نصوص أدبية

مصطفى علي: باقةُ وردٍ للسيّدة الأبيّة

سُميّة العربية

يا آلَ (ياسِرَ) أفدي البنتَ والوَلَدا

بالشعرِ عَلّي أفي الزيتونَ والبلَدا

*

نِعْمَ الذين بُغاةُ الأرض تحذَرُهمْ

لا سِيّما الوالدُ الأتقى وَمَنْ وَلَدا

*

زيتونةٌ لم تزلْ في الأرضِ ماكثةً

وظلَّ شانِئُها في بحرها زَبَدا

*

تمخّضتْ قابسُ التاريخ عن قَبَسٍ

ومِثْلُهُ (راشداً) هيهاتَ لمْ تَلِدا

*

عاشَ المحابِسَ والمنفى كَراهِيَةً

ورغمَ قسوتها لم يفقدِ الرَشَدا

*

أهدى الرعيّةَ من وجدانه حُلُماً

ساءَ الفلولَ فخاضوا في العماءِ سُدى

*

صالت عليهِ ذئابُ الليلِ عاويةً

فكيفَ في سَنَةٍ يستوفي ما وَعَدا

*

كانوا سُكارى بمالِ السُحْتِ من عَرَبٍ

كادَ الربيعُ هُنا يودي بهم كَمَدا

*

لم تُمهلوا رجلاً قاسى الأذى زمناً

وقد صبرتم على طاغوتكم أمَدا

*

لمّا رأى داءَها في الجذرِ منتشراً

داواهُ لكنّما داواهُ مُتَّئدا

*

فسارعت من رمالِ الشرقِ عاصفةٌ

وَبدّدتْ أمَلاً لمّا يَحِنْ بَدَدا

*

وقيسُ تونسَ منصوبٌ بها صَنَماً

واحسرتاهُ على عَبْدٍ لَهُ سَجَدا

*

بُشراكِ يا خيمةَ الأعرابِ حاملةً

سِكّينَ حارسةِ الأشياخَ والوتدا

*

وَأْدُ الربيعِ جرى قُدّامَ أعينِنا

هل يدري موْؤودها عنوانَ من وَأَدا ؟

*

أجلْ وحقِّكَ يدري كلَّ مَنْ غدروا

عندَ الظلامِ وبثّوا السُمَّ والمَددا

*

جاءوا به من فلولِ الجوْرِ مُسْتَتِراً

يحوكُ من لُؤمِهِا للثائرِ الصَفَدا

*

يرمي (سُميّةَ) بالبهتانِ يَحْسَبُها

تُسلّمُ السيفَ والقرطاسَ والزَرَدا

*

ألقى أباها بقعرِ الجُبِّ مُعتقداً

غيابةَ الجبِّ تطوي عنهما الجَلَدا

*

إذْ روحُ طاغوتها التمثالِ من خَشَبٍ

ما كانَ قيساً ولن يهْوى الديارَ غَدا

*

بلْ طارئاً جاءَ للساحاتِ من عدمٍ

أو مارِداً من حَشا التلمودِ قد مَرَدا

*

طفلُ الإمارَةِ إيّاها وَ دُمْيَتُها

وبا الدراهِمَ والأفيونِ قد صَعَدا

*

(سُميّةَ) القلبِ يا ترياقَ محنتنا

صوتاً يزخُّ رُؤىً للتائهينَ هُدى

***

د. مصطفى علي

في نصوص اليوم