

لا حانةً تفتح أبوابها

في نهاية المطاف

يبقى السؤال المعلق دائمًا

في عنق الدروب

إلى أين يسير هذا العاشق الأعمى!!!

***

باقر الموسوي

في نصوص اليوم