نصوص أدبية
عباس القسام: أحبّني طيفها

حَلَّ الفِرَاقُ وهَلْ أُفَارِقُ كَوثَرَا
وَعَلَيَّ بَعدَ الصَّبرِ أنْ أَتَصَبَّرَا
*
وَ حَبِيبَتِي يَا أهلَ كِنْدَةَ عِندَكُمْ
مِنْ نَأيِهَا قَد بَاتَ مَوتِي أيسَرَا
*
لَيتَ الدِّيَارُ بِجَنبِ دَارِكِ شُيِّدَتْ
مَا شَاءَتِ الأَقدَارُ أَنْ نَتَجَاوَرَا
*
وَ لَقَد أَتَيتُكِ واللَّيَالِي أَثقَلَتْ
هَمِّي فَعُودِيْ واِسأَلِينِي مَا جَرَى
*
اليومَ طَيفُكِ فِي المَنَامِ أَحَبَّنِي
فَشُدِهتُ مِنْ قَولٍ أَجَنَّ وأبهَرَا
*
وَ جَلَستِ قُربِيْ ثُمَّ حَاذَى ثَوبُكِ
ثَوبِي ومِنْ عِطرِ الثِّيَابِ تَعطَّرَا
*
وَ جَلَستِ قُربِيْ والعُيُونُ تَهَلَّلَتْ
وَ سَمِعتُ هَمسَكِ يَا حَبِيبِي هَل تَرَى
*
فأفَقتُ مِنْ حُلُمٍ يُبَايِنُ صَحوَتِي
أبدَيتِ فِيهَا أنْ أُحِبَّ فَأُنفَرَا
*
إنْ كانَ طَيفُكِ فِي المَنَامِ يُحِبُّنِي
لَيتَ المَنَامَ يَطُولُ عَنكِ تَأَخُّرَا
*
خُيِّرتِ فِي حُبِّي فَغَيرُ مُحِبَّةٍ
أمَّا لِحُبِّكِ بِتُّ فِيهِ مُسَيَّرَا
*
فَتَرَكتِ حُبًّا تَاهَ عِندَ رَحِيلِكِ
وَ قَتَلتِ قَلبًا فِي هَوَاكِ تَأَسَّرَا
*
وَ قَتَلتِ قَلبًا لَيسَ يَرجوْ غَيرَكِ
فِي غُربَةٍ أَضحَى وَحِيدًا عَابِرَا
*
وَ إذَا سُئِلتُمْ لَا تَقولِي إنَّنِي
قَد كُنتُ فِي سَعيِيْ إلَيكِ مُقَصِّرَا
*
و إذَا شَجَانِيْ مَنْ أُحِبُّ لَبِعتُهُ
لَكنَّ مُثلَكِ لَا يُبَاعُ ويُشتَرَى
*
حَتَّى إذَا نِلتُ الأَذَى مِـن حُبِّكِ
سأُحِبُّكِ وأُحِبُّكِ لَنْ أَضجَرَا
***
عباس القسام