نصوص أدبية

محمد محضار: بلاغة الخيبات

بشارع التين والزيتون

رقصتْ دمعة في عيني

ومضيت بهدوء طفل ألثُم جَبين

حُلمي المنفلت

تذكرت كل قصص حبي

تذكرت منارات الشوق

وساعات التيه

تذكرت زمن الشغف

وشَهيق الليل

لم يبق من سؤدد الأمس

إلا رعشات اشتياق

ولعب على أوتار المَغِيب

وانْفِلاتٌ من عِقال اللَّهيب

بشارع التين والزيتون

أيقنت لأول مرة أنني مَحضُ ذكرى

وإيفاعُ لِهمسة شَوقٍ عابرة

عند الحُدود الموعودة

رقص دفقُ البنفسج

وتلاشت بديهة الغبن

في بلاغة الخيبات

2

للمرَّة الألف

أدخل حربا خاسرة

أمتشق جنوني

أتمنطق بحماقاتي

أرتدي بدلة محارب مرتاب

مسّه عبير الذهول

الحرب خدعة

وخططي مكشوفة

الهزيمة ثابتة

وشروط "الخُزَيْرَات" مُعدّة

لألج  متاهة الاسْتِلام

3

أيها السّائل عَنِّي

مهلاً

كرنفال المهاترات

سيبدأ عند المغيب

بشوارع المدينة البلهاء

وستلفظ الأزقة راقصات الصامبا

وطيور البطريق

وسيأتي العازفون زرافات

والشعراء يتبعهم الغاوون

وستبزغ ربَّات المُوسيقى السبع

في إيهاب لازُورْدي

وستجدني بسُحنة رماديّة

أرقص على بقايا أوجاعي

وأُرمّم تصدّعات ذاتي

4

بشارع التّين والزّيتون

شجت رأسي فكرة

سَال دمُ الحكمة على وجهي

نبذني القطيع

لبستُ ثوب وحدتي

وتجرّعت مرارة الجرأة

ذابتْ ملامحي في حُرقة السؤال

تحجرت الكلمات في فمي

ويبستِ الحروف بين اللّهاةِ والحنجرة

صرت حَكيما يتأمل بصمت

ويهرطق بلغة الميم

أقول قولي هذا وأستغفر للقطيع

المستميت في شراء الوهم

***

محمد محضار

بوزنيقة : 09غشت 2025

في نصوص اليوم