نصوص أدبية

نجيب القرن: عزيزا حتى بموتك

إهداء إلى:

 أبي ومعلمي وصديقي (رحمه الله)

***

كبيرا كنت هنا يا أبي

لا أحدا يعرفك!

وطني الهوى عاشق السلم والمعترك

تقارع (رجعية) الفكر

(ضباط أحرار) جئتم

لإجلاء وجه الحَلَك

و(صنعاء) يصنعها الجهلُ والداء

عاصمة للحصار

محطة نار

صهرتك معارك تلك الأراجيز

خيط أصابع شيخ القبيلة

حرب مطوَّلة بعقال الملِك!

جرحتك سهام الأخوة والقادة العملاء

فما فَتَّ غدر الصغار صدى ثورتك

***

غادرت مسرحهم

مشتعل الرأس قومية

تجاعيدُ وجهك تنشق من وجهتك

ومنجلُ حزنٍ يحصد شريان قلبك

وطنيٌّ ويطرحك الدَّين من أول الشهر

عند استلام المسمى مرتب

أيا أبتي

كنت الجميل الجميل برسم وحبْك الحكايا

وحفظ القريض وقول الطُرَف

ترمم هذا الخراب وأوجاعنا بالضحك

***

ألمح طيفك بين الزوايا وكل جهاتي

في غرفة النوم

في الحوش

نافذة البيت

فوق السطوح

على الشارع العام

بين الزحام

ووقت الطعام على ساعتك

***

حزن خفي تسرمد في خافقي

أحال صباحي مريرا

ما زلت أذكر كيف تهجيتُ حرف البداية في عالمي

كنتَ تقود خُطايا على سطر قلبك

تمسح كامل قبحي بأهداب عينك

وصرتُ كما قلتَ للناس: نسخة أصلك

غدوتُ الرفيق اللصيق على متكئك

أدرك قسوة دربك

أحفظ أحرف طِرسك

سِفر زمانك

وأفهم إيماء جرحك

أحن الآن إليك لتصفع طيشي

فأزهر من حكمتك

أحن لهيبة صوتك

شدة نهْرِك

***

آهٍ أبي

قضيتَ الحياة خفيفا

فوق بساط البساطة

ورحلت بصمت

مضيت عزيزا حتى بموتك!

ها أنا ذا

أقرأ مشهد صبح رحيلك

على ما تبقى من حقل عمري

لحظة جئتُ إليك بكل انكساري

أقسم أني رأيتك مبتسما لي هُنيهة

كأن يدَ الله ألقت بشارتها

كأنك من خلفها

تُضمد جرحي

تخبر لا شيء غير صفاء السماء

محتفيا بقدومك

***

نجيب القرن - اليمن (تعز)

في نصوص اليوم