نصوص أدبية

مجيدة محمدي: روح واحدة بنفسين

نحن ننام على نفس الضفة، لكن كل منا يرى القمر من زاوية مختلفة.

أنتَ تأخذ الليل كاملاً، وأنا أستعير ظله.

أنتَ تتنفس إلى الداخل، وأنا أتنفس إلى الخارج، فنكمل الدائرة،

كأن الكون لا يكون إلا حين تتشابك أنفاسنا في المنتصف.

*

نحنُ واحدٌ انقسم دون أن ينفصل،

كالضوء حين يمرّ عبر الزجاج،

يتشظى ألوانًا، لكنه يظل نورًا واحدًا في الأصل.

أنا لونكَ حين تفكر، وأنتَ ظلي حين أتلاشى،

أنا الخطوة الأولى وأنتَ الأثر،

أنا الفكرة وأنتَ التجسد،

أنا المجاز وأنتَ الواقع،

لكننا في النهاية، نحنُ، بلا فواصل ولا تعريفات.

*

نتنفس بعضنا كأن الهواء يتشكل من همساتنا،

كأننا رئتان في صدرِ غيمة،

نحمل المطر معًا، لكنك تسقط في جهة، وأنا في جهة،

وحين يجتمع الماء، يعود المحيط إلينا، كما كنّا دائمًا.

*

أحيانًا تسبقني، فأشعر أنني أبحث عن نفسي فيك،

وأحيانًا أسبقك، فتصير مرآتي التي لم أنظر إليها من قبل.

نحن الغياب الذي لا يُفقد،

والوجود الذي لا يُمتلك،

والفاصل الذي لا يُفصل،

نحن الموجة والنهر، الريح والأغصان، الفكرة والسؤال،

نحن السؤال، نعم...

السؤال الذي ظل يبحث عن إجابته،

فوجدها فينا، ثم نسيها، ليظل حيًا إلى الأبد.

***

مجيدة محمدي

في نصوص اليوم