نصوص أدبية

سعد جاسم: الهروب الى الله

الأطفالُ القتلى

وأَعْني: ...

الملائكةَ المغدورينَ

العصافيرَ الذبيحةَ

والفراشاتِ المُحترقة

في لهيبِ حروبِ الآخرين ~

انَّهم الآنَ ليسوا بحاجةٍ إلى عويلٍ

ودموعٍ وصيحاتِ غضبٍ

ولا الى توابيتَ صدئة

محمولةٍ على اكتافِ الآباءِ المُنكسرين

أَو في أَحضانِ الأُمّهاتِ المسبيات

ولا تعنيهم المقابرَ الموحشة

والقبورَ المهجورة

حيثُ انَّهم كُلَّما يُحاصرُهم

الوحوشُ والقَتَلَةْ

الطغاةُ والجنرالاتُ السّفِلةْ

وتجّارُ الدمِ والحروبِ العبثية

فأنَّهم يهجرونَ الأرضَ

ويهربونَ - مذعورينَ

الى أَعالي النورِ والخلاص

حيثُ فراديسُ اللهِ

الذي ينتظرُهم دائماً

حتى يغمرَهم بالدفءِ

والمحبَّةِ والمسرات

ويمنحَهم أجملَ الألعابِ

والحلوى والثمارَ اللذيذةَ

ثمَّ يُرسلُ لهم أُمهاتٍ سماوياتٍ

ومعلماتٍ عارفاتٍ ومعلمينَ حكماءَ

ومربيّات طيّبات ومرحاتٍ وحنوناتٍ

مثلَ امهاتِهم الأرضياتِ

اللواتي هُنَّ على يقينٍ كاملٍ

أَنَّهم بين يديْ ربٍ كريمٍ

وطيِّبٍ وحنونٍ عليهم

وعلى كلِّ الناسِ النبلاءِ

وليسَ على الذينَ قاموا

بسرقةِ طفولتِهم الناصعة

وكركراتِهم الحلوة

ومن ثُمَّ قتلوهم بلا معنى

وبلا أَيِّ ذنبٍ

كانوا قد اقترفوهُ

في هذهِ الحياةِ المحتشدةِ

بالأخطاءِ والخطايا

والفتنِ والكراهيةِ

التي يندى لها قلبُ اللهِ

على ما أَصبحَ عليهِ

مصيرُ الوجودِ والخليقةِ

والعالمِ الآيلِ للخرابِ

والغيابِ والفناءِ الأَخيرْ

***

سعد جاسم

كندا-2025-3-24

في نصوص اليوم