نصوص أدبية

عبد الناصر عليوي: صحن الفلافل

وَلَـيْـتَ الـصَّـحْنَ كَـانَ مِـنَ الْـفَلَافِلْ

لَـجَـنَّـبَنَا الْـكَـثِـيرَ مِـــنَ الْـمَـشَاكِلْ

*

وَلَـــمْ نَـلْـجَـأْ إِلَـــى الـتَّـرْقِيعِ حَــلًّا

وَنَـقْضِي الْـوَقْتَ فِـي هَـرْجٍ نُـجَادِلْ

*

رَجَــــاءً يَـــــا أَكَــابِــرَنَـا رَجَــــاءً

ضَـعُـوا حَــدًّا لِأَصْــحَـابِ الْـمَـهَازِلْ

*

إِذَا مَـــا الْــغِـرُّ ظَـــلَّ بِـغَـيْـرِ لَــجْـمٍ

سَـيَـقْـصِـفُـنَـا بِـــــآلَافِ الْــقَـنَـابِـلْ

*

وَنُــصْــبِـحُ مِـــثْــلَ دَلَّالٍ بِـــسُــوقٍ

يُـعَـلِّـقُ فِـــي فَـضَـائِحِهِ الـجَـلَاجِلْ

*

هَـبَـنَّـقَةُ الَّـــذِي يَــرْعَـى شِـيَـاهًـا

يُــغَـذِّي لِـلـسِّـمَانِ عَـــدَا الْـهَـزَائِلْ

*

فـأَضْـحَـى الــرَّأْيُ لِـلـرَّاعِي هَــوَاهُ

يُــقَـدِّمُـهُ عَــلَــى كُــــلِّ الــدَّلَائِـلْ

*

أُعَــــزِّي كُــــلَّ أُمٍّ فِــــي بِــــلَادِي

وَكُــــلَّ حَـلِـيـلَـةٍ فَــقَــدَتْ مُـقَـاتِـلْ

*

وَكُـــــلُّ يَـتِـيـمَـةٍ تَــبْـكِـي أَبَــاهَــا

وَمَــنْ كَـانَـتْ تُـصَـفِّدُهُ الـسَّـلَاسِلْ

*

فَـــلَا نَــرْضَـى، يُـمَـثِّـلُهُمْ، نَـطِـيـحٌ

بِــلَا خَـجَـلٍ، عَـلَى دَمِـهِمْ يُـجَامِلْ

*

فَـــإِنْ يَــهْـذِي الْأُحَـيْـمِـقُ بِـافْـتِرَاءٍ

تَــحَــرَّكَ خَــلْـفَـهُ مِـلْـيُـونُ هَــامِـلْ

*

وإِنْ نَـطَـقَ الْـحَـكِيمُ بِـصَـوْتِ حَـقٍّ

يُــقَــابَـلُ بِـالـشـتـائم والـتـجـاهـلْ

*

فَــهَـذَا عَــصْـرُ تَـحْـطِـيمِ الْـمَـعَالِي

وَتَـقْـدِيـسِ الْـقَـبِـيحِ مِــنَ الـرَّذَائِـلْ

*

وَصَـارَ الـنُّصْحُ تُـهْـمَةَ مَــنْ يُـؤَدِّي

وَأَمْسَى الْغَدْرُ مِنْ أَحْلَى الشَّمَائِلْ

*

وَأَصْـحَـابُ الْـجَـهَـالَةِ فِــي صُـعُـودٍ

عَــلَــى أَكْــتَـافِ أبــنـاء الْـحَـمَـائِلْ

*

وَصِــرْنَــا أُمَّــةً تَـخْـشَـى سُـــؤَالًا

وَتَـفْـزَعُ مِــنْ حَـقِـيقَاتِ الْـمَـسَائِلْ

*

فَــيَــا تَــارِيــخُ سَــجِّـلْ مَـــا تَـــرَاهُ

لَــعَـلَّ الــذِّكْـرَ يَـنْـفَـعُ مَــنْ يُـقَـابِلْ

*

وَدَوِّنْ أَنَّـــنَـــا جِـــيـــلُ الــتَّـخَـلِّـي

عَــنِ الْـحَـقِّ الْـمُـبِينِ بِــلَا مُـقَـابلْ

*

وَعَـــنْ مَــجْـدٍ تَـلِـيـدٍ قَـــدْ أَضَـعْـنَـا

لِـكَـيْ يَــرْضَـوْا مَـخَـانِـيثَ الْأَرَاذِلْ

*

وَأَحْـــلَامُ الـشَّـبَـابِ غَــدَتْ سَـرَابًـا

كَـــزَرْعٍ بَـــاتَ تَـحْصِـدُهُ الْـمَـنَـاجِلْ

*

وَلَـكِـنْ رَغْــمَ أَنْــفِ الْـحِـقْدِ نَـبْـقَى

أُسُــــودًا عَـــنْ مَـبَـادِئِـهَا تُـنَـاضِـلْ

*

فَـصَـبْـرًا يَـا رَفِـيـقَ الـدَّرْبِ صَبْـرًا

مَـصِـيرُ الـزَّيْـفِ فِـي الـتَّارِيخِ زَائِـلْ

*

فَـــلَا تَــيْــأَسْ فَـــإِنَّ الْـحَــقَّ يَــأْتِـي

كَــفَـجْـرٍ بَــــازِغٍ رَغْــــمَ الْــحَـوَائِـلْ

***

عبد الناصر عليوي العبيدي

 

في نصوص اليوم