نصوص أدبية
مجيدة محمدي: قصيدة بلا قيود / خارج الإطار

أريد أن أكتب قصيدة،
قصيدة تخرج من رحم الضوء عارية من الضمائر،
تتسلل من بين أصابع النحو وتكسر ضلع الجملة الفصيحة.
قصيدة تهرب من سجن الحروف الكبيرة والصغيرة،
لا تنحني تحت سوط القواعد
ولا تصطف في طابور علامات الترقيم،
*
أريد أن أكتب قصيدة
لا تعرف معنى البداية ولا تؤمن بالنهايات،
تتمدد كظل شجرة متعبة على إسفلت يذوب في شمس أغسطس.
*
قصيدة تتمطى كسحابة ثقيلة على أكتاف الريح،
لا تلتزم بحدود السطور
ولا تخشى السقوط من حافة الورقة.
*
أريد أن أكتب قصيدة
قصيدة بلا رأس ولا ذيل !
قصيدة تسير على أربع أقدام ثم تطير !
قصيدة تحمل عيونها في راحة يدها،
تغمضها متى أرادت وترسم بها نهاراً جديداً متى شاءت.
*
قصيدة من لحم المعنى وعظم المجاز.
قصيدة ترقص عارية تحت مطر لا يتوقف،
وتضحك في وجه الكآبة كنافذة مفتوحة على البحر.
*
أريد أن أكتب قصيدة
تنسى نفسها في منتصف الكلام.
قصيدة تنسى أنها قصيدة
وتتحول إلى امرأة تمشي وحدها في شارع مزدحم،
إلى موجة تبتلع سفينة ثم تنساها،
إلى طفل يتسلق الهواء ويضحك،
إلى قط أسود يتسلل بين الأزقة، ويغير مسار الحكايات.
*
قصيدة تهدم اللغة وتبني مدينة من الفوضى.
قصيدة تكسر المرآة وتترك الوجه في ضياعه الجميل.
قصيدة تفتح قوساً ولا تغلقه
تترك الجملة معطلة في منتصف الطريق.
تمضي... ولا تلتفت...
***
مجيدة محمدي – شاعرة تونسية