نصوص أدبية
شلال عنوز: أحفظُها عن ظهرِ قلب

ليلة أمس...
زارني في المنام
كان يرتدي بياض النقاء
وبعضا من نثار ألق
يهزُّ راسهُ باسماً
يومئُ للوقتِ أن يعود
فوجئتُ بهِ في مكتبي يَلمُّ ثنايا الفراق يمسحُ على صدرِ القصيدة
بنواحِ (الخنساء)
لم أرَهُ منذُ ذلكَ الرحيل الذي قارَبَ عَقدهُ الرابع
افتقدتهُ هناك في سواتر المحنة وندّاهات الأرق
حيث كان الأُفق دخاناً وناراً وصواعقَ موت
ها أنا أراهُ عائداً للتَوِّ
مبتور الساقَين
لم أخبرْهُ عن ساقَيهِ اللتَين دفنتا في الأرض الحرام
هٌوَ لم يسأل عنهما
نَضبت الحروف
تَلعثمَ المَدى
لم أسألْهُ عن نزفِ الرحيل
فقد رأيتُ جنون الحرب بأمِّ عَيني
وذاكً الحصاد
بكيتُ حينما سألني عن مَصير (مُفكّرتهِ) كان يدوّن فيها التواريخَ المُشوّهة وذاك الوجع
أجبتُهُ مُضطربا:
سرقوها أبناء ...
أشاح بوجهة
رمقَ السماء بنظرةٍ حًيرى
وغاب
صرختُ وراءَهُ بأعلى صوتي
لا تبتئس
ما زلتُ أحفظها
عن ظهرِ قلب
***
نص/ شلال عنوز
النجف ٢٣ نيسان ٢٠٢٥